جواد غلوم
لم أنل من الأحلام إلاّ أضغاثها
ومن الثورات الاّ صلَـفَـها
هستيريا عنفها
لم أنل من بريقِـها الاّ العمى
ومن الحب إلاّ شقاءَه ؛ نأيَهُ مشرقاً مغرباً
لم اصطدْ من الوقت الاّ ضياعَـه هدراً
ومن الإخاء إلاّ صحبة يوسف لأشِقّائه
لم أنل من الصدقات الا مِنّة ما ائتلفتْ قلوبهم
أقف أمامكم هنا منزوع النياشين
عارياً من الدروع والثناء والترحيب
وبعد أن أوشك على رفع إيماءة الوداع
تُكرمني شجرتي تابوتا من خشبها النديّ
لم أنلْ من الأرض إلاّ قبراً أجردَ
كما في شتاتي واغترابي بين « سرنديب « المنافي
وزمهرير الجفوات المارقة من صحبتي وأخوتي
أنا ذو اليد العسراء الراجفة
لا تتقن اللعب بالورقات الثلاث
قلبي عمّرتهُ بالموسيقى في وحدتي
لكنها عجَزَتْ أن تُرقصَني وتفضحَ جسدي
رأسي أثّـثْـتُـه بالشعر ووسائده الوثيرة ولم أهنأْ
أوقع جسدي في شِباك التانغو والفلامنكو فتهشّ عظامي
أشتعلُ حزنا ، هلعا فأخلّ بوعدي مع عينيّ ألاّ أبكي
أعانق الاخضرار مع العشب والورد ؛ تتصحّر آمالي
ليس لي سوى أن أرفع لافتةً تروّج على بيع كلّ عمْري
أعرض بقايا سنين رثّة لأبخس ثمن
راحلٌ أنا بكلّ إرثي المُترِب
أهبُهُ بملاليمَ يأنف من أخْذِها الشحّاذون
أنا معروضٌ للبيع بدواعي السفر