صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب «التراث المعجمي العربي من القرن الثاني حتى القرن الثاني عشر للهجرة»، من تأليف د. رمزي منير بعلبكي.
يؤرّخ هذا الكتاب، الذي يقع في 622 صفحة، للتراث المعجميّ العربيّ منذ نشأته في القرن الثاني للهجرة وحتى القرن الثاني عشر. وقد أُفرد الباب الأوّل منه لبدايات النشاط المعجميّ التي شهدت جمع المدوَّنة اللغويّة فكانت عماداً للمصنَّفات النحويّة والمعجميّة على السواء. أمّا البابان الثاني والثالث فيدوران على المعاجم المبوَّبة والمجنَّسة، ولا سيّما القضايا المنهجيّة التي استند إليها المعجميّون في مصنَّفاتهم. ويُظهر الكتابُ التنوّع الكبير في أنماط التصنيف المعجميّ العربيّ من حيث الموضوعات، وترتيب الموادّ، والاستيثاق من صحّتها وشواهدها، كما يُظهر المكانة الرفيعة والمحوريّة التي حظيت بها المصنَّفات المعجميّة في التراث العربيّ والإسلاميّ، مبيِّناً أن نشأة المعجم العربيّ إنّما ترجع إلى جهود اللغويّين الأوائل في دراسة أصوات العربيّة وصرفها ونحوها ودراسة القرآن الكريم على وجه الخصوص، دونما تأثير أجنبيّ. وممّا وُفّق إليه الباحث من نتائج إرجاعُه نظامَ التقفية – أي الترتيب على الحرف الأخير – إلى النصف الأوّل من القرن الثالث للهجرة، وكشفُه عن نظام الزُّمر الدلاليّة التي كان ابن سيدة أوّل من اعتمدها على نحوٍ منهجيّ في كتاب المحكم، وتبيانُه أن هذه الزُّمَر هي التي أقام عليها ابن منظور منهجه في ترتيب موادّ لسان العرب.
د. رمزي منير بعلبكي: أستاذ كرسي «جُويت» للدراسات العربيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت، ورئيس المجلس العلميّ لمعجم الدوحة التاريخيّ للّغة العربيّة. له عدد وافر من الكتب بالعربيّة والإنكليزيّة وما يربو على ثمانين بحثاً منشوراً في مجلاّت عالميّة محكّمة أو فصولاً في كتب. أُعيدَ نشر عدد من مقالاته في مجلّد خاصّ في سلسلة Variorum العالميّة التي تكرّم الباحثين الذين لهم أثر بارز في حقول اختصاصهم. تتركّز دراساته حول النظريّة النحويّة العربيّة، وفقه العربيّة والساميّات المقارن، وتاريخ المعجم العربيّ، وقد أكمل معجم «المورد الأكبر» بعد وفاة والده المعجميّ منير البعلبكي. حاز جائزة الملك فيصل العالميّة للّغة العربيّة والأدب للعام 2010 عن مجمل أعماله ولا سيّما إسهامه في دراسة تاريخ النظريّة النحويّة العربيّة.
التراث المعجميّ العربيّ منذ نشأته حتى القرن 12 للهجرة
التعليقات مغلقة