بينما تشهد العلاقات بين طهران وواشنطن توترا كبيرا
متابعة ـ الصباح الجديد:
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد بتدمير إيران في حال أقدمت على مهاجمة مصالح أميركية، مع تنامي تأزم العلاقات بين طهران وواشنطن منذ إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية في تشرين الثاني الماضي.
وكتب ترامب على تويتر «إذا أرادت إيران خوض حرب فسيكون ذلك النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا الولايات المتحدة مجددا».
وتفاقم التوتر في المدة الأخيرة بين طهران وواشنطن التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات بي-52 في الخليج الأسبوع الماضي، اثر ما وصفته ب «تهديدات» من إيران.
وأمرت إدارة ترامب الطاقم الدبلوماسي الأميركي غير الأساسي بمغادرة العراق، بسبب تهديدات من مجموعات عراقية مسلحة مدعومة من إيران.
وأطلقت امس الأول الأحد، قذيفة كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم مقار مؤسسات حكومية وسفارات بينها السفارة الأميركية. ولم تعرف الجهة التي تقف وراء هذا الهجوم على الفور.
وذكر الجيش العراقي في حينه بيانا جاء فيه أن صاروخ كاتيوشا سقط في قلب المنطقة الخضراء دون أن يسبب أي خسائر وأوضح أنه سقط قرب نصب الجندي المجهول.
ويقع نصب الجندي المجهول على بعد نحو نصف كيلومتر شمالي مجمع السفارة الأميركية المترامي الأطراف.
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية سقوط صاروخ «ضعيف النوعية» في المنطقة الخضراء قرب السفارة ولكنه قال إنه لم يؤد الى سقوط ضحايا أو وقوع أضرار كبيرة.
وأشار مسؤول وزارة الخارجية الأميركية إنه لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم وإنه لم يؤثر على أي منشأة تشغلها الولايات المتحدة.
وقال «لكننا نأخذ هذا الحادث بشكل جدي جدا. نحمل إيران المسؤولية إذا شنت قوات الميليشيات التي تعمل وكيلا لها أو عناصر من هذه القوات أيا من مثل هذه الهجمات وسنرد على إيران طبقا لذلك».
وقال مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة تفكر في إرسال عدد صغير من الأفراد الإضافيين لحماية السفارة. وقال المسؤول إن محادثات بشأن ذلك كانت تجري قبل حادث الصاروخ وشدد على أن عدد الأفراد الإضافيين سيكون قليلا.
وقال مصدر بالشرطة لرويترز إن القوات الخاصة التابعة للشرطة عثرت على منصة لإطلاق الصواريخ في حي الصناعة بشرق بغداد وطوقت المنطقة. وأضاف أن فريقا من خبراء المفرقعات من قيادة عمليات بغداد في طريقه إلى الموقع لفحص المنصة.
وتشهد العلاقات الأميركية الإيرانية توترا كبيرا منذ قرار الرئيس ترامب قبل عام الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015 ويهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات عن طهران، ومنذ إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران في تشرين الثاني الماضي.
وتتحدث وسائل الإعلام الأميركية عن خلافات داخل فريق ترامب حول كيفية معالجة الملف الإيراني.
وأوضحت وسائل الإعلام الأميركية أن مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جون بولتون يمارس ضغوطا من أجل اتباع سياسة حازمة حيال إيران، لكن آخرين في الإدارة يعارضون ذلك. وقال ترامب بنفسه مؤخرا أنه اضطر «لتهدئة» بولتون.
من جهته، قلّل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت الماضي من احتمالات اندلاع حرب جديدة في المنطقة. وقال إنّ طهران «لا تريد» الحرب كما أنّ كافة الاطراف تدرك أنه لا يمكن لأحد أن يواجه بلاده.
وأضاف ظريف في في ختام زيارة للصين «إننا متأكدون ، لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد حربا ولا أحد لديه أوهام أن بوسعه مواجهة إيران في المنطقة»، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي «لا يريد حربا لكن من حوله يدفعونه باتجاه الحرب بذريعة جعل اميركا أقوى بمواجهة إيران».
وفي الوقت نفسه، دعت السعودية الى عقد قمتين «طارئتين»، خليجية وعربية، للبحث في «الاعتداءات» التي حصلت مؤخرا في منطقة الخليج «وتداعياتها على المنطقة».
وقالت وزارة الخارجيّة السعودية إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجّه دعوة إلى «أشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة» في 30 أيار ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وأَضافت أن الدعوة تأتي «في ظلّ الهجوم على سفن تجاريّة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابيّة المدعومة من إيران من الهجوم على محطّتَي ضخّ نفطيتين بالمملكة».
وأكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي في الرياض إنّ بلاده «لا تريد حرباً ولا تسعى لذلك وستفعل ما بوسعها لمنع قيام هذه الحرب».
وأضاف «في الوقت ذاته ، في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإنّ المملكة ستردّ على ذلك بكلّ قوّة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها».
ورحبت الإمارات بالدعوة إلى القمتين، مؤكدة أن «الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا في ظل التحديات والأخطار المحيطة، وإن وحدة الصف ضرورية».