فهد الصكر
حينما يتسرع الفنان بعمله يحس وكأنه ينفجر، واذ تتدفق كل مشاعره، وتناقضاته، افلتت منه، واتخذت اشكالا أخرى، بل لا أشكال لها على وجه التحديد، فارغة ولا لون لها ولا حياة بعيدة عنه وعن مساحته!
هنا كتب الفنان التشكيلي حسين البلداوي عن معرضه الموسوم “تجليات لونية لخفايا الروح” والذي أفتتحه وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار جابر الجابري برفقة الدكتور علي عويد مدير دائرة الفنون التشكيلية على قاعة الفنون في الوزارة، وعلى أنغام معزوفة بغداد والأغاني التراثية العراقية الأصيلة للعازف علي حافظ.
وأضاف: تجليات لونية لخفايا الروح”، حالة وجدانية فياضة لمكنونات الروح في معاناتها وهي تتلوى شوقا للاتحاد بالمطلق، والعودة الى مستقرها الارفع.
إذا هو يدرك الانكسار والاسقاط الذي يعانيه الكائن الإنساني في أتون عالم مضطرب وفوضوي يعيشه بنحو لحظوي، وراح يفتش عنه في قاع المدينة التي لا ضوء فيها ليعيد الاكتشاف ثانية، ويصنع منه مدارات ولذائذ لوحات تتصارع فيها الألوان برغم هارمونيتها الواضحة على سطح قماشته، يقتنص الهموم المرسومة على ملامح الإنسان، ولذا لم يعمل أو يشتغل على مدرسة معينة، فراح ينهل من مدارس عدة ليصل الى ضوء الحقيقة، فتجد التعبيرية والواقعية وحتى الانطباعية، وهذه الانتقالات سجلت للفنان حسين، اذا ما عرفنا إن الفنان العراقي دأب في معارضه الشخصية يشتغل على ” ستايل” واحد .
ونجد كذلك ان البلداوي أليف واقعه وقد عاش أدق سكناته، وكانت انفعالاته قريبة روحه ليكتشف الخفايا بكل تجليات الكائن البشري.
وذات مرة كتب عنه الناقد التشكيلي وحيد البلقاسي: لوحاته تركيبات فنية تروح وتجيء بين الخطوط التجريدية الهندسية تارة، والتعبيرية تارة أخرى، وهي تنطلق ما بين اللوحة القصيدة والقصيدة اللوحة، الثراء والزخم اللوني والحميمية التي تسود المشهد البصري، تتجلى في تعمد الفنان حسين البلداوي الى إطلاق براح اللون وفرشاة الرسم والسكاكين الى حرية الطرح الفني.
وأشار الدكتور علي عويد المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية: إن دائرة الفنون ستتبع سياقا جديدا ابتداءً من هذا المعرض وبموافقة وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني باقتناء عملين من كل معرض يقام في دائرة الفنون العامة، كجزء من دعم الوزارة للفنان معنوياً ومادياً.
وأوضح عويد عن مشاريع مستقبلية لاستثمار قاعة (اكيدو) في المنطقة الخضراء لإقامة معارض للفن التشكيلي وبازار لبيع الأعمال الفنية سواء الرسم أو النحت أو الأعمال التراثية.
وأشار الفنان التشكيلي أسعد علوان الصكر الى التكنيك اللوني الذي تعامل به الفنان حسين البلدواي وخطوطه الجريئة هي التي جعلت من أعماله تتشكل كظاهرة في بستان وحركة المشهد العراقي، كونه تعامل بصدق المعنى والاحساس.
الجدير بالذكر ان هذا المعرض، الخامس في مسيرة التشكيلي حسين البلداوي والذي ضم أكثر من 35 عملا بإحجام متباينة القياسات، وله مشاركات عربية وعالمية.
باللون والتشكيل.. حسين البلدواي يكشف خفايا تجلياته
التعليقات مغلقة