بعد وضوح خطط “أوبك +
الصباح الجديد ـ متابعة:
استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بفعل قرار مجموعة “أوبك+” زيادة الإنتاج بدءا من أيار المقبل، والشهور التالية بشكل تدريجي، استجابة لتعافي الطلب العالمي على النفط الخام وزيادة الاستهلاك في فصل الصيف.
وهيمن الهدوء على التعاملات نتيجة إغلاق معظم الأسواق خاصة الأوروبية والأمريكية نتيجة العطلات. وأسهم قرار “أوبك+” نهاية الأسبوع الماضي في بث حالة من التفاؤل بتعافي الطلب، في وقت دعمت فيه خطة التحفيز المالي الأمريكية وتراجع المخزونات المكاسب، إلا أن الأسعار عادت إلى التراجع بفعل توقعات وفرة المعروض وصعود الدولار الأمريكي.
وقال مختصون ومحللون نفطيون، “إن إعلان “أوبك+” الجديد بخفض الإنتاج سيعطي زخما قويا للسوق ويلبي احتياجات دول الاستهلاك ويهدئ وتيرة ارتفاع الأسعار، خاصة مع إعلان السعودية أيضا أنها ستبدأ في تخفيف التخفيضات الطوعية البالغة مليون برميل يوميا بدءا من 250 ألف برميل يوميا في أيار وحزيران لكل منهما، ثم مزيد من التيسير”.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن أسعار النفط الخام مالت إلى الهدوء في بداية الأسبوع بسبب العطلات، إضافة إلى انحسار المخاوف من استمرار تشديد المعروض النفطي بعد إعلان “أوبك+” عن تخفيف قيود الإنتاج 350 ألف برميل يوميا في أيار ، ومثلها في حزيران ، ثم 400 ألف برميل يوميا في تموز .
وذكر أن أجواء الثقة والتعافي تهيمن مجددا وتدريجيا على سوق النفط الخام خاصة بعد معرفة السوق بشكل واضح، ما تخطط له “أوبك+” على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة، مبينا أن وضوح الرؤية خلال الفترة المقبلة، أمر جيد للغاية وتحديدا لكون السوق عانت كثيرا ولا تزال تعاني عدم اليقين على نحو واسع.
من جانبه، قال فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة “إن عدول السعودية عن الاستمرار في تطبيق التخفيضات الطوعية التي بلغت مليون برميل يوميا بدءا من أيار المقبل يأتي وفق قراءة دقيقة لواقع السوق وتطورات العرض والطلب خاصة مع توقعات ارتفاع الاستهلاك المحلي على نحو كبير خلال أشهر الصيف”.
وأضاف “السعودية كما عودتنا في السابق تبدأ بنفسها وتقود المنتجين إلى أداء ممتاز وانضباط واسع في الامتثال لحصص خفض الإنتاج وأسهمت في حث العراق وأنجولا ونيجيريا على إجراء التعويضات اللازمة عن فترات زيادات سابقة”، موضحا أن خفض مليون برميل يوميا من النفط السعودي طوعيا من الأسواق العالمية على مدار ثلاثة أشهر أسهم على نحو كبير في علاج مشكلة فائض العرض.
من ناحيته، أكد دان بوسكا مختص شؤون الطاقة والخبير المصرفي أن خفض الإنتاج المتعمد لمجموعة “أوبك+” كان له دور كبير في تحركات الأسعار نحو مزيد من المكاسب في الفترة الماضية، لكن المجموعة شددت على أنها لا تستهدف الأسعار إنما تضع نصب أعينها أهدافا طويلة المدى، في مقدمتها توزان السوق والعلاقة المستقرة والمستدامة بين العرض والطلب وتحفيز المخزونات النفطية على العودة إلى المتوسط في خمسة أعوام وامتصاص الفائض المتراكم خاصة في العام الماضي.