الصباح الجديد ـ وكالات:
يقترب الاكتتاب العام على شركة أرامكو السعودية من نقطة التحول من “قصة نجاح” إلى مصدر للمشكلات.
وللتذكير، فأن قيمة الاشتراك الأولى للأسهم كانت بسعر 32 ريالا للسهم، وبعد موجة من الإثارة والتوقعات غير المعقولة، التي أشعلتها وسائل الإعلام، وصلت المضاربات الأولى في كانون الأول من العام الماضي بالسهم إلى قيمة 35.2 ريال للسهم، ثم ارتفعت القيمة إلى 38 ريالا في 16 كانون الأول.
ومع ذلك، ومنذ ذلك الحين، انخفضت أسهم أرامكو السعودية بلا هوادة، وأصبحت الآن سلبية بالنسبة للقيمة الأولى، واقتربت من 32 ريالا، وسوف تبدأ بعد ذلك الخسائر لجميع المستثمرين في الاكتتاب العام. وفي وقت كتابة هذا المقال بلغت قيمة السهم الواحد لأرامكو السعودية 32.7 ريال، بينما سجل الانخفاض أمس نسبة 1.51%، وتوقع أن، خلال أسابيع، وربما خلال أيام قليلة سوف يهبط السعر عن 32 ريالا.
وتبدو الأرقام جيدة في الولايات المتحدة الأمريكية، من الناحية الرسمية، إلا أن ذلك لم يتحقق سوى بضخ هائل للأموال من البنك المركزي في اقتصاد البلاد. هذا هو الوهم بعينه. بالتزامن بلغ العجز في الميزانية الأمريكية منذ بداية السنة المالية 389 مليار دولار، وهو ما يزيد بمقدار الربع عن الرقم نفسه في العام السابق.
بالتالي، فمن الواضح أن الاقتصاد العالمي يتباطأ، وأن الأزمة التي تنتظرنا ليست أقل، ولكنها أكبر من أزمة عام 2008، وسيصاحبها انخفاض حاد في الاقتصاد، وبالتالي استهلاك المواد الخام، بما في ذلك النفط. ولن تتمكن أي صفقات من جانب “أوبك +” من إنقاذ أسعار النفط من الهبوط حتى على المدى المتوسط، ناهيك عن المدى البعيد. وهو ما يعني أن أرباح ومداخيل شركات النفط سوف تنخفض، ويتبعه انخفاض سعر أسهم تلك الشركات.
ويمكن لأرامكو السعودية أو للحكومة أن يحاولا نظريا الإبقاء على سعر سهمها أعلى من 32 ريالا، عن طريق شراء أسهم من السوق. لكن هذه الآلية لن تعمل لفترة طويلة، وتكلفة هذه الإجراءات تجعل الاكتتاب بلا معنى.
بعد الاكتتاب العام في أرامكو.. المستثمرون يخسرون الأموال
التعليقات مغلقة