تضارب الأنباء بشأن تقدم التنظيم في ١٠ بلدات
بغداد – سالم علي:
يوما بعد يوم تتأرجح المعادلات التي ترسمها بيانات المتنازعين في العراق من قوات حكومية ومسلحين من رجال العشائر وتنظيم داعش. لكن المؤكد حتى الساعة هو تلك الأسئلة التي يطرحها الوضع في محيط الطريق السريعة التي تربط بغداد بغرب البلاد ومدارها: هل إن العاصمة مستعدة فعلا للتعامل مع أي محاولة غزو من المسلحين؟
وأصرّت الحكومة العراقية على أنّها مازالت تسيطر على منشأتين نفطيتين رئيستين، وأن قواتها دحرت مقاتلين في عدة أنحاء من البلاد. كما كرر الجيش العراقي تأكيداته أنه جاهز لدحر أي مسلحين من تنظيم داعش إذا دقوا أبواب بغداد.
ويظهر فيديو، تم تصويره على ما يبدو بعد إحدى المعارك، قوات عسكرية وهي تحتفل بتحقيق نصر على «داعش» غرب بغداد. ويظهر الفيديو جثتي مسلّحين فوق مدرعة همفي في الوقت الذي يقول رجل «انظر لهؤلاء الدواعش. لقد قتلناهم».
لكن الوضع من الزاوية المقابلة يبدو مختلفا، فقد استولى مقاتلو داعش حتى الساعة على أكثر من 10 مدن وقرى في مسعى لإنشاء دولة «الخلافة» التي «تتمدد» على حد تعبيرهم من سوريا إلى العراق.
ولا تظهر على الطريق السريعة سوى بضع علامات على الجاهزية لدحر «داعش» حيث لا وجود لمدرعات أو دبابات أو أسلحة ثقيلة، وما كان يعدّ سوقا مزدهرة على جانب الطريق، تحوّل إلى أرض مهجورة، والصورة ما بعد السوق مع شقّ الطريق السريعة ليست واضحة. غير أنّ صورا نشرها تنظيم «داعش» على الانترنت تظهر جنودا وهم جاثمون على الأرض فيما البنادق مصوبة إلى رؤوسهم.
ونفى نائب رئيس الحكومة المكلف بشؤون الطاقة حسين الشهرستاني التقارير التي تحدثت عن استيلاء «داعش» على مصفاة «بيجي» مؤكدا أنّ قوات الأمن العراقية مازالت تقاتل المسلحين هناك.
في الأثناء، كشف مسؤولون أمريكيون عن وجود نحو عشرة آلاف مقاتل ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام أو ما يُعرف بـ»داعش» داخل الأراضي العراقية والسورية، وذلك بعد تقييمات سابقة بينت أن عدد المقاتلين يبلغ نحو سبعة آلاف فرد، ولا يمكن تحديد عدد عناصر التنظيم داخل العراق فقط لصعوبة تحديد عدد من يقومون بالذهاب والمجئ من وإلى سوريا.
وبين المسؤولون أن هؤلاء المقاتلين جاؤوا من ثلاث جهات، عبر الحدود السورية وممن خرجوا من السجون في المناطق التي تسيطر عليها داعش إلى جانب الموالين للتنظيم في البلدات التي فرضت داعش سيطرتها عليها.
وبحسب أحد هؤلاء المسؤولين فإن الآلية التي تقوم عليها داعش الآن هي كونها «قوة عسكرية تتنامى قدراتها، ومهاراتها،» والسؤال المهم هنا هو مدى قدرتها على الامتداد في الوقت ذاته الذي تحافظ فيها على الأراضي التي سيطرت عليها، والجواب بحسب المسؤول يعتمد على استمرار دعم العشائر والقبائل السنية التي تعتبر مصدر قوة واستمرارية للتنظيم.
مصادر عسكرية بينت أن عمليات جمع المعلومات عن أهداف محتملة لداعش لا زالت جارية، إلا أنه من الصعب توجيه ضربات عسكرية موجعة لأهداف كبيرة تابعة للتنظيم لأنه لا وجود لمثل هذه الأهداف.. لافتا إلى أنه للآن لم تتضح نية داعش وإن كانت تريد السيطرة على بغداد أم تريد فقط محاصرتها وتوجيه ضربات عسكرية فقط، وبعض التحليلات تشير إلى أن داعش تريد الآن الوصول إلى المناطق السنية في الوقت الحالي.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى وجود ثلاثة سيناريوهات من شأنها أن تؤدي إلى توجيه ضربة جوية لداعش، السيناريو الأول قيام التنظيم بتوجيه ضربة للمستشاريين العسمكريين الأمريكيين المتواجدين في العراق، والسيناريو الثاني هو إذا حاولت داعش مهاجمة العاصمة العراقية بغداد أو الحدود الأردنية، أما السيناريو الثالث فيتمثل بالقيام يتجميع كبير لمقاتلي التنظيم والأسلحة على الحدود السورية باتجاه العراق.
فيما يتعلق بالدفاع عن العاصمة العراقية، بغداد، فإن المسؤولين أوضحوا أنهم يؤمنون بوجود عدد من الوحدات المدربة بشكل عال بالجيش العراقي والموالية للحكومة متمركز في العاصمة بغداد وما حولها.