السباح الذهبي سلام عبد العزيز :
حاوره ـ سمير خليل:
الكسرة ، منجم كرة القدم وروضها الخصيب ،لايركب صغير او شاب قطار العمر دون ان يتعمد بكرة القدم ،سلام عبد العزيز ،صبي يافع بعمر 8 سنوات خرج عن هذه القاعدة وقرر ان يتعمد بنهر دجلة الخالد ،كان يقضي جل يومه في النهرأوعند ضفافه ،ليقع تحت نظر مدرب السباحة الدكتورمقداد السيد جعفر الذي اقتاده الى مركز شباب الاعظمية ليحرز في العام 1970 المركزالاول لبطولة الاعظمية بالسباحة الطويلة.
وفي نفس العام احرز بطولة العراق بالسباحة الطويلة لتستمر بعدها رحلة الانجاز والبطولات مع المدرب مصطفى اسماعيل هويدي في منتخب الشباب بداية من ذهبية 50 م فراشة في مهرجان الشباب في بغداد وذهبية نفس السباق في بطولة شباب العرب في السعودية عام 1983 ،والمركز الثاني في لقاء منتخبي العراق والصين في بغداد ومشاركات واوسمة في بطولات بغداد والملك محمد الخامس في المغرب وسجل ارقاما قياسية عراقية في مسابح المانيا الديمقراطية ، ظل بطلا للعراق للفترة بين اعوام 1977 و1991 في سباقات 50 و100 و200 م فراشة ولازالت ارقامها مسجلة باسمه، بعد رحلة الانجازات غادر الى الاردن عام 1997 ليضع خبرته في تطوير السباحة هناك ،( رياضة الصباح الجديد) التقت هذا البطل المتميز خلال زيارته لبغداد لتحاوره عن مسيرته وانطباعاته عن الرياضة والسباحة العراقية خاصة :
- تجربة العمل في الاردن ،مالذي حققت خلالها ؟
«بمجرد وصولي الى الاردن تسلمت زمام تدريب السباحة في النادي الارثذوكسي بطل الدوري الاردني وسيد السباحه الاردنيه وبقيت مدربا لهذا النادي طيلة (18) عاما على التوالي ، احرزت مع الارثذوكسي المركز الثاني في بطولة دبي للسباحة عام 2012 من مجموع 32 ناديا مشاركا بالبطولة وهذه النتيجة كانت الاولى في تاريخ النادي مما اعتبرانجازا للسباحة الاردنية ومن خلال تواجدي في الاردن انتظمت في عدة دورات تدريبية بالسباحة وحصلت على 6 شهادات تدريبية تؤهلني لقيادة المنتخبات ، وابتعادا عن التدريب والسباحة واجوائها انتقلت الى عالم المغامرات والاستكشاف وشكلت فريقا للمغامرات في الاردن كل افراده من الشباب واسميته (اسود الرافدين) ومهمة هذا الفريق تعليم وتدريب الشباب والشابات على الانزال الجبلي والاستكشاف واقامة مخيمات للشباب في 45 وادي اردني ، كذلت اشرفت على دورات لتعليم الغطس في ميناء العقبة ،عام 2016 انتقلت الى نادي الارثذوكسي فحيص الاردني بعد تركي للنادي الاول وبارادتي بسبب خلافات فنية وحققت مع هذا النادي المركز الثاني في الدوري الاردني للسباحة وهي افضل نتيجة يحصل عليها النادي في تاريخه وكانت حصيلة هذا الانجاز 37 ميدالية ذهبية ، علما وخلال 20 عاما لم يحصل النادي على أي ميدالية على مستوى السباحة «. - خلال هذه السنين ،هل كنت متواصلا مع الرياضة العراقية ؟
«لم تنقطع صلتي بالرياضة العراقية خلال تواجدي في الاردن ، كنت اتابع كل صغيرة وكبيرة ليس في مجال السباحة وتواصلي مع اتحاد اللعبة في العراق فقط بل كنت متابعا حريصا لمنتخبنا الكروي واصداء الفوز والخسارة في الشارع الاردني «. - السباحة العراقية برأيك ، كيف كانت وكيف اصبحت؟
«بالامس الجميل ، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات كنا نعمل وفق جدول منتظم في التدريبات ، الجانب اللياقي ، الانضباط، والتآلف لذلك كانت نتائجنا طيبة بالرغم من افتقارنا التكنيك الصحيح حيث كان مدربونا آنذاك يعتمدون على خبرتهم الشخصية بعد ان حرمو من مواكبة الاحداث الرياضية العالمية وتطوراتها بسبب الحصار ، الآن ارى تراجعا ملموسا في مستوى المنتخبات بعد ان قلت نسبة المشاركات والاحتكاكات الدولية ، بالمقابل هناك جهدا واضحا من اتحاد اللعبة المركزي بالاهتمام بالقاعدة وفتح مدرسة للصغار يشرف عليها مدربون اكفاء «. - الرياضة النسوية ، رايك بها ؟ سباحة النساء خاصة؟
« مع الاسف ، الرياضة النسوية شبه معدومة ، مشاركات محلية آنية ، ايضا بسبب الوضع المالي والاجتماعي ، هناك تحفظ اجتماعي على مشاركة المراة في الالعاب الرياضية بسبب ممانعة الاهل والظرف الامني ، عامي 1988 – 1989 كنت مدربا لاول منتخب وطني للنساء بالسباحة واستمر لغاية التسعينيات ، قوام هذا المنتخب كان نخبة من (25) سباحة من اندية السلام والعلوية والقادسية والهومنتمن وبرزت مواهب في هذا المنتخب مثل مريم عدنان ووسن وسام ويسرى غازي ، في الوقت الحاضر سباحة النساء تعتمد على قاعدة للصغيرات بعمر 10 -11 عام «. - هل ترى الرياضة العراقية بخير؟كيف تنظر اليها ؟
« من المؤلم ان رياضتنا في تراجع كبير خاصة على مستوى كرة القدم ، وايضا بسبب الوضع المالي وعدم الاحتكاك ، هناك ومضات عن طريق المشاركات الفردية لبعض الالعاب ، بعض الاتحادات تصرف من جيبها الخاص او موارد اخرى محدودة، يمكننا الاستفادة من تجربة الرياضة الاردنية باعتمادها على شركات داعمة وراعية لذلك يمكن ان تتحرك رياضتنا باتجاه التجار والمستثمرين».