أكرم العبيدي*
من يتحمل مسؤولية ما يحدث ألان في العراق , البعض يحمل الحكومة المركزية ذلك ونحن نعتقد بأن الجميع يتحمل المسؤولية وبالتحديد النخب السياسية التي انشغلت بمصالحها ونتائجها الانتخابية واستحقاقاتها وتناست الخطر الأكبر الذي داهمنا الآن على أيدي داعش ومن تحالف معها ومن مولها وقدم هذا الدعم الكبير لها .
كيف تسقط مدينة مثل الموصل بهذه السهولة وما الذي يجعل من الأجهزة الأمنية المتواجدة فيها تترك مواقعها بهذه السهولة وتترك خلفها كل شيء وتغادر أسئلة تضع الجميع أمام مسؤولية الإجابة عنها وإذا كنا نريد ان نتحدث عن مؤامرة هنا لابد ان نحدد من يقود هذه المؤامرة ومن نفذها .
على الحكومة العراقية ان توضح كل شيء قبل ان ينجلي غبار المعركة لان المواطن العراقي اليوم أسير للإشاعات ولوسائل إعلام لايمكن ان تكون عراقية وان كانت عراقية اذا أردنا ان نضعها وفق مقاساتنا لمفهوم الوطنية كونها تساهم بهذه المؤامرة التي دبرت في أروقة خارجية نقول على الحكومة ان تضع المواطن بصورة مايحدث لان الوطن اليوم في خطر .. هذا الخطر حقيقي كونه يمس النسيج الاجتماعي ووحدة البلاد وللأسف مازلنا نراقب ونتابع ونسمع صوت القتلة والمغرضين ومن يدعمهم أعلى من الحقيقة .
من هم داعش ومن اين ظهروا هكذا في الموصل .. أين كانوا ومن وفر لهم الدعم اللوجستي ومن هيأ لهم المكان والزمان ليخرجوا ويستباحوا مدينة مثل الموصل نحن اذن أمام أسئلة حقيقية مثلما هو الخطر حقيقي وواقعي .. هل أرادوا ان يتقسم العراق وفق مفاهيمهم الظلامية والتاريخية في ظل الانكسارات التي حصلت في جسد القوة الأمنية التي كانت ماسكة الأرض.
السياسيون العراقيون يساهمون في منح هؤلاء القتلة القادمين من جحور أفكارهم الظلامية القوة والمعنويات من خلال تصريحاتهم ومواقفهم وإلا كيف نفسر عدم اكتمال النصاب لمجلس النواب العراقي ومن يتحمل مسؤولية ذلك النواب الخاسرون ام رئيس المجلس الذي تشير اليه أصابع الاتهام بالتواطيء مع خطاب الظلاميين .. نحن كنا نتلمس من السيد رئيس المجلس ان يكون له موقف وطني ويجعل كل الخلافات جانبا وحضور الحس الوطني لكنا صدمنا بمساهمته وحسب نواب من داخل قبة البرلمان مع نخب اخرى بالمساهمة في إفشال إقرار قانون الطوارئ من خلال مقاطعة جلسة البرلمان بينما البلد يحترق.
الحشد الشعبي خطر لكنه خطر نجده في هذه المرحلة مهم جدا لتقديم الدعم المعنوي للقوات المسلحة وللأجهزة الأمنية الساندة على شرط ان يكون هذا الحشد همه ودافعه الوطن ونعتقد ان المرجعيات الدينية من الجانبين واعني السني والشيعي كان خطابها واضحا وصريحا ولم يكن طائفي بقدر ماكان خطابا شرعيا وطنيا وهذه رسالة واضحة لايمكن ان تأول عكس ذلك.
ان ظهور داعش بهذا الشكل لا يدل على ان هذا الظهور عشوائي وغير مرتب ومنظم وإنما كان ظهورا مدروسا وفق جداول زمنية هذه الجداول خطط لها والسؤال اين منظومة الأمن الوطني والمخابرات والاستخبارات والطاقات الاخرى المضافة لهذا الجهد هل كانت نينوى بمعزل عن كل هذه الدوائر وماهو دور القيادات المسؤولة في تلك المحافظة وكيف اختفت بتلك السرعة.
إنما احدث في نينوى درس في الأمن الوطني على الجهات المسؤولة في الدولة العراقية دراسته بشكل جيد وإعادة خططها الأمنية في مناطق يمكن لها ان تكون حاضنة ومهيئة لكل القوى المعادية للتحولات الديمقراطية في العراق .. هذا الدرس وتلك النكسة التي حصلت لابد ان يتوقف أمامها الجميع والخروج بحلول مستقبلية حتى لا تتكرر.
إضافة الى ذلك إيجاد حلول حقيقية وجادة لمشاكل تلك المناطق واجتثاث كل الأسباب التي يمكن ان تكون دافعا لاحتقان مستقبلي يؤدي الى ما نشهده اليوم من استباحة لأرض عراقية من قبل أغراب هؤلاء لاي مكن ان يكونوا لولا وجود من يقدم لهم الإسناد والدعم والمؤوى والوعود الخادعة.
•كاتب عراقي