حجر يجلب الرزق واخر للمحبة
أحلام يوسف
هل هناك احجارا تجلب الرزق؟ ولماذا غالبا من يبيع تلك الاحجار اشخاص من شبه المعدمين؟ الا يدل هذا على ان الموضوع لا يتعدى كونه خرافة يعتاش منها البعض ومن ضمنهم باعة حجر الرزق والمحبة. لكن تبقى هذه الاحجار من رموز الجمال ودليلا على كرم أمنا الأرض.
هناك انواع عديدة من الاحجار الكريمة او النفيسة او التبر والياقوت الذي يعد أكثر الأحجار الكريمة أهمية وندرة، ثم الماس الذي يأتي بعد الياقوت من حيث الأهمية، والزمرد، اضافة الى العقيق والفيروز الذي يعد من أقدم الأحجار الكريمة والتوباز واللازورد، وغيرها من الانواع الجميلة والنادرة.
يتحدث مدير متحف الناصرية الباحث الاثاري عامر عبد الرزاق عن الاحجار الكريمة في العراق القديم ويقول: أهتم سكان العراق القديم بالأحجار الكريمة وجنيها وعمل اشكال متنوعة لها، فقد استعملت الاحجار الكريمة كأختام اسطوانية، أو حلي للنساء، أو تمائم، أو أشكال حيوانية للزينة والجمال.
ويتابع: اختلفت الاحجار الكريمة وتنوعت، فمنها العقيق الذي كان يستورد من اليمن، أو الياقوت الذي يستورد من افريقيا، اللازورد الذي يستورد من أفغانستان، وكذلك الزمرد والماس والحجر الصيني. وكان يستورد كمواد خام وأحجار كبيرة، وهنا في بلاد الرافدين يقوم الصانع العراقي بعمل الاشكال المتنوعة وبدقة عالية وحرفية لا مثيل لها.
بعض الأحجار الكريمة تتكون في باطن الأرض على أعماق مختلفة، وقد تتحد مع عناصر أخرى أو تكون في صورة حرة، مثل حجر الياقوت والزمرد والماس الذي يوجد في بعض الأحيان على عمق 160 متراً تقريبا، ويخرج ضمن الحمم البركانية.
وأما البعض الآخر فتتكون في المملكة الحيوانية لتستخرج من قاع البحر، مثل المرجان واللؤلؤ الذي كان يعد من أجمل وأغلى الأحجار الكريمة في الماضي، سيما لؤلؤ الخليج الذي اكتسب سمعة عالمية كبيرة. كما تمنحنا المملكة النباتية الكهرمان الأصفر الجميل. وتباع الحلي المصنوعة من أحد تلك الأحجار بأسعار باهظة.
يقول الصائغ كريم محسن الجبوري: في العراق اليوم نتعامل مع تلك الأحجار في صنع الحلي من الذهب والفضة، اذ نقوم بإضافتها الى بعض الحلي مثل الحجر الصيني والماس والعقيق، فيزيد من جمال الحلي وسعرها أيضا. وهناك من يستعمل بعض تلك الأحجار في صناعة المسبحة وتكون باهظة الثمن، وهناك من يستعملها في اعمال السحر او غيبيات يوهمون بها الناس.
وتبقى الأرض الأم المصدر الأساس لحياتنا بكل تفاصيلها، الماء والغذاء وأيضا الإكسسوارات والزينة، الا تستحق منا بكرمها هذا ان نكون منصفين معها، بحفاظنا على البيئة، والامتناع عن قطع الأشجار، ورمي المخلفات في الأنهر. نعم تستحق أكثر، فحياتنا اليوم مرهونة بالحفاظ عليها.