تعمل على تأهيل و إعادة إعمار المناطق التي دمرتها العصابات الإرهابية
اعداد سامي حسن
اسهمت المساعدات اليابانية منذ عام 2003 الى يومنا هذا في تحسين ظروف المعيشة للشعب العراقي وتأهيل البنى التحتية وإعادة إعمار المدن والمناطق التي دمرتها عصابات تنظيم «داعش» الارهابية وتخليصه من معاناته ، والسعي الحثيث والجاد لاعادة الحياة الطبيعية لهذا البلد الذي يجنح للسلام مع جميع دول العالم .
ويعبر الشعب العراقي عن إلتزامه بإستمرار ببذل الجهود لانهاء الإرهاب من خلال الدعم الدولي له ومن اجل تحقيق المصالحة الوطنية مبكراً وإعادة الحياة الطبيعية له آخذين بنظر الاعتبار فترة ما بعد انتهاء العمليات العسكرية لتحرير الموصل .
ويعرب الجانب العراقي عن توقعاته الكبيرة لزيادة حضور الشركات اليابانية في العراق، وعزمه لبذل الجهود المتواصلة لبناء علاقات ثنائية متطورة ، لذلك نجد ان اللقاءات التي اجراها وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني كينتارو سونورا في كانون الثاني الماضي عملت على تعزيز علاقات التبادل ، خاصة في مجالات التربية والتعليم الأكاديمي وقطاع الشباب والرياضة، فضلاً عن المجالات السياسية والاقتصادية الاخرى .
اليابان تقرض العراق 186 مليون دولار لتأهيل الكهرباء
وقد أعلنت السفارة اليابانية في بغداد عن نية طوكيو تقديم اسهامات إضافية للعراق إقراض العراق 21 مليارًا و500 مليون (ين ) أي ما يساوي 186 مليون دولار، لإعادة تأهيل محطة توليد الطاقة الحرارية في البصرة عند زيارة وزيرة الدولة للشؤون الخارجية للعراق، مبينة أن البلدين اتفقا على تعزيز علاقاتهما الثنائية في شتى المجالات.
وتابعت السفارة في بيان لها أن «الجانب العراقي أعرب عن امتنانه للمساعدات اليابانية الجديدة للإسهام في تحسين ظروف المعيشة للشعب العراقي وإعادة إعمار البلد»، لافتًا إلى أن «الجانب العراقي أكد التزامه باستمرار بذل الجهود في الحرب ضد الإرهاب مع الدعم الدولي، وذكر أهمية تحقيق المصالحة الوطنية مبكراً وإعادة الحياة الطبيعية الى ربوع هذا البلد آخذين بنظر الاعتبار مدة ما بعد تقدم العمليات العسكرية لتحرير الموصل». وأشار البيان إلى، أن «الجانب العراقي أعرب أيضاً عن توقعاته الكبيرة لزيادة حضور الشركات اليابانية في العراق، وعزمه لبذل الجهود المتواصلة لبناء علاقات ثنائية متعددة الطبقات» ، لافتا الى أن «العراق واليابان وقعا المذكرات المتبادلة بشأن مشروع إعادة تأهيل قطاع الكهرباء، المرحلة الثالثة، الذي يتضمن قرضاً ميسراً جديداً، حيث وقعه السفير الياباني في العراق، فوميو إيواي، ووكيل وزير المالية فاضل عثمان .
واوضحت السفارة اليابانية ان هذا الدعم الاضافي يهدف الى معالجة الازمة الراهنة في العراق بتقديم دعم في مجالات عدة، من ضمنها الأمن الغذائي والماء والصرف الصحي والنظافة والصحة والغذاء والمأوى ومواد غير غذائية ووسائل العيش والتماسك الاجتماعي والتدريب المهني والحماية والعنف المبني على اساس النوع الاجتماعي وإزالة الالغام وإعادة إعمار البنى التحتية الذي سيتم تنفيذه عن طريق منظمات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية العالمية والمنظمات اليابانية غير الحكومية .
وأضافت السفارة اليابانية ، كما تهدف اسهامات اليابان الى تخفيف معاناة النازحين واللاجئين والمجتمعات المستضيفة في مدينة الموصل والمناطق الأخرى المجاورة لها والأماكن التي يتركز فيها النازحون وكذلك تسهيل عودة النازحين الى مناطقهم المحررة من عصابات داعش .
يشار إلى أن هذه المنحة جزء من التزام اليابان في مؤتمر الدول المانحة لدعم العراق في العاصمة الأميركية الذي عُقد في تموز عام 2016 حيث قامت اليابان بالتعبير عن نيتها المحافظة على مستوى الدعم للعراق في 2016 ليمتد خلال 2017 و 2018، مع الاعتراف بأن المساعدة المستمرة للعراق أمر ضروري لتحقيق الاستقرار فيه.
اليابان تدعم العراق بـ 100 مليون دولار
اعلنت السفارة اليابانية في العراق في شباط ان مجلس النواب الياباني وافق على حزمة جديدة من الدعم الانساني والاستقراري للعراق لمواجهة الإرهاب بقيمة 100 مليون دولار .
وافاد بيان للسفارة اليابانية بأن البرلمان مجلس النواب الياباني وافق على حزمة جديدة من الدعم الانساني والاستقراري للعراق في مواجهة الإرهاب بقيمة 100 مليون دولار، التي اقترحتها الحكومة اليابانية كجزء من ميزانيتها التكميلية للسنة المالية 2016 .
يشار إلى أن هذه المنحة جزء من التزام اليابان في مؤتمر الدول المانحة لدعم العراق في العاصمة الأميركية الذي عُقد في تموز عام 2016 حيث قامت اليابان بالتعبير عن نيتها المحافظة على مستوى الدعم للعراق في 2016 ليمتد خلال 2017 و 2018، مع الاعتراف بأن المساعدة المستمرة للعراق أمر ضروري لتحقيق الاستقرار فيه ، كما قدمت اليابان منح مساعدات للعراق بما يقرب من 350 مليون دولار اميركي للنازحين واللاجئين والمجتمعات المستضيفة المتأثرة بعصابات «داعش» .
من جانبه رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالاسهامات المقدمة من الحكومة اليابانية التي بلغت 7 ملايين دولار أميركي، لتوفير المساعدات الغذائية الحيوية إلى آلاف من العائلات العراقية المتضررة من الأزمة الجارية في الموصل وكذلك بعض اللاجئين السوريين الذين يعيشون في مخيمات في العراق.
وقال فوميو إيواي، السفير الياباني لدى العراق ان اليابان حريصة على الوصول إلى المحتاجين، وخاصة العراقيين النازحين واللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية بسبب الصراع الدائر في الموصل، وسيتم ذلك من خلال البرنامج لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة.»
برامج يابانية لمساعدة النازحين العراقيين
واضاف السفير الياباني ان البرنامج سيعمل على الاسهام في مساعدة ما يقرب من 400 الف نازح عراقي – من بينهم آلاف المتضررين من جراء الصراع الدائر في الموصل – بحصص غذائية عائلية شهرية تحتوي على مواد غذائية أساسية مثل الطحين والحمص والملح والزيت والسكر..
وقالت سالي هيدوك، ممثلة برنامج الأغذية العالمي في العراق: «سيساعد هذا التبرع السخي من اليابان على توفير الطعام لآلاف الأسر العراقية والسورية التي عانت من انعدام الاستقرار وتعرضت أرواحها للخطر بسبب الصراع العنيف.»
وأضافت هيدوك: «تؤكد هذه الاسهامات التي جاءت في الوقت المناسب على التزام حكومة اليابان المتواصل نحو التخفيف من معاناة الأسر في العراق وفي المنطقة». هذه المساهمة المقدمة من اليابان إلى العراق هي جزء من إجمالي المساهمات التي منحتها اليابان لبرنامج الأغذية العالمي والتي بلغت 85.2 مليون دولار أميركي لتمكين البرنامج من توفير الدعم الغذائي الضروري في 33 بلداً في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.
كما أعلنت الحكومة اليابانية عن تدريب 7000 عراقي منذ العام 2003 في شتى الاختصاصات، ودعت الحكومة العراقية إلى الاستفادة من التجربة اليابانية في إعادة الإعمار بعد الزلزال الذي ضربها خلال العام 2011، والاستفادة من الملاكات المدربة، فيما لفتت إلى أن العراق قدم مساعدات لها عقب الزلزال بقيمة 10 ملايين دولار.
وقال السفير الياباني بالعراق فوميو ايواي خلال الندوة التي أقامها في مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية في الذكرى الخامسة للزلزال الذي ضرب اليابان إن «اليابان كانت تعيش في ظل صعوبات سياسية واقتصادية ومالية عندما ضرب الزلزال شرق اليابان في 11 آذار عام 2011»، مبينا أن «الأضرار التي نتجت عن الزلزال كانت كبيرة جدا حيث قتل 18 ألف إنسان، فيما بلغت الخسائر المادية 18 تريليون ين، أي ما يقرب 200 مليار دولار فضلا عن خسائر اقتصادية بلغت نحو 235 مليار دولار».
وأكد السفير الياباني، أن «العراق يعاني من وضع مشابه لما حدث في اليابان من أزمة اقتصادية نتيجة انخفاض أسعار النفط وسيطرة (داعش) على بعض المحافظات، مما ولد مشكلة النازحين»، كاشفا أن «الحكومة اليابانية استأجرت 60 ألف وحدة سكنية للنازحين وأنشأت وحدات سكنية أخرى لهم».
ويحتاج العراق إلى أموال طائلة لإعادة إعمار مناطقه التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم (داعش)، بعدما تضررت هذه المناطق بشكل واسع خصوصا أنها تشمل أكثر من ثلاث محافظات فيما مازالت الموصل ومناطق أخرى في المراحل النهائية من سيطرة التنظيم مما يستوجب توفير أموال أكثر تحسبا لإعمار المناطق التي يتم تحريرها.
توفير الاحتياجات الخاصة للنازحين
وكانت القنصلية اليابانية في اربيل قد اعلنت ان حكومة اليابان ٬ قدمت أكثر من 232327 مليون دولار أميركي كمساعدات منذ شهر شباط عام 2014 للنازحين داخليا في العراق على شكل مساعدات ركزت على توفير المأوى والغذاء والصحة والمياه والتعليم ودعم الاستقرار في المناطق المحررة.
من المعروف ان اليابان تدعم عودة النازحين الى مساكنهم في المناطق المحررة من عصابات داعش الارهابية من خلال مشاريع اعادة تأهيل البنى التحتية ودعم الاجهزة الحكومية العراقية والحكومات المحلية وتعزيز قدراتها على دعم المهجرين من خلال تقديم فرص عمل وفتح الدورات التدريبية المهنية واشاركهم في مشاريع محدودة الدخل .
كما اشارت القنصلية الى انه إضافة إلى الدعم الانساني « قدمت اليابان الدعم للعراق بأعادة إعمار البنى التحتية الأساسية منذ عام ٬2003 وبمبلغ قيمته 9 مليارات و700 مليون دولار أميركي» ، مؤكدة بأن « حكومة اليابان وشعبها تحرصان على مواصلة الدعم والمساعدة لحكومة وشعب العراق٬ مادام أن الشعب العراقي يبذل جهودا لإعادة إعمار بلادهم« .
ولفىت بيان القنصلية اليابانية في اربيل، الى تبرع الشركة اليابانية « Fast Retailing Fast «بملابس شتوية للنازحين داخليا في العراق وانها تبرعت منذ عام 2014 بما يقارب 34 ألف قطعة « ، وانه « تم تسليم الوجبة الثانية لملابس الشتاء Fast RetailingRetailing Fast « في الـ 30 من كانون الثاني 2017 إلى النازحين داخليا في مخيم النازحين ديبكه 2 كمساعدة لفصل الشتاء 2016-٬2017 بالتعاون مع المنظمة اليابانية غير الحكومية “IVY “وكان تسليم الوجبة الاولى من الملابس لنفس المخيم في ديسمبر/كانون الاول الماضي» .
وبحسب البيان « قامت شركة « Fast RetailingRetailing Fast»٬ والمعروفة بماركتها «UNIQLO «٬ بتوفير ملابس للمتضررين من الكوارث والنزاعات منذ عام 2001 وتبرعت الشركة بملابس الشتاء للاجئين السوريين في الأردن في أيلول عام ٬2013 من خلال المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» .
واوضح البيان بالقول» تأسست IVY في مدينة ياماغاتا٬ محافظة ياماغاتا في توهوكو (شمال غربشرق اليابان) والتي باشرت بالمشاريع الإنسانية٬ خاصة بالنسبة للاجئين السوريين والنازحين العراقيين في إقليم كردستان شمالي العراق منذ عام 2013».
ولدينا احصائية عن اسهامات اليابان في اعداد برامج تدريبية وتأهيلية للعراق في شتى المجالات منها مشاركة 7 الاف و900 عراقي في دورات تدريبية للمدة من 2003 إلى– 2016 في قطاعات الطاقة الكهربائية والزراعة والاشغال العامة والطبية والحوكمة الالكترونية التي بلغ مجموعها 7 الاف و990 عراقيا منها 2242 لدورة لقطاع النفط و2105 للزراعة والبيئة و831 للصحة و776 للشرطة و596 لمياه الشرب والصرف الصحي و300 للاعمار والاسكان والنقل و175 للتعليم و171 للعمل و67 للاتصالات والحوكمة الالكترونية
التزام اليابان بتنفيذ 25 مشروعا في العراق
كما التزمت اليابان بـ25 مشروعا بلغ مجموعها 5 مليارات و900 مليون دولار لتشمل 7 مشاريع لقطاع الكهرباء و5 مشاريع لقطاع تحسين مياه الشرب والصرف الصحي و4 مشاريع لصناعة النفط والغاز ومشروع اعادة تأهيل قطاع الموانئ للمرحلتين الاولى والثانية ومشروع الخدمات الهندسية لمشروع تطوير مصفى البصرة واعادة تأهيل مصنع الاسمدة في خور الزبير واعادة اعمار منشأة تصدير النفط الخام ومشروع تحسين امدادات المياه في البصرة واعادة تأهيل محطة الهارثة الحرارية ومشروع بناء الطرق والجسور في السماوة.
ومن ضمن مشاريع القرض الياباني للعراق مشروع اعادة تأهيل قطاع الكهرباء وتحسين امدادات مياه الشرب والمجاري في اقليم كردستان اضافة الى بناء محطة للطاقة الكهرومائية في ديرالوك في محافظة دهوك .
كما قدمت اليابان مساعدات انسائية كـ( منحة ) طارئة للعراق من خلال الامم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات اليابانية غير الحكومية 8 منح بلغت قيمتها تقريبا 327 مليون دولار بدءا من عام 2014 ولغاية العام الحالي 2017 في مجالات تقديم المخيمات والاطعمة وتوفير المياه والادوية وسيارات الاسعاف والبطانيات والمستلزمات الرياضية للنازحين اضافة الى مجالات اخرى تخص التعليم وبنـاء المدارس وما يتعلق بحقـوق الانسـان والحفـاظ علـى التـراث الثقافـي.
من المعروف ان اليابان تدعم عودة النازحين الى مساكنهم في المناطق المحررة من عصابات داعش الارهابية من خلال مشاريع اعادة تأهيل البنى التحتية ودعم الاجهزة الحكومية العراقية والحكومات المحلية وتعزيز قدراتها على دعم المهجرين من خلال تقديم فرص عمل وفتح الدورات التدريبية المهنية واشاركهم في مشاريع محدودة الدخل .
هناك ايضا الدعم الياباني للعراق من خلال اقامة دورات تدريبية للشرطة العراقية على ازالة العبوات الناسفة ، منها دورات تدريبية مقامة في الاردن ، ويأتي ذلك استجابة لطلب وزارة الداخلية العراقية استحدثت وكالة اليابان للتعاون الدولي ( جايكا ) دورات تدريبية خاصة بازالة العبوات الناسفة كجزء من المساعدات المقدمة لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة مؤخرا شارك فيها 36 مدربا للفترة من تشرين الاول عام 2015 الى كانون الثاني عام 2016.