بعضهم يراها بالنية السليمة..
أحلام يوسف
السعادة شعور يطمح اليه الكل من دون استثناء، ويختلف مفهومها من شخص الى آخر، وغالبا ما ترتبط بنيل ما نفتقر اليه، فالفقير يجد ان سعادته بحصوله على المال، والمريض يجد ان سعادته بالتعافي من مرضه…الخ.
في بعض الاحيان الفرد نفسه تختلف نظرته لمفاهيم عدة مثل الحياة والسعادة وغيرها، اذ لكل طور زمني أو مرحلة عمرية أفقها الخاص الذي يعيش الفرد داخله، إضافة الى التغييرات التي تطرأ على محيطه.
اسراء العبيدي طالبة جامعية في المرحلة الثانية تقول ان السعادة بالنسبة اليها مرتبطة بتحرر العراقيين من قيود الظلم، وان يعم مفهوم الإنسانية داخل كل فرد: أجد ان إنسانيتنا باتت في خطر، في ظل الازمة الأخلاقية التي نمر بها، والغريب اننا نشهد اوجها في هذه الأيام التي يفترض ان تكون أيام الله المباركة، والتي يسعى فيها المؤمن ان ينال رضا الله بكل وسيلة دعا اليها، فأصحاب المولدات ووزارة الكهرباء كأن لهم ثأرا مع المواطن، وأصحاب البقالة يستغلون شهر رمضان لزيادة أسعار بضائعهم. امنيتي الاخرى التي تتحقق بها سعادتي الكبيرة، ان انجح بدراستي واسعد أهلي مستقبلا.
يجد أفلاطون ان السعادة تكمن بفضائل الأخلاق والنفس، كالحكمة والشجاعة والعدالة والعفة، وأن سعادة الفرد لا تكتمل إلا بمآل روحه إلى العالم الآخر.
اما أرسطو فوجد ان السعادة هبة من الله، وقسمها إلى خمسة أبعاد، وهي: الصحة البدنية، والحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس.
وفي هذا الاتجاه يقول حاتم عبد الوهاب “تاجر”، والذي وصف السعادة بانها الستر والعافية أولا: الستر ينقسم الى ستر أخلاقي أي اننا نكون محل احترام من قبل الجار والاقارب، والستر المادي بان لا نحتاج احدا غير الله، وتتوفر لنا لقمة العيش وسقف يحمينا من حر الصيف وبرد الشتاء، ودائما اسأل الله ان ينعم علي بالنية السليمة، ورجاحة العقل والتفكير، وفي هذه الأيام المباركة، فسعادتي بأن يقبل صومي وصلاتي عند الله وان يعم الخير والرفاهية على شعبنا العراقي.
يقول العلماء المسلمون أن السعادة الدنيوية، سعادة آنيّة وناقصة، وأن السعادة الحقيقية، الخلود في الدار الآخرة والظفر في الدخول إلى الجنة. لكن اليست السعادة الحقيقية بمفهومها الحقيقي تتمثل بفعل الخير، وان نكون سببا لإسعاد الأخرين؟ وبالتالي فهي احدى وسائل التقرب الى الله ومنه الى الجنة، يقول مهيمن جابر موظف في احدى وزارات الدولة ان سعادة الدنيا يجب ان ترتبط بسعادة الاخرة أي ان فعل الخير الذي يدعو اليه الله، أحد مسببات السعادة.
ويتابع: لا أؤمن بان السعادة يمكن ان تكون بجمع المال بطرائق غير مشروعة، على العكس، فهؤلاء يصابون بمرض الشره، فتجدينهم طوال الوقت يشعرون بالعوز لجمع مال أكثر، اما المال الحلال، فيبارك به الرب، ويمنح السعادة الحقيقية لصاحبه، فاحترام النفس والآخر يتحقق باحترام عملك واتقانه، وهنا اود ان ادعو وزارة الكهرباء وأصحاب المولدات الى طريق السعادة الحقيقية بإتقانهم عملهم، ومراعاة الناس خاصة في هذا الشهر الفضيل والناس صيام، واختم بقولي ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ويسعد قلوبكم.
في العراق تتوافق أسباب السعادة بين الافراد، لأنها عادة ما ترتبط بالحياة السياسية والحياة الاقتصادية المربكة بالنسبة لغالبية العراقيين، عسى ان يتحقق ما حلمنا به قريبا، وتجد السعادة طريقها الى قلوبنا.