اقامه قصر الثقافة في البصرة
البصرة ـ سعدي السند:
أقام قصر الثقافة في البصرة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة معرضا تشكيليا مشتركا لفناني For Art5 وبحضور جميل ملأ قاعة القصر، ونيابة عن الحضور من المبدعين التشكيليين قصّ شريط افتتاح المعرض الدكتور الفنان التشكيلي حسين النجار الذي بارك للمشاركين روعةَ حرصهم على تشكيل هذه التسمية التي تخصهم والتي اسموها For Art5 .
معتبرا هذه التسمية الابداعية امتدادا للجماعات الفنية التشكيلية التي شهدتها سبعينيات القرن الماضي وخصوصا في البصرة التي تألقت فيها هذه المجموعات والتي مازال أثرها موجودا في ذاكرات من عاصرها او من درس ماكُتب عنها من توثيق .
وشارك في معرض اليوم الفنانون التشكيليون خضير العزاوي وانتصار الحمود واماني الدوسري واماني لعيبي ومصطفى الشمري. تنوعت الاساليب الفنية للمشاركين في هذا المعرض من خلال التجارب الفردية في التعامل مع المدارس الفنية إذ توزعت لوحات المشاركين بين الواقعية والواقعية الرمزية والمدرسة التجريدية والرومانسية والتكعيبية واستطاع كل مشارك ان يتفرد بلونه الخاص الذي أنجز فيه لوحاته فأتّسم المعرض بتنويعات فيها تقنيات تعطي للوحة حقها في التعامل معها من قبل الجمهور الذي تحدث عن معرض اليوم بأنه عبارة عن بستان جميل فيه كل انواع الورود. فقد اهتم أكثر المشاركين في المعرض بالتعامل الدقيق مع اللون ليكوّن إضاءات مفرحة ومهمة شكلت شيئا مضيئا في اغلب اللوحات.
وكما اشرنا تعددت لوحات المعرض في هذا الإطار المتنوع لتمنح المتلقي استرسالا مفتوحا وتركت حرية إطلاق التسميات والتفاصيل التي يتمتع بها مضمون كل لوحة حيث نظر كل مشارك إلى الفن التشكيلي بطريقة معينة تجعله ينقل الموضوعات بشكل موضوعي بعيدا عن الذاتية والانطباعات الشخصية فهناك لوحات كانت تميل إلى التبسيط واخرى الى التجريد.
وضم المعرض لوحات تعاملت مع المدرسة التكعيبية التي تعرف برفضها التام لمحاكاة الطبيعة حيت اتجهت إلى القيم التكعيبة التي يحدد الفنان رؤيته في نقل ما يراه بطريقة تحليل الأشكال التي يرغب في نقلها من الواقع ويقوم بإعادة بنائها هندسيا بعيدا عن شكلها التي هي عليه في الواقع وشاهدنا في المعرض وجودا للمدرسة الرومانسية التي تترك له مطلق الحرية للتعبير عن مشاعرة الصادقة والحقيقية حيث يظهر الحب أكبر بكثير مما هو موجود في الواقع.
الدكتور الفنان حسين النجار قال : لقد وجدت وبكل اعتزاز رؤيا جديدة ومميزة لدى المبدعين المشاركين في هذا المعرض إذ اجتمعوا على حب الإنتاج التشكيلي وبتقنيات فيها لمسات جمالية ودقة متقدمة في اختيار الموضوع وبتنوع واضح باتجاه التجريب فهناك أعمال منحازة الى التجريبية البنائية والهندسية وبأساليب ممتعة تجذب المتلقي ووجدناها مغايرة لما هو مألوف لتتألق بشكل اكثر حضورا للمشاهد وهي أساليب كانت غنية حقا ومتجددة في كل اللوحات تقريبا مع وجود مهم ومكثف للرمزية وكانت هناك بعض التجارب فيها خصوصية واحترافية ودقة في التناول وحافظ البعض على أساليبهم المعتادة المميزة وحقا ان هذه الجماعة المتفردة حققت شيئا فيها المزيد من الرؤى الابداعية.
وضمن فقرات المعرض قدم المبدع على صباح ياسر مشهدا مسرحيا صامتا عن بعض اليوميات الاجتماعية ونال اعجاب الجمهور.