ماالذي يجبرك الجلوس امام التلفاز لفترة طويلة .. هل للاستماع الى “احمق” او مجموعة من “الحمقى “.. ساقهم القدر او حظك العاثر ليتصدروا جزءاً من المشهد العام ، ويتحكموا بمصائر الناس ، يتحاورون ،يتنابزون ، يفترون ، يكذبون ، يتجادلون .. في موضوع أو مواضيع شتى ، تضر اكثر مما تنفع … والطامة الكبرى .. أنهم لايفقهون فيها !
هل لان كل ذلك يحدث بسبب “الديمقراطية ” لانها تجبرك الى الاستماع ” للحمقى ” كما قال الفيلسوف ” برنارد شو” !
ام انها بسبب مجموعة من “الجهلة ” خولت بعض “الحمير ” لتتحكم بمصيرك ، وتحدد مستقبلك ، وتتلاعب بإعصابك ومزاجك .. ام هي بسبب فوضى الانفتاح وحرية التعبير والتغيير !
أم هي عدوى و”فايروس” مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت مكباً لكل ماتلفضه نفايات العقل والفكر و- النفس الأمارة بالسوء – فيها دون رقيب أو حسيب !
منهم من.. يتميز بإنه ” سليط اللسان ” ان كان محسوبا على معشر الرجال ، او “سليطة اللسان ” ان كانت محسوبة على الجنس الناعم !
أذا ماصادف ان التقيت بأحد هؤلاء ، فانك ستواجه مشكلة أو صعوبة في طريقة محاورتهم ، وقيل لاتحاور” سليط اللسان ” أو ” الحمقى ” فإنهم سوف يحطون من قدرك ، بسبب الفوارق الثقافية والتربوية بينكما ، وأيضا فان هؤلاء ليس لديهم مايخسروه او يخشون فيه على سمعتهم ، لذلك فانهم يجيدون الثرثرة و”اللغو الفارغ ” و”قلة الادب ” ، وتوجيه الاهانات والشتائم والافتراءات على كل من يقف في طريقهم !
بعض الفضائيات اصبحت “حاوية ” وملاذاً لهؤلاء وسقطاتهم ، ومنبراً مفتوحاً ل”سليطي اللسان ” دون رادع اخلاقي او قانوني ، رغم ان ” اللسان الطويل ” يُقصر العمر !
قيل ” لسان الإنسان دفة زورقه” ، وقيل أيضا “يالكثافة الشوك الذي تخبئه عضلة اللسان “، وقيل “المطر هوالذي ينبت الزرع والورد .. وليس الرعد !” .
يعزو اهل العلم والاختصاص صفات ” سليط اللسان ” و “الثرثار ” و”المهذار ” الى دوافع نفسية وفسيولوجية ، أهمها العُقد والفراغ !
وهنا نستذكر قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم-:”أبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون”، وقوله:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” ! وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة, ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله : ما بال فمك معوجاً, فرد الشاعر : لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس !
• ضوء
تستطيع أن تستدل على بعض الناس من "لسانهم " وثرثرتهم !
عاصم جهاد