بعد اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الاميركية
ترجمة سناء علي:
رصد تقرير نشرته الكاتبة ( فيان استر ) أبرز الأحداث التي رافقت الرئيس الاميركي «دونالد ترامب» في اليوم الـ70 لولايته الأولى بوصفه رئيسًا للولايات المتحدة , حيث كان من بين الملفات التي اشارت اليها استر التحقيقات التي يجريها الكونجرس الاميركي بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية والعلاقة المحتملة للحملة الانتخابية للرئيس الاميركي ومسؤولين روس.
وقالت استر في تقريرها إن» الزعماء الجمهوريين والديمقراطييين جلسوا في لجنة الاستخبارات لمجلس الشيوخ جنبًا إلى جنب، الأربعاء 29 مارس (آذار)، للاستماع إلى تحقيقاتها بشأن تورط الروس في انتخابات 2016 والعلاقات المحتملة لروسيا بالحملة الانتخابية لـ«ترامب», فيما أعلن الجانبان عن البدء في مقابلة 20 شخصًا بنحو خاص في هذا الشأن.»
ونقل التقرير عن السيناتور «ريتشارد بور» من نورث كارولينا، الرئيس الجمهوري للجنة، قوله إن الموظفين سينتهون«في غضون أسابيع» من استعراض «الآلاف من الصفحات» من وثائق أجهزة الاستخبارات، التي باتت متاحة أمامهم. أيضًا كشف صحفيون عن مصادر مهمة تتعلق بمزاعم الملف المثير للجدل، الذي جُمع نيابة عن المعارضين السياسيين لترامب .»
وأوضحت استر أن « الرجل الغامض الذي عُرِّف في أجزاء من الملف باسم «المصدر د»، الذي زعم أن روسيا تمتلك أدلة على لقاءات بين «ترامب» وعاهرات في موسكو، هو «سيرجي ميليان»، رئيس غرفة التجارة الأميركية الروسية. هوية «ميليان»كانت قد وردت لأول مرة من قبل صحيفة «وول ستريت جورنال»، وأكدتها صحيفة «واشنطن بوست». وقال «ميليان» أيضًا إن «ترامب» كان على علاقة طويلة الأمد مع المسؤولين الروس، الذين أمدوه بمعلومات حول المرشحة الديمقراطية «هيلاري كلينتون» خلال سباق الحملة الانتخابية.»
وبينت استر ان « ترامب نفى المزاعم التي وردت في الملف، والتي لم تُثبت. كما لم يجب «ميليان» على تساؤلات بشأن دوره وإنما أخبر التلفزيون الروسي في (كانون الثاني) أنه ليس لديه معلومات قد تلحق الضرر بالرئيس الاميركي, كما إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في احتمال التواطؤ بوصفه جزءًا من تحقيقاته حول التدخل الروسي في السباق الرئاسي.»
وأشارت استر إلى أن « اثبات أو عدم إثبات مصداقية «ميليان» بوصفه مصدرًا للمعلومات هو أمر مهم بنحو حيوي. واستشهد التقرير بتغطيات أخرى أوردتها الصحيفة ذاتها بشأن «ميليان»، وتساءلت من خلالها عما إذا كان «ميليان» هو رجل أعمال يمكنه التواصل مع كل من الدائرة الداخلية لترامب والمقربين من الكرملين، أو أنه أحد المارة الذين أشعلوا من دون قصد الجدل العالمي , كما إن فحص أعمال «ميليان» يظهر أن كلا الاحتمالين ضعيف. حالته تكشف التحدي الذي يواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي وهو يحقق في محاولات روسيا المزعومة للتلاعب في النظام السياسي الاميركي، وما إذا كان هناك علاقة للدائرة المقربة من «ترامب» بالأمر.»
وبينت استر ايضًا في تقريرها ان « إيفانكا ترامب الأبنة الكبرى للرئيس الاميركي «ايفانكا ترامب» كانت حاضرة بقوة في اليوم الـ70 لولاية والدها الأولى بوصفه رئيسًا للولايات المتحدة , كما ان «إيفانكا» كانت عضوًا أساسيًا في فريق الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي وخططت لتكون بمنزلة مستشار غير رسمي للبيت الأبيض، ولكن المؤسسات الأخلاقية تبدي قلقها من أن دور «إيفانكا» الغامض يفتقر إلى المساءلة. وحتى الآن، ستكون «إيفانكا» موظفة حكومية رسمية من دون أجر.»
ونقلت استر « عن محامية «إيفانكا»، «جامي جوريليك»، قولها إنها ستقدم كل أشكال الذمة المالية المطلوبة من الموظفين الاتحاديين في غضون 30 يومًا. كما أنها ستسعى للحصول على التصاريح الأمنية.
وقال بيان للبيت الأبيض: «إننا سعداء أن إيفانكا ترامب قد اختارت اتخاذ هذه الخطوة في دورها غير المسبوق بوصفها ابنة أولى وداعمة للرئيس».
الملف الثالث الذي تناولته استر كان تكليف «كريس كريستي»،حاكم ولاية نيو جيرسي، بمهمة رئاسة لجنة شُكلت حديثًا تتولى مسؤولة مكافحة إدمان المخدرات.كانت الحملة الانتخابية للرئيس الاميركي قد تعهدت بإنهاء أزمة المخدرات في البلاد، خاصة أن تشكيل لجنة بقيادة «كريستي»، يمثل خطوة نحو الحفاظ على هذا الوعد. كما ان الرئيس الاميركي قال خلال جلسة استماع بالكونجرس « أصبح تعاطي المواد الأفيونية مشكلة معوقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة ولا بد من القضاء عليها .»
كما بينت استر في نهاية تقريرها ان « هذه الخطوة تأتي لتحقيق وعد الحملة الانتخابية في أعقاب فشل «ترامب» لتحقيق أحد أكبر تعهداته الانتخابية، وهو إلغاء برنامج أوباما كير واستبداله ببرنامج بديل , ومن المعروف عن دونالد ترامب صفة التسرع؛ فدائمًا ما يتخذ القرارات من دون التشاور مع غيره من المستشارين المختلفين، مثلما حدث في قرار حظر دخول المسلمين للولايات المتحدة الاميركية، ولذلك يمكننا فهم الغارة الجوية الاميركية على سوريا، وكيفما تمت بسرعة شديدة بعد مجزرة خان شيخون بعدد قليل من الساعات والأيام , كما ان صفة أخرى تعيب دونالد ترامب في موقعه الحالي في نظر بعض المراقبين، هو انعدام خبرته السياسية، فهو لم يتول أية مراكز سياسية من قبل، وإنما كانت رؤيته السياسية دائمًا نابعة من منظور المصلحة الشخصية، وذلك نظرًا لكونه رجل أعمال في المقام الأول. ونتيجةً لذلك، فإن عددًا من المحللين يرون أن ترامب حاليًا في طور تكوين أفكاره السياسية الخالصة، الخاصة بالسياسة الخارجية وغيرها، والتي قد تختلف عن أفكاره وقت الحملة الرئاسية عامي 2015، و2016، ولذلك فهو متذبذب بشدة في الوقت الحالي، وقد يتخذ إجراءات متناقضة مع أفكاره وقت الحملة، ومن ضمنها رأيه في حل الأزمة السورية.»
* عن صحيفة الـ» واشنطن بوست الاميركية «