د. علي شمخي
الذي يشاهد اوضاع النازحين في المحافظات والمدن العراقية والذي يستمع لقصصهم وماحل بهم من خراب ودمار وشقاء بعد ان فقدوا احبتهم من الاباء والاخوان والاولاد لابد ان يصاب باللوعة والحزن ويدعو في قلبه او يرفع اكفه للسماء داعيا الله ان يجد حلا لهذه المآسي والكوارث التي حلت بالعراق وجعلت عشرات الالوف من ابنائه منكوبين مشردين يهيمون في اراضيه وقراه بحثاً عن ماوى او ملاذ يقيهم حرارة الصيف ويجنبهم قذائف ورصاص الحرب…!!! وفي الوقت نفسه يلعن (ابو ) السياسة التي لوثت عقول الحكام بعض قادة الاحزاب والنواب والوزراء والمسؤولين بشتى عناوينهم ومسمياتهم وجعلتهم سبباً في ماحل بهذا الوطن ..وكان يكفي لمن تقلدوا مقاليد الحكم في العراق ان يتحلوا بالحكمة في تعاطيهم مع الازمات ويتعظوا من الحروب التي شنها الحكام المستبدون في هذا البلد على مدى اكثر من ثلاثين عاماً وراح ضحيتها اكثر من مليون عراقي ومثلهم من المعوقين ومثلهم من الايتام او يتعظوا بالنار والدمار ومشاهد المشردين والنازحين والهاربين من جحيم الحرب التي تدور رحاها في جوار العراق في سوريا او غيرها من البلدان كي يحولوا دون ان يصل العراق الى ماوصلت اليه الاحداث والاوضاع في هذا البلد ولكن يبدو ان هؤلاء السياسيين لاتجدي ولاتنفع معهم عبرة حتى ولو كان سقوط الضحايا وقتلهم داخل منازلهم …!! قلوب من حجر هو اقل مايمكن وصفه لقلوب السياسين في العراق فهؤلاء اعتادوا واستمرأوا شقاء العراقيين في حياتهم اليومية مثلما تمر عليهم اخبار سقوط الضحايا الشهداء والجرحى من على شاشات التلفزة مرور الكرام وهم مستمرون في نقاشاتهم وترحيل ازمات تشكيل الحكومة يوما بعد يوم.. وبرغم مرور اكثر من شهر على الاحداث المأساوية في مدن العراق مامن احد من قادة الحكومة والاحزاب ورموز السياسة شارك حياة هؤلاء المعذبين مشاركة حقيقية لا مشاركة تلفزيونية يستعرض فيها المسؤول كرمه واهتمامه امام كاميرات المصورين لبضع دقائق ثم يغادر المكان …!! ايها المغامرون بمستقبل العراق ..يامن تلهون باستحقاقات هذا الوطن وتلعبون بمقدراته آن الاوان ان تفزوا وترعووا وتدركوا كم هي فداحة آثام مارتكبتونه بحق الابرياء ..وآن الاوان لتتبرعوا بامتيازاتكم ومستحقاتكم لصغار الفقراء والنازحين الذين يبحثون كل يوم عن مايسد جوعهم ..ان الاوان كي تستعيدوا غيرتكم تجاه الامهات الثكالى والارامل اللواتي يطرقن الابواب بحثا عن المساعدة …!! وهناك من ينتظرونكم خلف الخيام وتحت سقوف الهياكل الكونكريتية يفتشون عن اذن تصغي لمايقولونه وملبٍ يستجيب لحاجاتهم الانسانية التي تتعاظم يوماَ بعد يوم في ظل تصاعد اعداد النازحين …!! لن نبخس نخوة وغيرة وجهود بعض المحافظين واعضاء مجالس المحافظات الذين فزعوا لاخوانهم العراقيين بشتى دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم وأسهموا في ايواء عشرات الالوف منهم وقدموا لهم مايخفف عن معاناتهم ومصابهم …ولكن نخاطب من يحتمون بالمنطقة الخضراء ..ومن تقع على عاتقهم تشكيل الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة الجديدة ..ونقول لهم من اجل عيون هؤلاء الصغار ودموع الامهات ولوعة الاباء لاتكن قلوبكم قلوب الحجر ..!! فتلهيكم المغانم والمكاسب والامتيازات وتستمرون في لعبة الصراع على المناصب وتتركوا مصير اخوانكم وابنائكم تحت رحمة النزوح والرعب والقلق ….اختصروا الطريق وشكلوا حكومة..!! وارحموا من في الارض كي يرحمكم من في السماء ….!!!