القمة الثلاثية العراقية المصرية الأردنية…
في المستقبل القريب.. مد الانبوب النفطي العراقي الأردني الى مصر
بغداد – الصباح الجديد:
انتهت القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، الى اصدار بيان ختامي اتفق فيه قادتها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني، على تعزيز التعاون بمجالات المناطق الصناعية والبنية التحتية وزيادة التبادل التجاري والاستثمارات.
وشدد البيان “على أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا”.
وأكد البيان على “دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الإرهابية التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية”.
كما اتفق القادة على أهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وصل امس الأول السبت الى مصر، في زيارة رسمية، للتباحث بشأن هذه القمة التي انعقدت امس بينه والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني، بعد ان مهدت لها الوفود المرافقة للقادة باجتماعات متواصلة على مستوى عال، افضت الى اتفاقيات لم يعلن عنها بالتفصيل، الا ان مصادر مطلعة أوردت ان من المرجح ان توقع هذه الاتفاقيات في المستقبل القريب في اجتماع مرتقب في العاصمة بغداد.
وقال “عبد المهدي” في كلمة له خلال افتتاح القمة الثلاثية بالقاهرة، إن “انعقاد القمة الثلاثية نقطة تحول كبيرة في مستقبل العلاقات المشتركة ومصالح شعوبنا”، مبيناً أن “اتفاقنا سيفرح به الكثيرون للدور الكبير الذي تلعبه الدول الثلاث”.
وأضاف أن “المشاريع الاقتصادية والاعمار والاسكان والكهرباء في مقدمة اهتماماتنا واحتياجات شعبنا”.
وفي اطار التحضير للقمة بحث وزراء خارجية ورؤساء مخابرات مصر والأردن والعراق بالقاهرة أمس السبت، التحديات الأمنية المشتركة.
وأصدرت الخارجية المصرية بيانا امس قالت فيه إن الاجتماع شهد تبادلا للرؤى بشأن أهم القضايا الإقليمية والتحديات الأمنية المشتركة.
كما تستهدف القمة -وفق البيان- دفع مسيرة التعاون والعمل العربي المشترك في هذا المجال سيما وان دولا في المنطقة، وبينها مصر والأردن، تخشى أن تكون محطات لتنظيم داعش بعد خسارته معاقله الرئيسية وجيوبه الفرعية في العراق وسوريا.
وكان عبد المهدي اكد في اجتماعه بالسيسي، أهمية تجفيف المنابع الأساسية للتنظيم، مشددا “أن التعاون في مثل هذا المجال سيكون وثيقا وأساسيا بين البلدين”.
وفي السياق، أوردت صحيفة الغد الأردنية امس عن مصدر حكومي اردني، اثر تناول القادة في كلماتهم بحث قضايا اقتصادية مهمة بين الدول الثلاث، انه قال: إن بغداد تدرس حاليا تطوير مشروع خط النفط مع الأردن بشكل كامل، بحيث يتم إيصال الخط إلى مصر بدلا من انتهائه في العقبة، مشيرا إلى أن الجانب العراقي يتواصل مع مصر في هذا الخصوص.
وكان كل من الأردن والعراق وقعا في التاسع من أبريل/نيسان 2013 اتفاقا إطاريا لمد أنبوب يبلغ طوله 1700 كلم لنقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى مرافئ التصدير بالعقبة بكلفة تقارب 18 مليار دولار وسعة مليون برميل يوميا.
ووفق المشروع الذي لم يبدأ تنفيذه بعد، يفترض أن ينقل الأنبوب النفط الخام من حقل الرميلة العملاق في البصرة (545 كلم جنوب بغداد) إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة (325 كلم جنوب عمان).
وعلى هذا الصعيد، أكدت وزارة النفط امس الاحد، أن مشروع مد الأنبوب النفطي العراقي الأردني وصل الى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، فيما أشارت إلى أن طاقة الأنبوب تفوق مليون برميل يوميا.
وقال المتحدث باسم الوزارة، عاصم جهاد في تصريح اطلعت عليه الصباح الجديد، إن “تنفيذ مد الأنبوب النفطي العراقي الأردني مرتبط بمد أنبوب من البصرة إلى حديثة كمرحلة أولى ومن حديثة إلى خليج العقبة في الأردن (مشروع استثماري) كمرحلة ثانية بطاقة تصل لأكثر من مليون برميل نفط يوميا”.
وأضاف جهاد، أن “هذا المشروع في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة بعد إحالته من قبل وزارة النفط إلى المجلس الوزاري للطاقة لدراسته وإقراره في مجلس الوزراء”، موضحا أن “الكلف ومدد الإنجاز سيتم بحثها مع الشركة المستثمرة والاتفاق على نسب استقطاع أرباحها”.
وتابع أن “مد هذا الأنبوب سيوصل النفط العراقي إلى مصر ومن ثم إلى دول أفريقيا”.
البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية
المصرية الاردنية العراقية
عقدت في القاهرة امس القمة الثلاثية العراقية المصرية الاردنية بحضور رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبدالمهدي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني .
وصدر عنها البيان المشترك الاتي:
1 – عقدت في القاهرة في 24 مارس 2019 قمة ثلاثية مصرية اردنية عراقية ضمت فخامة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ، وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية ، ودولة الرئيس عادل عبد المهدي رئيس وزراء جمهورية العراق لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل فيما بين البلدان الثلاث .
2 – ثمن القادة العلاقات التاريخية الوطيدة بين بلادهم ، مؤكدين على اهمية العمل لتعزيز مستوى التنسيق بين الدولة الثلاث ، والاستفادة من الامكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية ، بالاضافة للروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية بين الشعوب الثلاثة ، وذلك لتطوير التعاون بين جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية العراق في مختلف المجالات في ظل ظروف دقيقة تمر بها الامة العربية وتحديات غير مسبوقة يواجهها الامن القومي العربي .
3 – استعرض القادة اخر التطورات التي تشهدها المنطقة ، مؤكدين عزمهم على التعاون والتنسيق الاستراتيجي فيما بينهم ، ومع سائر الاشقاء العرب ، لاستعادة الاستقرار في المنطقة ، والعمل على ايجاد حلول لمجموعة الازمات التي تواجه عددا من البلدان العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية ، قضية العرب المركزية ، ودعم حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعه ، بما فيها اقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة ، والازمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها ، واعربوا عن التطلع لان تؤدي القمة العربية القادمة في تونس لاستعادة التضامن وتعزيز العمل المشترك في اطار جامعة الدول العربية
4 – كما اكد القادة على اهمية مكافحة الارهاب بكافة صوره ومواجهة كل من يدعم الارهاب بالتمويل او التسليح او توفير الملاذات الامنة والمنابر الاعلامية ، مشددين على اهمية استكمل المعركة الشاملة على الارهاب ، خاصة في ضوء الانتصار الذي حققه العراق في المعركة ضد تنظيم داعش الارهابي ، والتضحيات التي بذلها ابناء الشعب العرقي في هذا الاطار ، وانتهاء السيطرة المكانية لتنظيم داعش في سوريا مؤكدين على دعمهم الكامل للجهود العراقية لاستكمال اعادة الاعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها عصابات داعش الارهابية
التي عدتها قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية .
5 – واكد القادة على اهمية العمل المكثف والمنسق لتعزيز مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة العربية بوصفها الضمانة الحقيقة ضد مخاطر التشرذم والارهاب والنعرات الطائفية وحماية استقلال البلدان العربية ومنع التدخل في شوونها الداخلية.
6 – ناقش القادة عددا من الافكار لتعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الاعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموي، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينهم .
7 – اتفق القادة على اهمية الاجتماع بصفة دورية لتنسيق المواقف والسياسات فيما بين الدول الثلاث من اجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الاهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة
8 – كما قرر القادة تشكيل فريق عمل لمتابعه اعمال هذه القمة تحت رعاية القادة الثلاث لتنسيق اوجه التعاون الاقتصادي والانمائي والسياسي والامني والثقافي كما اتفقوا على معاودة الاجتماع في موعد ومكان يتم الاتفاق عليه فيما بينهم.
القاهرة _ 24مارس