أمير الحلو
تحدثت في عمود سابق حول كيفية التخطيط لأمر بالسر وضربت مثلا بتصريحات كيسنجر وزير الخارجية ألأميركية الاسبق حول حرب 1973، وأستكمالاللموضوع أقول أن عملية احتيال أميركي- إسرائيلي قد تمت قبل عدوان 5 حزيران 1967 فقد قام لواء إسرائيلي واحد بالتنقل على طول الحدود مع سوريا وذلك ما دفعها الى القول بوجود عدوان إسرائيلي وشيك على سورية ودعت الدول العربية الى مساندتها فاستجابت مصر والاردن لذلك وأعلنتا حالة الأستنفار الشامل في قواتها المسلحة، كما قام عبد الناصر بأغلاق مضايق تيران الحيوية وشريان أسرائيل البحري… وكنا نأخذ الامور ببساطة فأعتقدنا أن نهاية اسرائيل ستحل إذا اعتدت على سورية وأن مصر قادرة بأمكاناتها العسكرية الكبيرة من رد العدوان ودحره ولكن الذي حصل أن إسرائيل بدأت بضرب القوات المصرية وتحييد السلاح الجوي المصري بعد ضرب طائراته على أرض المطارات وتحطيمها، كما قامت بهجوم عسكري على محاور القتال في مصر وسورية في آن واحد واستطاعت احتلال سيناء بالكامل وكذلك هضبة الجولان السوري وصولا الى مشارف دمشق مع أحتلال القدس وكامل الضفة الغربية الفلسطينية والتى كانت بحماية القوات الاردنية وكذلك وصول القوات الإسرائيلية الى الضفة الشرقية لقناة السويس واغلاقها بوجه الملاحة الدولية، وقد اصطلح العرب على تسمية ذلك بالنكسة خصوصا بعد استقالة عبد الناصر ثم عودته…هكذا بدت الامور الظاهرية على هذا الشكل، ولكن هل كانت الحقيقة كما صورت لتبرير العدوان وبقاء الاحتلال؟
لقد كشفت الوثائق المنشورة بعد الفترة (القانونية) للسماح بالاطلاع عليها أن الامور لم تكن بهذه البساطة بل أن اتفاقا أميريكيا إسرائيليا قد تم على تصفية القوات المصرية والسورية من خلال افتعال مسببات للهجوم فبدأت مناورات اللواء الإسرائيلي الواحد على الحدود السورية بما جعل السوريين والمصريين يعتقدون أن القوات الإسرائيلية ستهاجم سورية التي سخرت كل ماكنتها الاعلامية للحديث عن العدوان المقبل وتحشيدها لقواتها على الحدود الإسرائيلية.
وقد قام الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بكشف المخطط الاميركي الإسرائيلي ومراحل تنفيذه فقد ظهر أن الرئيس الاميركي آنذاك (جونسون) قد اتفق مع القيادة الإسرائيلية على مهاجمة مصر وسوريا في آن واحد ،وأن الخطة التي أطلق عليها (صيد الديك الرومي) سيبدأ تنفيذهاعندما يكمل الجيش المصري حشوده في سيناء لضربه بعد إخراج القوات الجوية المصريةمن سماء المعركة ، وهكذا جرى زج خيرة القوات المصرية في سيناء(كنت أرى وأنا في القاهرة في تلك الفترة) حشود القوات وهي تكشف أعدادها وأسلحتها أمام وسائل الاعلام مع شعارات تدعو لتحرير فلسطين كلها، وذلك ما اسخدمته أميركا عن طريق إقناع الاتحاد السوفيتي بأرسال السفير السوفيتي في القاهرة ليرجو عبد الناصر فجراً أن لا يقوم بالضربة الاولى في حين أن العدوان الإسرائيلي بدأ صباح اليوم ذاته، وهنا اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الاميركي ليبلغه أن (الديك الرومي )قد دخل الى المصيدة وبذلك بدأ العدوان بدعم عسكري وسياسي وإعلامي أميركي!