صهريج واحد حصتها من القير شهريا
نينوى ـ خدر خلات:
فيما يشكو اهالي الموصل من الوضع المزري للشوارع العامة والداخلية، قال مصدر مسؤول ان سبعة ملايين متر مربع في عموم نينوى بحاجة للتبليط او اعادة الاكساء، مشيرا الى صيانة 800 الف متر مربع فقط منذ تحرير الموصل، عازيا التاخير في اعمار وتبليط الشوارع الى النقص الحاد بمادة القير بعد تخفيض حصة نينوى الى مستويات غير مسبوقة.
يقول الناشط الموصلي اياد حسين الحيالي لـ “الصباح الجديد” ان “شوارع الموصل جميعا تعبانة، ولا يوجد شارع يخلو من المطبات (الطسات) والحفر، وبعض تلك الحفر تتسبب بحوادث سير، خاصة الاصطدام بين العجلات خلال محاولة السواق تجنب تلك الحفر اثناء السير”.
واضاف “هنالك شوارع ضاع اثرها وتشوهت ملامحها الى حد كبير بسبب المطبات التي لا تحصى فيها، فضلا عن ان الكثير من الشوارع الداخلية في الاحياء السكنية المنخفضة تغمرها المياه باستمرار، بسبب الامطار التي هطلت بغزارة خلال الشتاء المنصرم، وايضا بسبب الانسـدادات في المجـاري”.
ونوه الحيالي الى ان “اما الشوارع الخارجية التي تربط الموصل بالاقضية والمدن حولها فحالها ليس بافضل من الشوارع بمركز المدينة، حيث المطبات المميتة بسبب قيام داعش بتجريف بعضها كما في شوارع جنوبي الموصل باتجاه بغداد، وايضا قيام داعش بتفجير القناطر والمعابر وانشاء سواتر على باقي الطرق الخارجية، لكن بالرغم من تحرير الموصل منذ عام وثمانية اشهر فان معالجة المطبات في الطرق الداخلية والخارجية ليست بالمستوى المطلوب، بل ان الاهالي وبعض المتطوعين يقومون بردم الكثير من المطبات والحفر بالتراب الذي سريعا ما يزول وتعود المطبات مـن جديـد”.
وتابع “اهالي الموصل يريدون ان يلتمسوا وبشكل مباشر عمليات البناء واعادة الاعمار، وهذا يتجسد فقط في صيانة الطرقات الداخلية اولا، واصلاح المطبات واكساء الشوارع التي مضى على بعضها بضعة عقود، مع صبغ الارصفة”. واستدرك بالقول “علما ان اعادة الاكساء او ردم المطبات بمادة الاسفلت، ليست بالعملية المكلفة ماليا، لان جميع المواد الاولية متوفرة وهي محلية، ولكن لا نعلم لماذا هذا التلكؤ غير المبرر من قبل الحكومة المحلية والجهات المعنية في انجاز هذه المهام الحيوية بالنسبة لاهالي الموصل ونينوى عموما”.
وعن سبب عدم الاسراع بتبليط او اعادة اكساء الشوارع والطرق في نينوى والموصل، قال مصدر مسؤول في بلدية الموصل لـ “الصباح الجديد” شريطة عدم الكشف عن هويته، لانه غير مخول بالحديث لوسائل الاعلام ان “اغلب شوارع الموصل الداخلية والطرق الخارجية بحاجة لاعمال صيانة، مثلما البعض بحاجة لعمليات اعادة اكساء او تبليط”.
واضاف “محافظة نينوى هي ثاني اكبر محافظة على مستوى العراق، وفيها شبكة طرق كبيرة وشاسعة، وفيها طرق دولية تعد احد ابرز شرايين الاقتصاد العراقي، اي الطريق الذي يربط تركيا ببغداد، ولهذا فان هذه الطرق بحاجة لاعمال صيانة دائمية، خاصة عقب سيطرة تنظيم دالارهابي على نينوى وعمليات التحرير، بسبب الاضرار الجسيمة التي اصابت القناطر والطرق والمعابر فضلا عن تجريف اجزاء من شوارع اخرة خاصة جنوبي الموصل من قبل عصابات داعش”.
وبحسب المتحدث فانه “يوجد في نينوى نحو 7 مليون متر مربع من الشوارع بحاجة لاعمال صيانه بمستويات مختلفة، مثل ردم مطبات او اعادة اكساء او ترقيع اجزاء واسعة منها، وبالرغم من الامكانيات المحدودة فانه تم تبليط وصيانة نحو 800 الف متر مربع، وهذا الرقم لا يتناسب وحجم شبكة الطرق بنينوى ولا مع حجم الاضرار فيها”.
وحول ابرز المعرقلات لانجاز هذه الاعمال، افاد المتحدث بالقول “من ابرز الاسباب في ذلك هو عدم توفر مادة القير، لانه سابقا، قبل احداث داعش كانت حصتنا نحو 45 صهريج من مادة القير الضرورية لانجاز هذه الاعمال، لكن حصتنا هبطت لمستويات غير مسبوقة بحيث اننا نحصل على صهريج واحد او اثنين شهريا لا اكثر، بالرغم من الكثير من المخاطبات الرسمية للجهات المختصة”.
ويرى المصدر انه “في حال عدم توفر مادة القير، فان البطء في صيانة طرقات الموصل سيستمـر لوقـت غيـر محدود”.