سمير خليل
بفيض من الحماس والرغبة الصادقة لإحياء التراث المسرحي العراقي العريق ،اجتمع كوكبة من مسرحيي العراق يتقدمهم صاحب الحلم والمبادرة الفنان الدكتور سامي عبد الحميد لاعادة الحياة لفرقة المسرح الفني الحديث الى الساحة الفنية والثقافية في العراق،وعلى مدى اجتماعين ضما مجموعة من اعضاء الفرقة الاصليين واصدقاءها نوقشت قضايا كثيرة واتخذت بعض التوصيات الخاصة بعمل الفرقة في قادم الايام ،الاجتماعان اللذان احتضنهما اتحاد الكتاب العام في العراق عقدا بحضور الفنانين الدكتور سامي عبد الحميد مع الفنان الدكتور جواد الاسدي والفنان مقداد عبد الرضا والدكتور حكمت داود والفنان كافي لازم والدكتور رياض شهيد والفنان غانم بابان والدكتور مظفر الطيب والدكتور محمد الكحلاوي والدكتور محمد عمروالدكتور عقيل مهدي والدكتور وليد شامل والدكتور ياسين اسماعيل والفنانين الاعلاميين طه رشيد و سمير خليل وبحضور الفنان جمال الشاطي ممثل لجنة الفرق المسرحية الاهلية،فيما حضر نقيب الفنانين السابق الفنان صباح المندلاوي كضيف على الاجتماع .
الرائد المسرحي الكبير الدكتور سامي عبد الحميد صاحب الحلم وريادة فكرة اعادة الفرقة تحدث ل(الصباح الجديد) عن اسباب مشروع اعادة الحياة للفرقة فاجاب: اولا تراجع المسرح العراقي ومايمر به اليوم من سبات واهمال ،ثم اننا نبغي الى احياء التراث المسرحي العراقي الذي دائما مايكون منارا للحديث وحافزا للعمل على احياء الروح المسرحية العراقية ،انا متفاءل بهذه النخبة الطيبة من المبدعين الذين يمتلكون الحب والاحترام لهذه الفرقة العريقة ويحملون رغبات صادقة لاحياءها وبتظافر جهود هذه المجموعة اعتقد اننا سننجح بمشيئة الله ،نتمنى من وزارة الثقافة ان تساهم في احياء هذه الفرقة وكذلك الفرق الاهلية الملتزمة كي تضاء خشبات مسارحنا بالعروض الرصينة التي يفتقدها الجمهور «.
اما الفنان الرائد المسرحي مقداد عبد الرضا فيجيب على سؤالنا :هل انت سعيد بهذه الخطوة ؟ فقال :سرور بتوجس لاننا الآن نعيش انقلابا كبيرا ، المهمة صعبة فعلى الفرقة ان تتوائم اليوم مع لغة العصر ،حركته ،مسرح العصر وثقافته ،كل ما ينتمي للعصر ،العصر سريع ،الصعوبة اننا جبلنا على ثقافة كبيرة ،تأمل كبير ،الآن هذا التامل انمحق ،الانسان اليوم ليست لديه قدرة على التأمل ،الذي يتأمل يقف آخر الطابور، الصراع عنيف من اجل مزاحمة ودفع الآخر ،يجب ان نفكر اليوم بالجمهور ،ماذا يريد؟ وفي كل الاحوال هذا الجمهور الذي نعول عليه غير موجود اليوم ،جمهور الطبقة الوسطى التي بيديها مفاتيح الثقافة ،يمكن ان ننجح اذا عرفنا مفاتيح اللعبة ،مفاتيح الوقت الحاضر ،ان نمسك العصا من الوسط «.
الرائد المسرحي الدكتور عقيل مهدي يدلو بدلوه عن امل النجاح في هذه الخطوة فيقول» حينما نتجاوز متغيرات كبيرة وكمية معتبرة فاننا سنغامر ونذهب للمجهول ان لم تتوفر للفرقة شروط موضوعية فانها ستكون امام مفصلية غير سهلة الحل لان النوايا وحدها لاتكفي ،بل ينبغي الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة المقر الاداري وما يتطلبه من ادارة رصينة لها خبرة في ميدان المسرح وكذلك ينبغي الحرص على انتقاء اعضاء من ممثلين وتقنيين ومؤلفين ومخرجين ونقاد يدركون سر اللعبة المسرحية ومعنى الالتزام بقضايا المجتمع والوطن بشكل عام فضلا عن الحرص على تهياة المصادر المالية والانتاجية الكفيلة بتغطية متطلبات العرض من ديكور وازياء وسواها وايضا البحث الجاد عن مسرح خاص بالفرقة نفسها «.ويضيف» يعرفنا تاريخ المسرح الحديث بضرورة الحفاظ على رمزية الفرقة المسرحية وما تمثله من ذاكرة ابداعية متفاعلة مع الوسط الاجتماعي وباحثة عن ترسيخ تقاليد للفرقة المسرحية بشكل جمالي متفرد ولو طبقنا هذا المعيار على فرقة المسرح الفني الحديث لوجدنا ان اعمدة المسرح العراقي الارتكازية كانت تمثلها هذه الفرقة من حيث روادها الكبار في الاخراج والتأليف والتمثيل والتقنية «.
وخلال اجتماع الاعادة وصلت رسالة من عضو الفرقة الفنان المغترب الدكتور فاضل السوداني قال فيها :اجمل خبر سمعته في هذا العام بعد ان فقدنا عزيزنا الفنان فاضل خليل وغيره ، هو اجتماعكم لأعادة الحياة في فرقتنا فرقة المسرح الفني الحديث وهي كما تعلمون اهم فرقة عراقية وواحدة من اهم الفرق المسرحية العربية واعادة النشاط في فرقتنا يلقي علينا جميعا مسؤوليات عديدة وخاصة الفنية منها اضافة الى توعية المجتمع العراقي الذي نسى الكثير من القيم الفنية والجمالية ، فاضافة الى تأكيد الجمال هنالك دورنا جميعا في أن نحول هذا الجمال الى وعي ، وبالتاكيد انتم قادرين على ذلك لأنكم جذوة الفن والمجتمع العراقي والحياة الثقافية والحضارية «.
الفرقة وطوال تاريخها ضمت اسماء مهمة ورائدة في المسرح العراقي :ابراهيم جلال ويوسف العاني وخليل شوقي وسامي عبد الحميد وعبد الواحد طه وزينب وناهدة الرماح وزكية الزيدي وقاسم محمد وعبد الجبار عباس وكريم عواد وعبد القادر رحيم وفاضل خليل وفاضل السوداني وصلاح القصب وجواد الاسدي وآزادوهي صموئيل ومي شوقي وانوار عبد الوهاب وسعدية الزيدي وسليمة خضير وسميرة الورد وحميدة حمد وعلي ياس ومجيد فليح والدكتورة عواطف نعيم، واقبال نعيم وخليل عبد القادر وروميو يوسف ولطيف صالح وعوني كرومي وعبد الجبار كاظم وعقيل مهدي واسماعيل خليل واثير عبد الوهاب وحكمت داود وكافي لازم ورياض محمد وعدنان يوسف واقبال محمد علي وعبد الامير شمخي والكثير من مبدعي عقود من السنين لايسع ذكرهم في مساحتنا الصغيرة هذه .
كما قدمت الفرقة عبر تاريخها المشرق عيون المسرحيات العراقية وفي مقدمتها رائعة الكاتب غائب طعمة فرمان والمخرج قاسم محمد ،مسرحية (النخلة والجيران) بالاضافة لمسرحيات (الخيط) و(بغداد الازل بين الجد والهزل( و(القربان) و(الشريعة) و(البستوكة ) و (في انتظار غودو) و (الخرابة) و (انا ضمير المتكلم) و (نفوس) و (هاملت عربيا) ومسرحيات عديدة اثرت تاريخ المسرح العراقي.