100 شخص من عائلات داعش يفرون شمال شرق سوريا
متابعة ـ الصباح الجديد :
فرّ نحو مئة شخص من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية امس الأحد من مخيم للنازحين بعدما طاله قصف جراء الهجوم الذي تشنه تركيا والفصائل السورية الموالية لها في شمال شرق البلاد، وفق ما قال مسؤول لوكالة فرانس برس.
وأوضح المسؤول في المخيم لفرانس برس أن القصف وقع على الطريق الدولي بالقرب من القسم المخصص بعائلات التنظيم المتطرف في المخيم «ما أدى الى فلتان أمني وهروب أكثر من مئة شخص من نساء وأطفال من عائلات» عناصر التنظيم وبعض المدنيين الآخرين.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان فرار «نحو مئة شخص من نساء وأطفال من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أنهم أجانب من جنسيات مختلفة.
وبدأت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها الأربعاء الماضي هجوماً واسعاً ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة الحدودية. وتخوض اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديموقراطية التي تحاول منع تقدمها في المنطقة الحدودية.
وطال القصف التركي قرى وبلدات حدودية عدة، بينها عين عيسى الواقعة في شمال الرقة على نحو 30 كيلومتراً من الحدود.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن «هناك حالة من الفوضى في مخيم عين عيسى بعد انسحاب عناصر من قوى الأمن الداخلي الكردي منها للمشاركة في القتال» ضد الهجوم التركي.
وقالت الإدارة الذاتية الكردية في بيان «أصبحت الهجمة العسكرية الهمجية التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها قريبة من مخيم عين عيسى الذي يضم الآلاف من عوائل داعش الذين تمكن بعضهم من الفرار فعلياً بعد القصف الذي طاله من المرتزقة».
ودعت االمجتمع الدولي والتحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى تحمل مسؤولياتهما و»التدخل السريع لمنع حدوث كارثة لن تقتصر آثارها على سوريا فقط».
وكانت الإدارة الذاتية أعلنت الجمعة أنها تبحث عن حل أو موقع بديل لمخيم عين عيسى الذي يضم 13 ألف شخص، بينهم 785 من عائلات مقاتلي التنظيم، بعدما طالته قذائف القوات التركية.
كما أخلت الإدارة الذاتية الجمعة مخيماً آخر يضم سبعة آلاف نازح، ويقع على بعد 12 كيلومتراً من الحدود التركية، للأسباب ذاتها.
وكررت قوات سوريا الديموقراطية وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، مؤخراً خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية سلباً على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات التي تضم مقاتلي التنظيم المتطرف وأفراد عائلاتهم.
ويتوزع 12 ألف شخص من عائلات التنظيم المتطرف على ثلاث مخيمات تسيطر عليها القوات الكردية، هي مخيمات عين عيسى (شمال) وروج والهول (شمال شرق). ويقبع غالبية هؤلاء في مخيم الهول.
باالمقابل أعلنت الأمم المتحدة امس الأحد أن هجوم تركيا الدامي على مواقع الأكراد في شمال شرق سوريا أجبر 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مشيرة إلى أنها تتوقع بأن يرتفع هذا العدد أكثر من ثلاث مرّات.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوكالة فرانس برس «انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقارب من 400 ألف شخص داخليًا في أنحاء المناطق المتأثرة» بالعملية التركية، مضيفًا أن هؤلاء سيكونون «بحاجة إلى المساعدة والحماية». وأفادت الأمم المتحدة الجمعة الماضية أن نحو مئة ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم منذ بدأت العملية العسكرية التركية الأربعاء، بعدما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب جنود بلاده بالانسحاب من المنطقة الحدودية.
لكنها حذّرت لاحقًا من حالات نزوح جديدة من المناطق الريفية في محيط تل أبيض وراس العين مع إشارة التقديرات الأخيرة إلى أن العدد «تجاوز 130 ألف شخص».
وأكدت الوكالة الدولية في آخر تقييم لها على أنه «لا يمكن التحقق من الأرقام الدقيقة».
واستقر كثير من النازحين عند أقاربهم أو لدى مجتمعات محلية مضيفة، لكن أعداداً متزايدة تصل إلى ملاجئ جماعية، بما فيها مدارس.
وحذّرت الأمم المتحدة من تأثير أي تصعيد إضافي في العملية التركية أو التحولات المفاجئة في الجهات المسيطرة على الأرض.
وأفادت «لا يزال القلق بالغ بشأن المخاطر التي تواجه آلاف النازحين الضعفاء بمن فيهم نساء وأطفال في مخيمات عدة» للنازحين.
ونوهت الأمم المتحدة كذلك إلى وجود تداعيات عدة أخرى للهجوم العسكري الذي يجري على عدة جبهات على الحدود بين سوريا وتركيا.
وأعربت كذلك عن قلقها علـى سلامة موظفي 113 منظمة إغاثة دولية وتابعة للأمـم المتحـدة في المنطقة، بينما خفضت عـدد موظفيها الدوليـين إلى 200 من 384.