تنامي تحركات العصيان المدني وشل الحركة في المحافظات
بغداد ـ الصباح الجديد:
طالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان امس الاحد الحكومة بالتدخل العاجل لتدارك التطورات الأخيرة الحاصلة في محافظات البصرة وذي قار ليوم امس .
وقالت المفوضية في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه، إنه «استمرارا لمهامها القانونية في متابعة التظاهرات في محافظتي البصرة وذي قار فقد اشرت المفوضية وجود عنف مفرط على خلفية التصادمات التي جرت بين القوات الامنية والمتظاهرين في محافظتي البصرة وذي قار امس ٢٤ / ١١ /٢٠١٩ مما ادى الى سقوط (٣) شهداء في محافظة البصرة / أم قصر وإصابة (٨٧) من المتظاهرين والقوات الامنية فيها واعتقال (٦) متظاهرين ، كما وثقت المفوضية سقوط (٣) شهداء وإصابة (٧١) متظاهر أمام جسري الزيتون والنصر في مركز محافظة ذي قار واعتقال (٥) متظاهرين».
واضاف أن «المفوضية اذ تطالب الحكومة بإلتدخل العاجل لإيقاف العنف بشكل فوري واتخاذ أقصى درجات ضبط النفس وتطبيق معايير الاشتباك الامن والمحافظة على ارواح المتظاهرين والقوات الأمنية ، وتوصي الحكومة بتحديد الأماكن الخاصة للتظاهرات والاعلان عنها للمتظاهرين وحمايتها».
واضافت: «نجدد الدعوة للمتظاهرين بالالتزام في التظاهر في الساحات المخصصة والابتعاد عن اي تصادم مع القوات الامنية يكون ذريعة لاستخدام القوة ضدهم وازهاق ارواحهم كما ندعو القوات الامنية والسلطات المحلية والمتظاهرين بالتعاون في الحفاظ على سلمية التظاهرات واعادة الحياة لكافة المرافق العامة والخاصة والحفاظ على الموانئ وحقول النفط كونها ثروة وطنية لكافة ابناء الشعب العراقي».
وتناولت انباء مؤخرا استشهاد أربعة متظاهرين بالرصاص في جنوب العراق في أول أيام الأسبوع، مع تصاعد العصيان المدني بعد قرابة شهرين من احتجاجات دامية هي الأكبر في التاريخ الحديث للبلاد، يقابلها غياب أي أفق لحل سياسي.
وتهز الاحتجاجات بغداد وبعض مدن جنوب العراق، مطالبة بـ»اسقاط النظام» وإجراء إصلاحات واسعة، ويتهم المحتجون الطبقة السياسية بـ»الفساد» و»الفشل» في إدارة البلاد.
وتناولت انباء مؤخرا استشهاد نحو 350 شخصاً، غالبيتهم متظاهرون، منذ بدء موجة الاحتجاجات في الأول من تشرين الأول.
وفي الناصرية التي تعد، مع الديوانية، رأس الحربة في موجة الاحتجاجات في الجنوب، قتل متظاهران بالرصاص في مواجهات مع القوات الأمنية ليل السبت الأحد، بحسب ما أفادت مصادر طبية .
وأوضحت المصادر، أن 47 متظاهرا على الأقل جرحوا في مواجهات امتدت من ليل السبت وحتى وقت مبكر من يوم الاحد ، واليوم، قتل متظاهران في بلدة أم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط.
وقال مصدر محلي، إن «المتظاهرين قطعوا الطريق المؤدية إلى ميناء خور الزبير ومعمل الحديد والصلب والأسمدة وميناء أم قصر من جهة خور الزبير غربي البصرة».
وأضاف، أن المتظاهرين «قطعوا طرقاً نفطية من قبل المتظاهرين في قضاء الزبير غربي البصرة بالرغم من محاولات القوات الأمنية فتح تلك الطرق باستخدام الذخيرة الحية، والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع».
وأشار المصدر الى «قطع كافة الطرق والجسور التي تربط مركز البصرة بالأقضية النواحي، حيث تم قطع الطرق التي تربط مدينة البصرة ببقية الاقضية والنواحي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية والغربية».
ولفت إلى أن «المتظاهرين سيطروا على 3 جسور في البصرة بعد مواجهات مع القوات الامنية وهي جسر خالد وجسر الكزيزة والجسر الإيطالي».
وتابع المصدر، أن «طريق بصرة فاو جنوبي البصرة قطع من قبل متظاهرين، بالإضافة الى الطرق بين محافظتي البصرة وميسان وشل الحركة بين المحافظتين، وبين مركز البصرة وبقية محافظات العراق بالكامل بعد سيطرة المتظاهرين على جسر الكزيزة بالكامل».
وبعدما جمدت الاحتجاجات المتواصلة منذ الشهر الماضي العديد من مناحي دورة الحياة في مدن الجنوب لاسيما على صعيد المدارس والدوائر الرسمية، أتت الاحتجاجات المتجددة الأحد غداة قرار من وزارة التربية العراقية هدف الى إعادة فتح المدارس التي انضم طلابها إلى التظاهرات بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة في مناطق مختلفة.
وأشارت الوزارة في بيان السبت الى أنها وجهت المديريات في كل المحافظات بـ»الدوام الرسمي ليوم غد الأحد»، أملا في أن يؤدي ذلك الى فتح أبواب المدارس بعد شهر من الإغلاق، معتبرة أن «الطلبة والتلاميذ هم أمانة في أعناق الكوادر التدريسية».
لكن البيان لم يلق صدى في الناصرية، حيث أشار مصدر إلى أن المدارس بقيت مغلقة، ومثلها غالبية الدوائر الحكومية التي تجمع خارجها محتجون رفعوا لافتات كتب عليها «مغلقة بأمر من الشعب».
واتسعت رقعة الاحتجاجات في الناصرية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوب بغداد، لتشمل حرق مبنى الوقف الشيعي، وإقفال طرق مؤدية الى مقر شركة نفط ذي قار (شرق)، وحقل كطيعة النفطي (شمال).
كما بقيت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس مغلقة في مدن الحلة والديوانية والنجف والكوت والعمارة والبصرة.