الصباح الجديد ـ متابعة :
حققت أسعار النفط الخام قفزة جديدة من المكاسب وسجلت سابع أسبوع على التوالي من الصعود وسط مخاوف واسعة من شح وتعطل الإمدادات النفطية، خاصة في الولايات المتحدة، التي تتعرض إلى موجة قاسية من برودة الطقس، إضافة إلى استمرار المخاطر الجيوسياسية وتداعياتها الواسعة على استقرار السوق خاصة أزمة أوكرانيا.
وأنهى خام برنت الأسبوع مرتفعا 3.6 في المائة، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط زيادة 6.3 في المائة، في أكبر زيادة لهما منذ تشرين الأول (أكتوبر)، بينما يتسع قلق السوق من احتمال عدم قدرة بعض المنتجين في “أوبك +” على إجراء الزيادة الإنتاجية المتفق عليها وهي 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “رينج زون” الدولي أن أسعار النفط الخام قفزت إلى أعلى مستوى له في سبع أعوام فوق 92 دولارا للبرميل وسط توقعات استمرار الارتفاع القياسي للأسعار، وذلك عند أقوى مستوى للأسعار منذ أعوام، ما يشير إلى ضعف العرض، لافتا إلى أن أسعار الوقود آخذة في الارتفاع أيضا، حيث تضرب موجة البرد الولايات المتحدة ويزداد الطلب عليها بينما تتضاءل المخزونات في مراكز التخزين الرئيسة.
ونقل التقرير عن شركة “أرامكو” تأكيدها في أواخر الشهر الماضي أن الاستهلاك سيعود قريبا إلى مستويات ما قبل الوباء على الرغم من أن بيانات وكالة الطاقة الدولية تظهر انخفاضا بنحو مليون برميل يوميا في الربع الأول عن الفترة نفسها من 2019.
ونوه إلى ارتفاع أسعار التجزئة للبنزين إلى أعلى مستوياتها منذ 2014، حيث يشكل هذا تحديا سياسيا للرئيس الأمريكي جو بايدن وهو يحاول مكافحة ارتفاع تكاليف الوقود، لافتا إلى أنه في الوقت نفسه أدى انقطاع الإمدادات من ليبيا إلى الإكوادور إلى نيجيريا للحد من إنتاج النفط الخفيف، وهناك أيضا علاوة مخاطر جيوسياسية متزايدة مع حشد روسيا لقواتها بالقرب من أوكرانيا على الرغم من أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن بلاده ليس لديها خطط للغزو.
وأشار إلى قول محللين أن الارتفاع في أسعار النفط الخام لا يظهر أي علامات على الضعف، حيث لا تزال محركات العرض والطلب متفائلة للغاية، ولا سيما أن المخاطر الجيوسياسية، التي تشمل التوترات بين روسيا وأوكرانيا والمحادثات النووية الإيرانية هي أيضا من أهم الأمور بالنسبة لأسعار النفط، حيث يبدو أنها ستؤدي على الأرجح إلى تشديد السوق على المدى القصير.
وسلط التقرير الضوء على كفاح “أوبك +” لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا، التي تعهدت بها كل شهر، وهو ما يثير مخاوف التجار من أن احتياطي الطاقة الفائضة في السوق يتضاءل.
من ناحيته، ذكر تقرير “وورلد أويل” النفطي أن أسعار النفط الخام قفزت بقوة فوق 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، حيث هدد الطقس الشتوي في الولايات المتحدة بإغلاق بعض الإنتاج، بينما استمرت التوترات الجيوسياسية في إبقاء المستثمرين على حافة الهاوية. وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط بما يصل إلى 2.4 في المائة، متداولا فوق 88 دولارا للبرميل، حيث شكك المتداولون في قدرة بعض منتجي تحالف “أوبك +” على تلبية حصصهم بالكامل حتى بعد الموافقة على إضافة العرض إلى السوق، مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه أدت البرودة الشديدة في حوض بيرميان إلى توقف بعض مراكز الإنتاج في أكثر حقول النفط إنتاجا في الولايات المتحدة.
وذكر التقرير أن النفط الخام سجل بالفعل المكاسب الأسبوعية السابعة على التوالي، حيث ترى البنوك الاستثمارية وبخاصة “جولدمان ساكس” أن النفط يتحرك نحو مستوى 100 دولار للبرميل، وأن الارتفاع يأتي مدعوما بارتفاع الطلب وانخفاض المخزونات وانقطاع العرض.
وأوضح أنه مع اقتراب أسعار النفط والغاز من أعلى مستوياتها منذ عدة أعوام كشفت شركة “شل” العملاقة النقاب عن مجموعة وفيرة من أرباح الربع الرابع، التي فاقت بشكل مريح تقديرات المحللين السابقة، وفي الوقت نفسه أبقت الشركة العملاقة قيودها على الإنفاق الرأسمالي. ولفت إلى أن المستثمرين يواصلون تتبع التطورات بشأن أزمة المواجهات العسكرية المحتملة في أوكرانيا وسط مخاوف من تداعيات غزو روسي محتمل، وذلك على الرغم من أن موسكو قالت إن ليس لديها مثل هذه الخطة. وحذر التقرير من أن أي هجوم سيحدث في المنطقة سيؤدي إلى قلب تدفقات الطاقة، ما يتسبب في تأجيج الأسعار بشكل حاد، لافتا إلى تأكيد دوائر مالية واقتصادية دولية أن أي تصعيد إضافي بشأن أوكرانيا قد يرسل الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، بينما يتوقع بنك “جي بي مورجان” تسجيل 120 دولارا للبرميل لسعر النفط في ظل هذا السيناريو.
وارتفعت الأسعار في أسواق النفط أيضا نتيجة التوتر المتعلق بالأزمة الأوكرانية، التي أججت المخاوف إزاء إمدادات النفط المحدودة بالفعل.
كانت منظمة “أوبك” وحلفاؤها وفي مقدمتهم روسيا قد اتفقوا هذا الأسبوع على الالتزام بضخ زيادات معتدلة في الإنتاج في حدود 400 ألف برميل يوميا، في وقت تواجه فيه المجموعة المعروفة باسم “أوبك +” صعوبة بالفعل في بلوغ الأهداف الحالية رغم ضغوط كبار المستهلكين لرفع الإنتاج بسرعة أكبر.
وأظهرت بيانات أعلنتها شركة تسويق النفط العراقي “سومو” الخميس أن العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في “أوبك”، ضخ 4.16 مليون برميل يوميا في يناير كانون الثاني، وهو ما يقل عن مستوى 4.28 مليون برميل يوميا الذي اتفقت عليه مجموعة “أوبك +”.