في حوار ثقافي وفكري أداره الزميل عبد العليم البنا
متابعة الصباح الجديد:
أقام صالون بغداد الثقافي الذي يرأسه الاعلامي عبد الله اللامي، بالتعاون مع نادي العلوية حواره الفكري الثاني وكان مكرساً لواحد من أبرز أعلام العراق وأحد مبدعيه شيخ المخرجين السينمائيين، الفنان القدير الاستاذ محمد شكري جميل، أدار الجلسة الزميل عبد العليم البناء، مرحباً بجميع الحضور من سينمائيين واعلاميين ومثقفين وغيرهم، وفي مقدمتهم الفنانة القديرة فاطمة الربيعي والمخرج الكبير صلاح كرم.
عبد الله اللامي، القى كلمة عبر فيها عن الاعتزاز الكبير بشخصية شيخ المخرجين الفنان محمد شكري جميل، مثمناً مسيرته الرائدة في مسيرة الابداع السينمائي وما قدمه من اعمال مهمة وكبيرة شكلت بصمة مهمة في تأريخ العراق الحديث.
وتحدث البناء عن أبعاد شخصية محمد شكري جميل، بوصفه علما من أعلام العراق البارزين وقامة شامخة وفارساً من فرسان الابداع العراقي، الذي لايشق له غبار، ومن ثم جرى الحوار الثقافي والفكري مع شيخ المخرجين تم التوقف عند محطات من مسيرته الابداعية الطويلة، التي قاربت السبعة عقود مطرزة بنجاحات وروائع سينمائية لا تنسى، وآخرها فيلمه الروائي الطويل ( المسرات والاوجاع )، الذي كان من سيناريوالمبدع الكبير ثامر مهدي، عن رواية بالاسم ذاته للكاتب الكبير الراحل فؤاد التكرلي والفيلم مازال حبيساً في العلب، بسبب اجراءات ادارية وبيروقراطية تقف عائقاً امام عرضه.
تحدث جميل عن ولوجه عالم السينما في وحدة الانتاج السينمائي بشركة نفط العراق، مستذكراً أهم المخرجين الاجانب الذي كانوا يقودون هذه الوحدة، فقال:» عملت مساعد مونتير ومساعد مصور ومساعد مخرج»، مؤكداً: « لا أستطيع الحديث عن السينما فأنا عاشق لهذا العالم الذي شغلني حتى وجدت نفسي جاهلاً بعوالم أخرى.»
وتطرق الى أول فيلم سينمائي وثائقي قدمه في لندن وهو بعنوان «طالب عراقي في لندن». ليذكر جميل «كنت في دورة حديثة من وزارة المعارف الى بريطانيا في هذه الدورة وكان ممثل هذا الفيلم طالباً في دورة، لقد نويت أن أتخذ من كمال نادر ممثلاً في بادئ الامر لأنه كاتب ممتاز، ولكني حين التقيت بكمال أيقنت أني أخطأت الاختيار وأن الشاب المجهول الذي اخترته فيما بعد هو من يصلح لدور فيلم (طالب عراقي في لندن)، وأضاف جميل» تجربة هذا الفيلم علمتني الكثير، من بطل الفيلم تعلمت الالتزام لأنه كان شاباً ناضجا، علمني كيف أختار وكيف أعمل، لقد كانت تجربة تبدأ من رياض الاطفال وحتى العمل الجامعي.»
وعن المصادفة التي جمعته بعبد السلام عارف وجمال عبد الناصر والجدل الذي ضجّ حولهما، يذكر «كنت أصور مقطعاً لأحد أفلامي من مقر جامعة الدول العربية وكان آنذاك اجتماع للزعماء العرب، وسألني أحد موظفي مقر الجامعة هل انت مصري يا أخي؟ فأجبته أنا عراقي، وكنت أقف على الكاميرا، فوجدت أحدهم يضربني على كتفي ويقول بصوت عالٍ «عراقي إذن اجمع أغراضك وعدّ الى العراق فنحن بحاجة إلى إمكانية مثلك» وإذا به الرئيس عبد السلام عارف، ليمرّ بعدها جمال عبد الناصر ويجيبه صحيح إنه عراقي وضيف لدينا لكننا ايضاً في مصر بحاجة إليه!»
وشهدت الجلسة مداخلات عدة من بينها مداخلة الاعلامي قحطان جاسم جواد عن الاختلاف بين الرواية والفيلم السينمائي المعدة عنه الرواية، متناولا الحديث بعد المخرج الكبير صلاح كرم عن اهمية ومكانة محمد شكري جميل الذي عده استاذاً له وللجميع حيث الاستفادة النوعية منه، مشيراً الى افلامه وتجاربه المميزة شكلا ومضموناً .
ثم جاء الدور على الاعلامي حمدي العطار الذي قدم ثلاثة اسئلة تناولت جوانب متعددة أجاب عنها جميل بمهنية عالية لاسيما حينما تحدث عن تجربة يوسف شاهين وكيف أنه لم يكن ذا تجربة عالمية فضلا عن عدم وجود اسلوب محدد له مشيراً الى أهمية فيلميه الارض والعصفور.
واختتمت الجلسة بتقديم درع الابداع من نادي العلوية الى المحتفى به الاستاذ محمد شكري جميل وقدمه له السيد شامل العاني ثم درع صالون بغداد الثقافي الذي قدمه رئيس الصالون الاستاذ عبد الله اللامي، فضلا عن تكريمه للزميل عبد العليم البناء بدرع آخر ليلتئم شمل الجميع بالتقاط الصور التذكارية مع المحتفى به.