التنظيم يمثّل بجثث الضحايا الأبرياء
نينوى ـ خدر خلات:
بدأت مفارز من تنظيم داعش الارهابي التنكر بملابس شبيهة بملابس القوات الامنية وتلقي القبض على الهاربين ويعدم اغلبهم، مع التمثيل بجثث البعض منهم.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “مفارز تابعة الى تنظيم داعش الارهابي، في الاحياء الغربية من الجانب الايمن بمدينة الموصل، تستغل لهفة الاهالي لوصول القوات الامنية العراقية وتتنكر بملابس شبيهة بملابس قوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية، يلقون القبض على العائلات الهاربة من جحيم التنظيم المتطرف”.
واضاف “حصلت هذه الحوادث اكثر من مرة في الاحياء الغربية، خاصة بعد نجاح مئات العائلات من الهرب في أثناء الهدوء النسبي للاشتباكات بين القوات الامنية العراقية وعناصر داعش، وللاسف فان عشرات العائلات وقعت بيد تلك المفارز المتنكرة بازياء عسكرية عراقية”.
ولفت المصدر الى ان “الاعدام الفوري كان من نصيب اغلب اولئك المدنيين، حيث لم تنفع توسلات النساء ولا صراخ الاطفال عناصر العدو من ابادة عائلات بكاملها رمياً بالرصاص وسط هتافات من عناصر داعش بالتخوين والتكفير والردة وغير ذلك ضد اولئك المدنيين”.
وتابع “بعض الجثث العائدة للمدنيين تؤكد ان بعضها تعرض للتعذيب قبل اعدامها، وخاصة جثث الشباب، حيث تبدو اثار للجلد والضرب بادوات صلبة على ظهورهم واقدامهم، فضلا عن تعليق جثث العشرات على اعمدة الكهرباء، اضافة الى العثور على جثث محروقة ومتفحمة بالكامل بضمنها جثث لاطفال صغار”.
وحذر المصدر من “قيام الاعلام المأجور وابواق التنظيم التي قد تلصق هذه المجازر الوحشية بالقوات الامنية العراقية التي تباطأ تقدمها فعلا في الايام الاخيرة بهدف انقاذ الاهالي من براثن العدو الذي لا يتورع عن ارتكاب أية جرائم وهو يلفظ انفاسه الاخيرة”.
ومضى بالقول “ان ناجين من الاحياء الغربية بايمن الموصل نقلوا لنا ان عناصر داعش يفرضون احياناً عقوبات على بعض المدنيين الهاربين، خاصة اذا كان هنالك مقاتلون محليون من ابناء تلك الاحياء برفقة مفارز العدو الذين يخشون اعدام اناس يعرفونهم تحسباً لانتقامات عشائرية فيما بعد، حيث يفرضون على تلك العائلات العودة لمنازلهم مع اطلاق شعارات (دولة الاسلام باقية وتتمدد…) وغيرها من الشعارات المؤيدة للتنظيم الاجرامي لحين وصولهم لمنازلهم، اضافة الى انه يتم اجبار بعض الشباب الذين يتم القبض عليهم على العمل في المقابر الغربية بالمدينة وتسوية القبور بالارض ليوم كامل، وسط مخاطر بسبب الاشتباكات والقصف الجوي”.
ونوه المصدر الى ان “هرب الاهالي من مناطق سيطرة داعش تقف خلفه عدة اسباب، لعل ابرزها نفاد الخزين الغذائي لاغلب تلك العائلات، ولان المساحة التي باتت بيد العدو تضيق يوماً بعد يوم آخر، حيث يزعم عناصر العدو انهم لن يسلموا الاحياء القديمة للقوات الامنية الا بعد تفجير عشرات المفخخات فضلا عن عشرات الانتحاريين الذين يرتدون احزمة ناسفة، ويخشى الاهالي الدمار المحتمل الذي قد يصيب منازلهم المكتظة بسكان آخرين جلبهم داعش من احياء أخرى في اوقات سابقة، وهدمها فوق رؤسهم جميعا”.
وبحسب ما نقل ناشطون موصليون، فان الاوضاع المعيشية في الاحياء التي ما زالت بيد داعش وصلت الى حد لا يطاق، مرجحين موت عدد من الاطفال وكبار السن بسبب شح الغذاء واختفاء الادوية والعلاجات، مبينين ان الكثير من الاهالي باتوا يعتمدون على الاعشاب واوراق الاشجار في سد رمقهم من الجوع.
فيما تتحدث تقارير صحفية عن مقتل العشرات من المدنيين الهاربين من مناطق نفوذ داعش بعد استهدافهم بقذائف الهاون والقناصين اضافة الى انفجار عبوات ناسفة عليهم.