بحلّ البرلمان الحالي
متابعة ـ الصباح الجديد :
انتخب الأوكرانيون امس الأحد برلماناً جديداً في اقتراع يبدو حزب الرئيس فولوديمير زيلينسكي الأوفر حظاً للفوز به، فيما يأمل الرئيس الجديد أن يحقق حزبه غالبية مطلقة تمنحه الحرية في تنفيذ وعوده في التجديد.
وقام زيلينكسي، الممثل السابق الذي انتخب رئيساً لأوكرانيا في نيسان ، بحلّ البرلمان الحالي العدائي جداً تجاهه بعيد انتخابه، وأمر بإجراء انتخابات مبكرة للاستفادة من الزخم الذي منحه إياه فوزه الرئاسي.
واقتصرت الأشهر الأولى من ولايته على إعلانات نوايا من دون إصدار قرارات فعلية نتيجة إخفاقه في تشكيل حكومة موالية له. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن زيلينسكي، الخبير بالعمل على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال مع حزبه «خادم الشعب» يحتفظان بتأييد كبير.
وأعطت فالنتينا المتقاعدة امس الأحد صوتها لحزب الرئيس في مركز اقتراع في أحد ضواحي كييف. وقالت السيدة البالغة من العمر 82 عاماً «انتخبناه لكنه غير قادر على فعل شيء لأنهم يضعون العراقيل أمامه». وأضافت «يجب أن يكون لديه غالبية في البرلمان والحكومة».
ويحظى حزب «خادم الشعب» الذي سمي تيمناً بمسلسل تلفزيوني لعب فيه زيلينسكي دور رئيس للجمهورية، بأكثر من نصف نوايا التصويت. ويريد هذا الحزب «تحدي النظام» لإحداث «تغييرات» و»تطهير البلاد من الفساد».
وتستقطب تلك الوعود ناخبي هذا البلد الذي يعدّ من بين الأكثر فقراً في أوروبا، ويعيش حرباً مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرقه أدت حتى الآن إلى مقتل 13 ألف شخص.
حقبة سياسية جديدة
أكد زيلينسكي الخميس الماضي أنه سيعين بعد الانتخابات «حكومة من المهنيين والمختصين» بهدف تحويل الاقتصاد الأوكراني إلى «أكثر الاقتصادات حيوية في أوروبا».
وتغطي استطلاعات الرأي الجزء الذي ينتخب بالاقتراع النسبي من النواب، ولذلك يبقى معرفة ما إذا كان حزب «خادم الشعب» سيحظى بغالبية مطلقة في المجلس أو سيكون مضطرا.
ويليه في استطلاعات الرأي تحالف أحزاب المعارضة الموالية لروسيا (10 إلى 13%). وفيكتور ميدفيدتشوك الرجل الثالث في هذا التحالف، شخصية مثيرة جداً للجدل، وصاحب نفوذ منذ أعوام الألفين، كما أنه مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عراب ابنته.
ويتوقع كذلك أن يتمكن الحزبان المواليان للغرب، حزب الرئيس السابق بيترو بوروشنكو «التضامن الأوروبي»(8%) وحزب رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشنكو (6 إلى 9%) من تخطي عتبة الخمسة بالمئة الضرورية للدخول إلى البرلمان.
وتعطي استطلاعات الرأي نسبة تراوح بين 4 و7% لحزب نجم الروك الأوكراني سفياتوسلاف فاكارتشوك «غولوس» أو «صوت» الذي أسس في أيار.
وعلى أمل التجديد، منع حزبا «غولوس» و»خادم الشعب» نواباً سابقين من الانضمام إلى لوائحهما الانتخابية التي تضمّ شباباً ووافدين جدداً على السياسة فقط. ومعدّل سنّ مرشحي الحزبين يبلغ 37 عاماً.
وخلال اليوم الأخير من الحملة الانتخابية الجمعة، أحيا فاكارتشوك حفلاً موسيقياً مجانياً في كييف لفرقته «أوكيان إيلزي»، قبل أن يقوم بمسيرة باتجاه البرلمان مع مؤيديه. وقال للحشد «نفهم أننا سنواجه الكثير من التحديات. ونحن جاهزون لها».
وتشكّل هذه الانتخابات بداية لحقبة سياسية جديدة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حيث يتوقع أن يشكل عدد الوافدين الجدد على السياسة، كثر منهم شباب لا خبرة سياسية لهم، نسبة 50 إلى 70 بالمئة من إجمالي مقاعد البرلمان، بحسب خبراء.
ويرحب الخبراء بحذر بهذا التجديد، إذ يخشون النقص في الكفاءة و»فوضى» محتملة.
وأعلنت إيرينا فيريشتشوك المرشحة عن الحزب الرئاسي لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع «نعم سيكون هناك أخطاء، لكن لا سبيل آخر» لإحداث تغييرات «جوهرية».
وينتخب 225 نائباً في أوكرانيا استناداً إلى الاقتراع النسبي، بينما ينتخب الـ199 الآخرون بالاقتراع الأكثري بدورة واحدة.