مليار م/3 قياسي يوميا ستدخل منظومة الغاز خلال العام 2024
بغداد ـ الصباح الجديد:
كشفت وزارة النفط عن قيامها بالعمل على استكشاف حقول غازية جديدة في محافظة الانبار.
وقال وزير النفط احسان عبد الجبار إن «وزارة النفط بدأت باستكشاف حقول غازية في محافظة الانبار، اذ حددت منطقة قريبة من هيت، للكشف عن الغاز». ، مضيفا أن «فرقة مسح زلزال واحدة تعمل في هذه المنطقة، من اجل استكشاف الحقول الغازية»، موضحا أن خطة وزارة النفط حاليا تتركز على تطوير الحقول الغازية وبدأت بالتعاقد مع الشركات.
وقال الوزير «نحن حريصون على شراء الغاز من قطر او روسيا وكازاخستان لتشغيل المحطات الكهربائية»، مشيرا إلى أن العراق بنى محطاته الكهربائية منذ العام 2010 على وقود الغاز ، مضيفا أن المحطات الكهربائية التي تعمل بالغاز وتبلغ قدرتها الإنتاجية 20 غيغاواط تحتاج إلى 7 مليارات قدم مكعب قياسي يوميا من اجل تشغيلها، ومن المستحيل ان ينتج العراق ذلك، مشيرا إلى أنه على وفق معطيات السوق النفطية واستثماراتنا، فان انتاج النفط سيصل 7-8 مليون برميل، وهذه الكمية لا تنتج اكثر من 5 مليارات قدم مكعـب قياسـي من الغاز المصاحب لإنتاج النفـط فـي افضـل الأحـوال.
وأشار إلى أن العراق سيبقى يستورد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء لمدة 20 عاما، وسيقل استيراده حتى اندثار المحطات الكهربائية التي تعمل بالغاز لأننا لا نفكر ببناء محطات تعمل على الغاز، موضحا أن مليار قدم مكعب قياسي يوميا ستدخل منظومة الغاز خلال العام 2024 بفضل بناء معامل الغاز في البصرة وذي قار وميسان.
ويعتمد العراق على استيراد الغاز الإيراني، لتشغيل محطات الكهرباء في بغداد وبعض المحافظات الجنوبية، ويستورد يوميا 1.8 مليار قدم مكعب قياسي، وقامت ايران مؤخرا بتخفيض الكميات إلى اقل من 200 مليون قدم مكعب قياسي، بسبب عدم تسديد العراق لديونه البالغة 5 مليارات دولار.
من جهة أخرى، قال مدير شركة تسويق النفط العراقي «سومو»، إن «العراق يستورد الغاز من ايران من خلال شبكة انابيب واصلة الى المحطات الكهربائية عبر شبكة النقل الوطنية التي تعد ذات تكلفة منخفضة بشكل ملحوظ مقارنة بالنقل البحري وتضمن تأمين وانسيابية وصول الغاز الى المحطات الكهربائية».
وأضاف «بدأت وزارة النفط بالبحث عن مصادر اخرى لاستيراد الغاز من خلال المنفذ البحري بموانئ البصرة لأجل تنويع المصادر والمحافظة على انسيابية الكميات وفقاً لاحتياجات العراق من الغاز الطبيعي لضمان استقرار توفير احتياجات محطات الكهرباء في حال توقف الامدادات من اي مصدر لأي سبب كان سواء كانت من قطر او روسيا او اي مصدر اخر».
كما قال الناطق الرسمي باسم وزارة الكهرباء، احمد موسى، إن مجلس الطاقة الاتحادي الذي يضم وزارتي الكهرباء والنفط، حريص على حماية امن الطاقة، عبر تنويع استيرادات العراق من الغاز والكهرباء من دول الجوار، مشيرا إلى أن قيام وزارة النفط بتوفير الغاز واستيراده سيشغل الطاقة الإنتاجية لمحطات الكهرباء البالغة 34 الف ميغاواط.
ونوه إلى أن هناك بعض المحطات الغازية خارج الخدمة، بسبب عدم وجود الغاز، موضحا أن استيراد الغاز من قطر او روسيا واي دولة أخرى سينعكس إيجابـا علـى المواطـن عبر توفير الكهربـاء، خصوصا ان الطلـب لا يتجاوز ال29 الف ميغـاواط.
وبين موسى أن استيراد العراق من الغاز من ايران حاليا 50 مليون متر مكعب قياسي يوميا، وانحسرت هذه الكميات إلى اقل من 5 ملايين متر مكعب قياسي في الفترة الماضية، مما يعني فقدان منظومة الكهرباء اكثر من 6 الاف ميغاواط، مضيفا أن وزارة الكهرباء تعمل حاليا على ربط العراق مع منظومة كهرباء دول الخليج وتركيا والأردن ومصر من اجل استيراد ما يحتاجه من كهرباء.
ونوه إلى أن تشغيل محطات الكهرباء بالنفط الخام، مكلف جدا، اذ الميغاواط الواحدة تحتاج إلى 40 برميل نفط في اليوم، وبالتالي العراق يحتاج يوميا اكثر من 700 الف برميل لتشغيل محطات الكهرباء، وهو خيار غير مجد اقتصاديا.
ويحتاج العراق إلى انفاق اكثر من 20 مليار دولار، لتطوير حقوله الغازية والغاز المصاحب للإنتاج، ويمتلك العراق احتياطي 125 مليار متر مكعب قياسي، 75٪ منه مصاحب لإنتاج النفط، وخصص العراق اكثر من مليار دولار في موازنة العام 2021، لاستثمار الغاز الذي يحرق في حقول النفط.
وقال رئيس اللجنة المالية النيابية، هيثم الجبوري، إن «العراق يستورد الغاز بقيمة 6 تريليونات دينار «4.1 مليار دولار» سنويا لتشغيل محطات الكهرباء، فالمشكلة الحالية ان التوسع الكبير في انتاج الكهرباء، لم يواكبه توسع في استثمار الغاز»، مضيفا أن 72٪ من الغاز المصاحب لإنتاج النفط يحرق في السماء.
ودعا الجبوري، وزارة النفط إلى دعوة الشركات العالمية إلى استثمار الحقول الغازية في الانبار وديالى، ونحن جاهزون لتخصيص الأموال في موازنة العام الحالي والمقبل لاستثمار الغاز.