بغداد – الصباح الجديد:
زار وفد من مسيحيي البصرة مدينة اور الأثرية في محافظة ذي قار، لأداء قداس ديني في المدينة.
ضم الوفد أكثر من 150 شخصا من ابرشية مدينة البصرة برئاسة رئيس أساقفة الجنوب والبصرة مار حبيبي النوفلي.
وتتزامن الزيارة مع صيام أيام «باعوثة»، وتهدف لإعادة الروح الإيمانية والاطلاع على الآثار في هذه المحافظة.
من جهتها قالت قيادة شرطة محافظة ذي قار «ان الأجهزة الأمنية متمثلة بقسم شرطة حماية الاثار والتراث وتشكيلات الوزارة العاملة في المحافظة قامت بتأمين الحماية لوفد مسيحي متكون من (150) سائحا من محافظتي بغداد والبصرة الى جانب رجال دين مسيحيين من خارج البلاد اجروا زيارة لمدينة اور الاثرية وبيت نبي الله ابراهيم الخليل في إطار جولة تشمل اهوار المحافظة».
وفي السياق، قال عضو الوفد المطران مار حبيب النوفلي «ان الزيارة تأتي كخطوة اولى للحج الروحي الى مدينة نبي الله ابراهيم الخليل، حيث يقوم المسيحيون في كل موسم بالحج الى اور الاثرية».
وبين ان المسيحيين عموما والكلدان منهم تحديدا، يؤمنون بان النبي ابراهيم (عليه السلام) كان ابا لكل الاديان ورمزا لعبادة الله الواحد.
وأضاف: ان للزيارة اهدافا اجتماعية كونها تعزز العلاقات والاواصر بين ابناء الوطن الواحد، كما انها تبعث رسالة الى العالم بان جنوب العراق ينعم بالحياة المستقرة الامنة .
اما القس في كنسية مناوي باشا الكلدانية امجد سمير فحث جميع المسيحيين لزيارة الاماكن الاثرية في ذي قار، واوضح ان مثل هذه الزيارات من شانها ان تبث ثقافة الاهتمام بالتراث والاثار في البلاد .
يذكر ان صوم «باعوثة نينوى» أو صوم «الباعوثة»، صوم مسيحي منتشر في الكنائس السريانية والأرثوذكسية المشرقية. وخلاله يتم تذكار صوم سكان مدينة نينوى بحسب سفر يونان.
وهناك عدة نظريات عن منشأ هذا الصوم، منها:
• حسب البطريركية الكلدانية، صوم الباعوثة له علاقة بصوم نينوى وبانتشار وباء الطاعون الذي اكتسح مناطق عديدة من العراق في القرن السابع، وبسببه قرر البطريرك والأساقفة وقتذاك القيام بهذه العبادة لرفع الصلوات، والصوم على نية وقف الكارثة التي حلت بالناس، فكانت النتيجة أن بطل الموت وزال شبح الطاعون، فاتفق رؤساء الكنيسة، منذ ذلك الوقت، على أن يحيوا هذه الذكرى سنويا من خلال صوم الباعوثة الذي تواصل الكنيسة القيام به إلى يومنا هذا.
• صوم الباعوثة قد يكون يرمز إلى النبي يونان (النبي يونس) حينما ارسله الله إلى اهل نينوى، وحاول الهرب خوفاً منهم، ثم القي في الماء وابتلعه الحوت لمدة ثلاثة ايام فصلى إلى الله من جوف الحوت واستجاب الله له وخلصه فذهب بعدها إلى اهل نينوى يحثهم على التوبة عن الخطايا. لهذا يلتزم اهل نينوى أكثر من غيرهم بهذا الصوم حتى ان الكثير منهم ينقطع تماما عن الطعام خلال هذا الصوم.
• وتبقى تلك الفرضيات متداولة لكن لا أحد يعرف على حد اليقين الحقيقة وراء صوم باعوثة والأسباب التي أدت الى عدّه يوما مقدسا والصوم فيه واجبا. وذلك يشمل العديد من العبادات في كل الاديان بسبب مرور قرون عدة عليها وما يمكن ان طمر مع الزمن او اضيف.