وصفه دبلوماسي روسي تدميرا لما تبقى من العلاقات مع أميركا
متابعة ـ الصباح الجديد:
نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين كبار من الإدارة الأميركية، امس الاثنين، إن الرئيس دونالد ترامب أمر بطرد 60 روسيا من أميركا وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل بسبب قضية استخدام غاز الأعصاب في بريطانيا في وقت سابق هذا الشهر.
واضافت عن المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه قوله للصحفيين إن هذه الخطوة تطال، على وجه الخصوص، 12 مسؤولا استخباراتيا روسيا من بعثة موسكو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وبالمقابل أفاد وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون امس (الإثنين)، بأن العالم يقف متحداً وراء موقف بلاده في ما يتعلق بتسميم جاسوس روسي سابق، وأن الصبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينفد.
وألقت بريطانيا باللوم على روسيا في الهجوم على سيرغي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب يستعمل في أغراض عسكرية يعود للحقبة السوفياتية في الرابع من آذار (مارس) الجاري، وحظيت بدعم «حلف شمال الأطلسي» وزعماء أوروبيين.
وينفي الكرملين أي ضلوع في الهجوم ويقول إن بريطانيا تدير حملة مناهضة لروسيا.
وقال وليامسون خلال زيارة لأستونيا إن «الدعم الذي تلقاه بريطانيا يعد في حد ذاته هزيمة للرئيس بوتين»، مضيفاً: «صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد، والحقيقة أن الدول في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وقفت في صف المملكة المتحدة. أظن حقاً أن هذا أفضل رد ممكن من جانبنا».
وتابع: «نيتهم (في الكرملين) وهدفهم هو بث الفرقة، لكن ما نراه هو توحد العالم وراء الموقف البريطاني، وهو ما يعد في حد ذاته نصراً عظيماً ويبعث رسالة قوية على نحو استثنائي للكرملين وللرئيس بوتين».
وكان أعضاء الاتحاد الأوروبي وافقوا الجمعة الماضي على اتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ضد روسيا، بسبب الهجوم على سكريبال الذي عثر عليه وابنته فاقدي الوعي في مدينة سالزبري بجنوب إنكلترا.
في غضون ذلك أعلنت موسكو امس الاثنين، أنها ستعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل في حال طردت واشنطن دبلوماسيين.
وتعليقا على تقارير إعلامية تحدثت عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طرد دبلوماسيين روس قال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك فإن روسيا ستتعامل بالمثل.
وأضاف بيسكوف: «تعودنا ألا نسترشد بالتقارير الإعلامية، وحتى هذه اللحظة لم تصدر أي تصريحات رسمية من واشنطن حول اعتزامها طرد دبلوماسيينا».
وقال بيسكوف: «سنسترشد بالحقائق والتصريحات الرسمية، وليس بالتقارير الإعلامية ،وفي مثل هذه الحالات سنعتمد على مبدأ المعاملة بالمثل».
*الخارجية البولندية تستدعي السفير الروسي في وارسو
وفي السياق، أعلنت السفارة الروسية في وارسو، أن الخارجية البولندية استدعت السفير الروسي لديها سيرغي أندرييف، امس الاثنين، ولم تذكر السفارة سبب الاستدعاء.
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين من عقد القمة الأوروبية في بروكسل، حيث أعرب القادة الأوروبيون عن تضامنهم مع بريطانيا على خلفية تسميم الجاسوس البريطاني سيرغي سكريبال.
كذلك أعلنت السفارة الروسية في فيلنيوس، أن الخارجية الليتوانية استدعت السفير الروسي لديها امس الاثنين في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي.
وقالت السفارة: «تم استدعاء السفير في تمام الساعة الرابعة الى مبنى الخارجية، بعد اللقاء سنكون جاهزين للإدلاء بالتعليقات».
وأعلنت السفارة الروسية في ريغا أن الخارجية اللاتفية استدعت السفير، دون أن تدلي بتفاصيل أخرى.
يذكر أن سيرغي سكريبال، العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، الذي أدين في روسيا بتهمة الخيانة العظمى، وابنته يوليا، تعرضا يوم 4 مارس، وفقا للجانب البريطاني، لتأثير مادة مشلة للأعصاب.
وقد وجهت بريطانيا أصابع الاتهام إلى روسيا، بالمشاركة في الحادث، وقامت بطرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، دون تقديم أي دلائل تدعم اتهاماتها، كما أعلنت عن اتخاذ إجراءات أخرى معادية لروسيا، الخطوة التي ردت موسكو عليها بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا.
• ألمانيا تطرد 4 دبلوماسيين روس
قالت وزارة الخارجية الألمانية امس الاثنين إن ألمانيا طردت أربعة دبلوماسيين روس تضامنا مع بريطانيا التي اتهمت موسكو بتنفيذ هجوم بغاز للأعصاب ضد العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكريبال.
وقالت الوزارة «اليوم طردنا أربعة دبلوماسيين روس». وأضافت «بعد هجوم التسميم في سالزبري ما زالت روسيا غير متعاونة فيما يتعلق بالتحقيق».
• وفرنسا ستطرد 4 دبلوماسيين روس أيضا
قال مصدر دبلوماسي فرنسي أمس الاثنين إن فرنسا ستطرد أربعة دبلوماسيين روس ردا على تسميم عميل روسي مزدوج سابق في سالزبري بانجلترا.
كما طردت كل من هولندا وأوكرانيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وجمهورية التشيك دبلوماسيين روس ، وطردت إستونيا الملحق العسكري الروسي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي إن 14 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ستطرد الدبلوماسيين الروس لديها على خلفية قضية تسميم سكريبال.
وفي رد الفعل الروسي نقلت فضائية روسيا اليوم عن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، إبلاغه الخارجية الأمريكية باحتجاج روسيا الشديد على ترحيل 60 من دبلوماسييها من أمريكا وأكد أن هذا الإجراء استفزاز لن يمر بلا عقاب.
خلفية قضية تسميم العقيد السابق في الاستخبارات الروسية، سيرغي سكريبال: «اليوم في الساعة 08:00 صباحا وصلت إلى الخارجية الأمريكية بدعوة منها للقاء نائب وزير الخارجية، ويس ميتشيل، الذي أبلغني بترحيل 48 دبلوماسيا وموظفا في وقال أنطونوف، في تصريحات أدلى بها اليوم الاثنين عقب إعلان الإدارة الأمريكية عن ترحيل 60 دبلوماسيا روسيا على البعثات الدبلوماسية الروسية، وبينهم 46 من واشنطن و2 من قنصليتنا العامة في نيويورك، ومنذ وقت قليل تلقيت معلومات إضافية حول إعلان 12 من موظفي بعثتنا في مقر الأمم المتحدة بنيويورك شخصيات غير مرغوب فيها، وبالإضافة إلى ذلك سيتم إغلاق قنصليتنا العامة في سياتل».
وبيّن المسؤول الروسي أن موظفي القنصلية في سياتل سينتقلون إلى بعثات دبلوماسية أخرى أو سيعودون إلى روسيا.
وتابع أنطونوف: «بعد الاطلاع على هذه المعلومات أعربت عن احتجاجي الشديد على الإجراءات غير المشروعة للولايات المتحدة وشددت على أنه ليس هناك دليل واحد على تورط روسيا في المأساة التي حصلت في سالزبوري».
واعتبر أنطونوف أن اتخاذ هذا الإجراء دليل على أن «الولايات المتحدة تدمر ما تبقى من العلاقات الروسية الأميركية»، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل ضربة موجعة إلى تشكيلة البعثة الدبلوماسية الروسية في أميركا.
وشدد أنطونوف على أن موسكو ستفعل كل ما هو ممكن لضمان عودة الدبلوماسيين الروس المرحلين من الولايات المتحدة إلى روسيا بسلامة خلال الفترة الزمنية المحددة.
وأكد أنطونوف على أن المسؤولية عن تقويض العلاقات الأمريكية الروسية تتحملها الولايات المتحدة، فيما لفت إلى أنه «يجب ألا تمر مثل هذه الخطوات الاستفزازية بلا عقاب».
وأوضح السفير الروسي، تعليقا على الرد المحتمل على هذا الإجراء أن «الولايات المتحدة لا تفهم إلا لغة القوة»، مشيرا إلى أن الخطوات الجوابية التي ستتخذها روسيا «ستكون مناسبة».
ترامب يطرد 60 دبلوماسيا روسيا والاتحاد الأوروبي يحذو حذوه
التعليقات مغلقة