متابعة ـ الصباح الجديد :
يواصل الجيش السوري تقدمه في شمال غرب البلاد، رغم التحذيرات التركية، حيث استعاد السيطرة على مجموعة من المناطق، كانت تحت سيطرة الجهاديين وفصائل معارضة، بينما تحاول أنقرة والفصائل الموالية لها الوقوف بوجه هذا التقدم. ونزح مئات الآلاف في المنطقة بسبب الوضع فيها، فيما حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من وقوع «كارثة إنسانية».
تشنّ قوات النظام السوري بدعم من حليفها الروسي، هجوما منذ كانون الأول 2019 في شمال غرب سوريا ضد آخر معقل للجهاديين وفصائل معارضة رغم تحذيرات أنقرة التي تدعم البعض منها.
وواصلت قوات النظام السوري تقدمها امس الأول الجمعة حيث استعادت بعد «معارك عنيفة» مع الجهاديين وفصائل المعارضة قاعدة الفوج 46، الواقعة على بعد 12 كلم غرب مدينة حلب، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. غير أنّ أنقرة والجماعات الموالية لها، تسعى إلى عرقلة هذا التقدّم.
وأضاف المرصد أن قوات تركية كانت موجودة في تلك القاعدة، لكنها انسحبت منها الخميس. وأوضح أن «الأتراك انسحبوا من هذه القاعدة أمس وكان هناك خلال الليل معارك عنيفة مع الفصائل والجهاديين. الأتراك كانوا هناك منذ عدة أيام».
وأشار المرصد إلى مقتل ثمانية مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، بسبب القصف. وقتل خمسة من هؤلاء المدنيين بغارات روسية على بلدة معراتة القريبة إلى اتارب في محافظة حلب.
وحققت قوات النظام السوري الذي صار يسيطر على نحو نصف مساحة إدلب، انتصارا جديدا مع استعادتها قاعدة عسكرية كانت خسرتها قبل أكثر من سبعة أعوام في غرب محافظة إدلب.
إسقاط مروحية للجيش السوري
وتبنت جماعة «الجبهة الوطنية للتحرير» امس الأول الجمعة إسقاط المروحية التابعة لقوات النظام في بيان نشرته على حسابها في شبكة تلغرام. وقالت إنّ «كتيبة الدفاع الجوي (في الجبهة) قامت باستهداف طائرة مروحية لقوات النظام ، في ريف حلب الغربي وتمكنت من إسقاطها».
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله «تعرضت إحدى حواماتنا العسكرية للإصابة بصاروخ معاد في ريف حلب الغربي بالقرب من أورم الكبرى حيث تنتشر التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا».
وأضاف أن «ذلك أدى إلى سقوط الحوامة واستشهاد طاقمها» من دون تحديد عدده. وكان المرصد السوري أشار إلى مقتل «طيارين» والعثور على جثتيهما. ولم تعلق السلطات التركية على الفور فيما أشارت وكالة أنباء الأناضول إلى الحادث، لكن من دون إعطاء تفاصيل.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الجمعة أنّ قوات النظام وفصائل موالية لها «سيطرت على بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي بعد تمهيد جوي ومدفعي مكثف». وأضاف أنّ المعارك أوقعت 14 قتيلاً في صفوف قوات النظام، بينما قتل 19 مقاتلاً من الفصائل المعارضة. وتنشر تركيا التي تدعم فصائل معارضة في سوريا، قوات في شمال غرب البلاد وأرسلت تعزيزات في الأيام الماضية لوقف تقدم القوات الحكومية السورية. وكانت مروحية تابعة للجيش السوري أسقطت الثلاثاء بصاروخ، نسبه أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى القوات التركية في محافظة إدلب المجاورة لمحافظة حلب. من جهتها نسبت وسائل الإعلام التركية آنذاك مسؤولية الحادث إلى مقاتلين موالين لأنقرة.
أكثر من 800 ألف نازح
ومنذ كانون الاول نزح أكثر من 800 ألف شخص بسبب أعمال العنف في هذه المنطقة بحسب الأمم المتحدة. وقتل أكثر من 380 مدنيا منذ منتصف كانون الأول بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي إعلان مشترك صدر امس الأول الجمعة، طلبت أربع دول أوروبية، هي استونيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا، وقفا فوريا لهجوم الجيش السوري إثر اجتماع غير رسمي عاجل لمجلس الأمن بطلب من هذه الدول.
وقال الإعلان «نطالب أن توقف الأطراف، وخاصة النظام السوري وحلفائه، فورا هجومهم العسكري، وأن يبرموا اتفاقا حقيقيا ودائما لإطلاق النار، وأن يضمنوا حماية المدنيين وينخرطوا تماما في (الالتزام) بالقانون الدولي الإنساني».