كان – عائشة الدوري:
يعود المخرج المخضرم الاميركي تيرينس مالك الى المهرجان ليتنافس بفيلمه “حياة خفية” في المسابقة الرسمية لهذه الدورة.
الفيلم مقتبس عن احداث حقيقية لجندي نمساوي خلال الحرب العالمية الثانية يحاكم بتهمة الخيانة لرفضه الانتماء للجيش النازي. فيلم مبهر بصريا، أقرب ما يكون للوحة فنية متحركة، او قصيدة بلغة سينمائية رائعة، كل مشهد فيه استثنائي.
اعتمد مالك في معظم مشاهد فيلمه على انارة الشمس، الا في مشاهد قليلة، هي التي صورت داخل السجون، وهو شيء نادرا ما نراه في الافلام التجارية حاليا.
اداء مبهر لكل من فاليري باشنر وأوغست ديل في اول تعاون لهما مع مالك. هذا الفيلم قدم حوارا مختصرا، واعتمد على الصورة والموسيقى التصويرية (جيمس نيوتن هاورد).
فيلمه المنتظر هذا، وهو المعروف بأنه مقل في إنتاجاته السينمائية، روائي من الدرجة الاولى يحمل رسائل كثيرة بأسلوب سلسل بعيدا عن الخطابات الرنانة ومونولوجات الحديث الطويلة.
يحاكي مالك المشاهد بصوره سينمائية تعبيرية لحكايات قديمة جديدة عن الحب والحرب والانتظار والأمل والإخلاص بكل معانيه، ولعل الإخلاص الأهم الذي أراد مالك قوله في الفيلم، للمبدأ وللرأي، وهل تضطرنا الحياة للرضوخ والتخلي عن مباديء وقيم تحت ضغوطات معينة؟ ام التمسك بما نؤمن به برغم كل الضغوطات؟ وهل مقاومة السلطات على حساب حياة الشخص وحياة أسرته أمراً سهلا؟ ام الأجدر بك الرضوخ للسلطة على حساب معتقداتك الشخصية…اسئلة كثيرة يطرحها فيلم ليس تقليديا ولا هوليووديا على الإطلاق، ربما له الحظ أكثر من غيره في الحصول على سعفة كان الذهبية في هذه الدورة.
يذكر ان هذا ثاني فيلم للمخرج الاميركي من أصول لبنانية تيرينس مالك، تدور احداثه خلال فترة الحرب العالمية الثانية، الاول كان فيلم “الخيط الأحمر الرفيع” العام ١٩٩٨، والثاني “حياة خفية” واستغرق تصويره وإنتاجه اكثر من ثلاث سنوات، وأخذ عنوانه من مقتبسات رواية للكاتب البريطاني جورج إليوت.
تيرنس مالك يعود لكان بقصيدة سينمائية مبهرة في “حياة خفية”
التعليقات مغلقة