عقدتها كلية العلوم الصرفة بجامعة البصرة
البصرة – سعدي السند:
تجسيدا لشعار الجامعة في خدمة المجتمع عقد قسم علوم الحاسوب في كلية التربية للعلوم الصرفة بجامعة البصرة ندوة نقاشية علمية حضرها عدد من الأكاديميين والمتخصصين و بعنوان ( خوارزمية تصنيف الاوعية الدموية الدقيقة لشبكية العين ) .
وقالت المدرس المساعد انتصار برجس طلال العبادي أن الندوة تناولت محاضرة مهمة عن شبكية العين والتي هي عبارة عن غلاف تحسّس داخل العين ، مضيفة يتكوّن هذا الغلاف من عشر طبقات، وظيفته الأساسية استقبال الاشارات الضوئية وتحويلها الى اشارات عصبية يستطيع المخ ترجمتها على شكل رؤية، وكغيرها من أجزاء الجسم تصاب شبكية العين بالكثير من الأمراض التي غالباً ما يتم الكشف عنها من خلال فحص الأوعية الدموية الدقيقة فيها، ومن الأمراض التي تصاب بها شبكية العين الالتهابات، والتصبّغ البقعي.
واضافت لقد اوضحنا في الندوة أهمّ أسباب هذه الأمراض، وأعراضها وان اهم أسباب أمراض شبكية العين هي الإصابة بمرض السكري، حيث يسبّب تغيّرات في شبكية العين مثل ظهور شعيرات دموية جديدة، أو تليّفات في الشبكية وانفصالها، أو ضعف شديد في النظر يؤدي لانعدامه مع ارتفاع ضغط الدم الأساسيّ، ووجود التهابات في الكلى، والتعرّض لتسمم الحمل، فهذه المشكلات الصحية تؤدّي لتصلّب الأوعية الدموية الدقيقة، ممّا يتسبّب بالإصابة بالرشح الدموي، وانتفاخ الشبكيّة.
وبيّنت ان موضوع حلقتنا الدراسية مهتم بمرض اعتلال شبكية العين السكري (diabetic disease)هذا المرض ويحدث نتيجة ارتفاع نسبة السكر بالدم ويؤدي الى ظهور شعيرا ت دموية جديدة او تليفات في الشبكية وانفصالها ،والهدف هو تصنيف الصور لشبكية العين عن طريق بناء خوارزمية لها القدرة على اكتشاف ماهو مطلوب من معرفة العلاج.
ما هو اعتلال الشبكية السكري؟
ويذكر المختصون ان اعتلال الشبكية السكري هو أحد مضاعفات العين الناجمة عن مرض السكري، وهو مرض يؤثر على قدرة الجسم على السيطرة على مستويات السكر في الدم وان شبكية العين تعد حساسة للغاية لهذا التقلب في مستويات السكر.
وينشأ اعتلال الشبكية السكري عن تدهور في بنية الأوعية الدموية الشبكية و هذه الأوعية الدموية العليلة قد تتوسع، مما يسبب تسرباً للسوائل، بل وحتى تسدّ فتترك جزءاً من شبكية العين من دون الدورة الدموية ومع تقدم المرض، تتشكل أوعية دموية جديدة و يتكاثر النسيج الليفي في شبكية العين مما يترتب على ذلك من تدهور الرؤية .
وعندما تظهر على مريض السكري أيضا عوامل الخطر الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، وزيادة نسبة الكوليسترول أو التدخين، فإن خطر حدوث مضاعفات العين يصبح مضاعفاً وهذا هو السبب الذي يحتّم على مريض السكري أن يكون جاداَ بل وعلى قدر عالٍ من الانضباط فيما يتعلق بالنظام الغذائي والسيطرة على الوزن وتجنب التدخين.
ما هو العلاج؟
من الضروري إجراء فحص شامل يتضمن الاختبارات التالية: تصوير الشّبكية،والتصوير البصري المقطعي التوافقي (OCT)، و تصوير الأوعية الدموية بالفلوريسين، ما لم يكن يعاني المريض من حساسية تجاه صبغة الفلوريسين، وتخطيط الساحة البصرية.
ومن الممكن أن لا يحتاج المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية السكري في مراحله الأولية الى العلاج.
أما المرضى الذين يعانون من البقعة الصفراء السكرية الطفيفة التي لا تسبب أي أعراض، فلا بد لهم من إجراء فحوص دورية فقط وفي حالات أخرى أكثر تقدماً، يكون من الضروري حقن العين بدواء مضاد ، أو بإحدى مشتقات الكورتيزون ذات التحرر البطيء، أو بمزيج من الإثنين معاً، للسيطرة على الوذمة السكرية، ولاسترجاع ما فقد من الرؤية، ولمنع فقدان البصر بسبب التغيرات التنكسية التي لا رجعة فيها التي تصيب تلك الطبقات الرقيقة من الخلايا التي تشكّل شبكية العين .
في مناسبات محددة جدا قد يكون من المستحسن استعمال التثخير الضوئي بالليزر بالقرب من البقعة الصفراء بشكل انتقائي للتخلص من أمهات الدم المجهرية و بالتالي للحد من الوذمة السكرية.
وفي الحالات المتقدمة، نزيف داخل العين أو انفصال الشبكية، من الضروري استعمال تقنيات متقدمة لجراحة العين تتم تحت تخدير موضعي وان الليزر والتقنيات الجراحية المجهرية فعالة جدا في علاج اعتلال الشبكية السكري، وتسمح لنا بتقديم حلول لحالات مستعصية. ومع ذلك، فمن الأفضل من خلال الوقاية ان لا نصل إلى مثل هذه الحالات المتقدمة من المرض.
وينبغي على أي شخص تضرر من داء السكري متابعة حالته الصحية العامة متابعةً صارمة، إضافة إلى المراجعات الدورية للعين حتى لو لم تظهر أعراض للمرض والوقاية والتشخيص المبكر يحسن المآل البصري للمرض واليوم، في معظم المرضى يمكن تجنب الوصول إلى الحالات المتقدمة الشديدة ومع ذلك، فمن الضروري المواضبة على الفحوص الدورية ، ويعد مرض السكري من الأمراض القليلة التي إن واضب فيها المريض فيها على الفحوصات الدورية، فإن أثر الوقاية فعال جدا..