اجمعوا على وجود أزمة ثقة بين مكونات البلاد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
دعت نخب سياسية واكاديمية الى مزيد من التعاون والتنسيق بين شتى مكونات البلاد للتصدي للتحديات الامنية والادارية والسياسية التي تواجه البلاد، مؤكدة ان الفساد وسوء الادارة السبب الرئيس لاغلب المشاكل التي يواجهها العراق.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور واثق الهاشمي، على هامش مشاركته في فعاليات منتدى أربيل السنوي الأول حول الأمن والسيادة في الشرق الأوسط، الذي انطلق امس الاول الجمعة، في أربيل، أن الخلايا النائمة لتنظيم داعش بدأت تتفاعل، الامر الذي يتطلب التعاون بين بغداد والإقليم في ضبط الحدود والمعلومات الاستخباراتية حتى لا تكون هناك عمليات في المرحلة المقبلة»، مبيناً أن «داعش يحاول إرباك الوضع المجتمعي مستغلاً حالة الصراع السياسي في العراق».
ويشارك في منتدى أربيل السنوي الأول للأمن والسيادة، نخبة من السياسيين والاكاديميين من إقليم كردستان والعراق ودول إقليمية وعالمية.
واضاف الهاشمي إن «تنظيم داعش لم تعد لديه القدرة مرة أخرى كما في السابق على احتلال المدن، وانه سيعتمد على العبوات الناسفة وقطع الطرق والسيارات المفخخة.
وأوضح ان الجانب الأميركي أبلغ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن هناك خطرا على منطقة سهل نينوى لأن هناك عدة مناطق في العراق فيها خلايا نائمة بدأت تتفاعل، وهذا يتطلب التعاون بين بغداد والإقليم في ضبط الحدود والمعلومات الاستخباراتية ومتابعة الخلايا النائمة حتى لا تكون هناك عمليات ارهابية في المرحلة المقبلة.
بدوره أكد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال كلمة القاها نيابة عنه وزير الداخلية كريم سنجاري، أنه يجب تصحيح العلاقات بين جميع مكونات العراق بشكل عملي وبصورة عميقة، مشيراً الى أنه على جميع الأطراف التحاور فيما بينها بكل صراحة، وإقامة تفاهم وتوافق جديد في العراق للقضاء على الإرهاب.
واشار بارزاني إن العيش الكريم لا يمكن تحقيقه من دون الاستقرار السياسي في البلاد، ولا يمكن تأمين الخدمات إذا كان البلد يعيش حالةً أمنية غير مستقرة.
بارزاني تابع انه حتى في حال القضاء على داعش فانه وفي مثل هذه الأجواء المتوترة، فإن من المتوقع ولادة منظمة إرهابية أخرى من بقايا هذا التنظيم، واردف، « لكي نتخلص من بذور الإرهاب في العراق ونقضي عليها، يجب ان تكون لدينا خطة إعمار جديدة ودقيقة، وأن تكون هناك مشاركة مناسبة لجميع القوميات والأديان والمذاهب في إدارة البلاد، وأن نعزز سبل التعايش السلمي في العراق ونعمقها.
وبينما جدد بارزاني ثقة الاقليم بحكومة الدكتور عادل عبد المهدي والعمل المشترك بين بغداد واربيل لإدارة أفضل ولإرساء الاستقرار، لاعادة ثقة الشعب الذي فقد الثقة بنظام وإدارة البلاد، دعا الأطراف كافة للعمل بالصورة التي من شأنها استعادة ثقة الشعب العراقي بالنظام السياسي مرة ثانية.
بدوره قال وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق، محمد شياع السوداني، أن وجود عراق ضعيف يعني عدم استقرار دول المنطقة، وان وجود عراق قوي متماسك هو عامل استقرار وقوة للشرق الأوسط والعالم.
واضاف السوداني خلال مشاركته في ندوة بعنوان «العراق ساحة للصراع أم نقطة للالتقاء» ضمن فعاليات المنتدى، ان العراق يهمه بناء علاقات جيدة مع إيران فهي دولة جارة توجد مشتركات بيننا، «لكن يجب أن لا تكون هذه العلاقة على حساب المصلحة الوطنية».
وقال السوداني إنه «بحكم موقع العراق كونه مرتكزا في منطقة الشرق الأوسط ونقطة التقاء بين أمم ثلاث العربية والإيرانية والتركية وما موجود من نسيج اجتماعي ومشتركات دينية ومذهبية وأثنية فرضت عليه أن يلعب دور التوازن في العلاقة بين هذه القوى الإقليمية ومن دون هذا الدور فإن العراق إذا ذهب إلى محور من هذه المحاور فالبتأكيد ستكون الآثار سلبية في مستوى داخل البلد».
من جهته أكد رئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، أن العراق أصبح مرتعاً للقوى الإقليمية والدولية التي تعيث فيه كما تشاء، مشيراً إلى أن هناك بطالة مقعنة وأخرى واضحة بسبب سوء الإدارة الاقتصادية والفساد في العراق، كما أن هناك أزمة تزاحم في العراق بين قوى دولية وإقليمية.
واضاف علاوي، في كلمة ألقاها في منتدى أربيل السنوي الأول حول الأمن والسيادة أن «السيادة في الشرق الأوسط ثُلمت بسبب مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأوضاع المنطقة تشجع على احتضان الإرهاب وليس على محاربته».
من جانبه قال الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني، صلاح الدين بهاء الدين، إن التوافق أصبح بلاءً كبيراً على العراق، مبيناً أنه لا توجد لدينا دولة فيدرالية بمعنى الكلمة، هذا مكتوب فقط بالدستور العراقي.
وأضاف بهاء الدين»لا أحد يستطيع التدخل في شؤون العراق إذا لم يطلب العراقيون منهم التدخل لحل مشكلاتهم هم فقط، أو لنصرتهم على الجهة المقابلة».
من جانبه اكد وزير الداخلية العراقي السابق، قاسم الأعرجي، أن أزمة الثقة هي سبب المشاكل في العراق، مضيفاً: «نحتاج إلى معالجات حقيقية بقرارات رجال دولة يملكون الشجاعة لتحمل المسؤولية».
وأوضح أن «أزمة الثقة هي سبب المشكلات في العراق، وصناعة الثقة تكون من خلال إثبات إننا رجال دولة ويمكن الاستفادة من التجربتين الإيرانية والكردستانية بعد 1991»، مشدداً على أنه «نحتاج إلى معالجات حقيقية بقرارات رجال دولة يملكون الشجاعة لتحمل المسؤولية».
ويناقش المنتدى الذي يشارك فيه سياسيون وأكاديميون ومثقفون من العراق وسوريا وإيران وروسيا وتركيا، سبل تحقيق السلم والاستقرار والتقدم في إقليم كردستان والعراق والمنطقة، وتصحيح العلاقات بين كافة مكونات العراق.
كما يناقش المؤتمر، مستقبل السياسة الداخلية في العراق، وسبل إيجاد التوافق بين شتى الأطراف، ويتناول كذلك جملةً من المواضيع المهمة المتعقلة بإقليم كردستان والعراق، وكذلك سوريا والمنطقة.