سها الشيخلي
حبس الجميع انفاسه في انتظار ما ستؤول اليه نتائج الانتخابات ، وبعد ايام اعلنت المفوضية العليا للانتخابات نتائج العد والفرز التي رافقتها اقاويل عدة قد يكون بعضها صحيحا الا ان الغالبية منها من نسيج خيال البعض ، بل حتى بعض موظفي الهيئة العليا للانتخابات اثيرت حول موقعهم الشكوك ، وليس عملهم وحده فقط ! فقد ذكرت فضائيات ان هناك صلة قرابة تجمع المتنفذين من موظفي الهيئة ، والاكثر غرابة ان اغلب هؤلاء الموظفين ينتمون الى كتلة معينة واحدة ، وهذا يعني ان اختيارهم لم يكن محض مصادفة ولا جاء بناء على الكفاءة والخبرة وحدها ، والاكثر غرابة ان حتى كبار موظفي هيئة الانتخابات قد عمدوا الى تشغيل العاملين في المحطات والمراكز الانتخابية من مكون واحد ، و ان صدقت كل تلك الا دعاءات يعني اننا امام امور في غاية التعقيد ، وتحتاج الى فترة ليست بالقصيرة لتوضيح الحقائق فيما اذا كانت صحيحة ام لا .
ويبقى المواطن في انتظار المجهول خلال الايام القليلة المقبلة ، خاصة واننا نشاهد اعداداً كبيرة من رجال الجيش والشرطة متواجدين بكثافة في الشوارع ويتساءل المواطن عن ىسر هذا التواجد الكبير لرجال الامن ويظن البعض ان السبب في كل هذا الزخم من الاجراءات الامنية هو مناسبة دينية هي وفاة الامام موسى بن جعفر(ع ) وهو اجراء متعارف عليه لكنه تزامن هذا العام بعد اعلان نتائج الانتخابات والتي كانت معروفة للكثيرين فقد تسربت الارقام الفائزة ولكن لا يعلم احد ماذا سيعقب ذلك الاعلان مع العلم ان فوزكتلة لم تلب طموح الشارع يثير المخاوف كما ان المواطن على بينة من كل الصراعات الدائرة على كرسي الحكم .
الايام القليلة المقبلة ربما ستحمل مفاجئآت غير مترقبة من الجميع سواء كانوا ناخبين ام مرشحين الا ان الجميع يتمنى ان لا يقوم البعض بتصعيد الامور، وان يحتكم الجميع الى منطق العقل ، فهو وحده القادر على ضبط النفوس وعلى وقف التهور الذي لا نتمنى ان يكون حاضراً ، ولتعلم كل الكتل الداخلة في حلبة الصراع ان الوطن وابناءه هم الاهم من مناصب تأتي وتذهب مهما طال الزمن ، وان ضبط الامن هو الاهم وان يتحلى الجميع بروح الشفافية ، وكل ما يتمناه الشارع هو التحلي بروح الفريق الواحد مهما حدث ، ويمكن حل اي خلاف بالحكمة التي نتمنى ان تكون حاضرة وان يكون الوطن في أمان .