اعلن عن وجود مقار لداعش في مناطق نائية من البلاد
الصباح الجديد – عباس كاريزي:
اكد امين عام وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان الفريق جبار ياور، ان الانتهاء من تحرير الاراضي التي كان تنظيم داعش يحتلها في سوريا والعراق، لايعني الانتهاء من خطورة هذا التنظيم فكرياً وعقائدياً.
واضاف ياور في حديث للصباح الجديد، استمرار وجود مقار وثكنات لداعش في عدد من المحافظات العراقية، على الرغم من الاعلان عن انتهاء تواجده عسكريا وتحرير الاراضي والرقعة الجغرافية التي كان يحتلها في العراق وسوريا، ما زال يشكل خطرا.
وتابع، «ان داعش لم ينته بعد رغم اعلان النصر عليه، لانه بنحو عام ما زال باقيا وهو يسعى لاثبات نفسه من جديد عبر تنفيذ العديد من العمليات الارهابية، مضيفاً «انه نفذ منذ نهاية عام 2017، ولغاية نهاية عام 2018 وفقا لاحصاءات وزارة البيشمركة 450 عملية ارهابية في مناطق مختلفة من العراق»، ادت الى استشهاد وجرح واختطاف الف وخمسمئة و42 شخصاً.
وقال ياور، ان استخبارات وزارة البيشمركة لديها معلومات دقيقة تناقشها مع قوات التحالف حول تحركات داعش، والتي تؤكد ان لديهم خلايا نائمة في مناطق كركوك والموصل وصلاح الدين وديالى في المناطق الحدوية بين العراق وسوريا، وخصوصا في المناطق الصحراوية النائية بين الموصل والرمادي، واردف، «ولديهم كذلك بعض المقار والثكنات في جبال حمرين وجبال قرجوغ وبعض المناطق بالقرب من قضاء الحويجة وغربي كركوك»، كما ان لديهم تحركات من الحدود السورية الى تلك المناطق، مضيفا، «ان الضغط عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية في الداخل السوري دفع بهم الى داخل الاراضي العراقية من الموصل وصولا الى اطراف مخمور وكركوك وديالى وصلاح الدين».
واضاف امين ام وزارة البيشمركة، ان وزارة البيشمركة تجمع المعلومات حول تحركات داعش، وتستهدف تلك التحركات عبر قصفها بالطائرات من خلال التعاون والتنسيق عال المستوى مع قوات التحالف الدولي.
واضاف ياور، ان داعش عدا عن انه منظمة ارهابية عالمية، فانه تنظيم له فكر وبرنامج ارهابي تمكن من استمالة الاف الشباب، حتى في اوربا والغرب وان يعدهم لتنفيذ عمليات ارهابية في الشرق الاوسط واوربا، مؤكدا انه رغم الانتهاء عملياً من الحرب العسكرية على داعش، الا ان الحرب الفكرية على هذا التظيم لم تبدا بعد، لا في العراق ولا في العالم ككل، والذي اكد انها يجب ان تبدأ عبر برنامج وخطة شاملة داخل العراق وخارجه.
وبينما استبعد ياور، ان يتمكن داعش مجددا من فرض سيطرته على اراض واسعة في سوريا والعراق ويعلن فيها خلافته مجددا، اردف،» ان داعش ما زال يمتلك القدرة على تشكيل مجاميع قتالية لاستهداف القوات العسكرية والمواطنين»، وهو يتبع نهجا وسياسة جديدة، بعد ان فقد قدرته على ادارة الحرب الجبهوية، وهو يعمل الان عبر مجاميع صغيرة تقوم بعمليات ارهابية منها نصب الكمائن واختطاف المواطنين واستهداف القوات الامنية».
بدورهم اعلن مواطنون من اهالي القرى القريبة من جبال قرجوغ في قضاء مخور، انشغال عناصر من تنظيم داعش الارهابي، باستخراج الكمأة وبيعها لسكان القرى القريبة لتامين موارد مالية بعد ان فقدوا تمويلهم السابق.
واضاف محمد رسول وهو مواطن من قضاء مخمور في حديث للصباح الجديد، انه يشتري اسبوعيا قرابة مئة كغم من الكمأة والنباتات الطبيعة الاخرى، يستخرجها ارهابيوا داعش من سفوح المناطق الجبلية في سلسلة جبال قرجوغ الذي يتخدون منه ملاذا لهم.
واضاف ان ارهابيي داعش المتواجدين في جبال قرجوغ، وبعد ان فقدوا الاراضي التي كانوا يحتلوها في العراق وسوريا، باتوا يتنقلون في مجومعات صغيرة في مناطق التماس بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، وانهم يحاولون اعادة التواصل مع سكان تلك القرى من عرب وكرد لتامين موارد مالية بعد تضييق الخناق عليهم من قبل حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية.
واضاف لقد توجهت برفقة بعض اصدقائي الاسبوع المنصرم الى قرية علي ره ش للبحث عن الكمأة وشاهدت هناك بعض عناصر داعش كانوا منشغلين باستخراج الكماة، كنا خائفين جدا لدى وصولنا الى تلك المنطقة، الا ان احد مسلحي التنظيم تحدث معنا باللغة الكردية، وقال لا تخافوا لا علاقة لنا بكم، ولكن لا تقتربوا من مناطق تواجدنا.
وتابع ان تجفيف موارد تنظيم داعش دفع بهم الى البحث عن موارد مالية جديدة، وهم الان يبعيون الكمأة بعد ان كانوا يتاجرون بالنفط والاسلحة وبيع السبايا والاسلحة والقطع الاثرية.
بدوره اكد مسؤول رفيع المستوى في المناطق المتنازع عليها بين محافظة الموصل واربيل ارتفاع اعداد ارهابيي داعش، واعادة تنظيم صفوفه تحظيرا لاطلاق عمليات عسكرية ضد قوات الجيش العراقي والبيشمركة.
وقال احمد زاكه مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني في قضاء الكوير التابع لمحافظة الموصل، في تصريح للصباح الجديد، ان تحركات عناصر تنظيم داعش الارهابي باتت ملحوظة وهي تتركز في مناطق الجزيرة والقرى التابعة لناحية الكوير وقراج ونمرود وجبال قرجوغ.
وتابع زاكة ان تنظيم داعش منشغل باعادة تنظيم صفوفه الان وله تحركات دائمة ومستمرة في تلك المناطق، واردف انه لم ينفذ اية عمليات عسكرية في تلك المناطق التي يتحرك بها بمحافظة الموصل وصولا الى قضاء الحويجة وجبال حمرين، مشيرا الى ان اعداه ارتفعت خلال الفترة الاخيرة من 25 عنصرا ارهابيا الى اكثر من 150 وبات وجودهم وتحركاتهم امرا واقعاً يراه سكان القرى بنحو واضح.
واوضح زاكة، ان عشرات العوائل من سكان تلك المناطق من كرد وعرب وغيرهم من القوميات، نزحوا عن قراهم تخوفا من ان ينفذ عناصر داعش عمليات عسكرية ضدهم.