الضجيج يتواصل في محيط البيت الكتالوني الكبير (برشلونة). سحب الثقة عن ادارة «جوسيب ماريا بارتوميو» مسألة وقت لااكثر. «جوردي فاريا» حامل لواء جبهة المعارضة يؤكد ان التوقيعات للاطاحة بالادارة الحالية وصل الى 20731 توقيع وهو عدد فاق المطلوب بكثير. حتى الطعن الذي تقدم به محامو الادارة الحالية حول وجود 300 توقيع مزور لتعطيل اجراءات حجب الثقة قابله الحرس المدني الاسباني بطلب وثائق ومستندات تُثْبتهُ جعل من استراتيجية كسب الوقت التي انتهجها بارتوميو لإيقاف هذه العملية قضائياً كالغريق المتعلق بحبال الهواء.
التشبث بالمنصب حتى انتخابات شهر مارس القادم لم يعد امرا سهلا ، لا مفر من الرحيل مبكرا ولاحاجة لعقد جلسة للهيئة العامة للاستفتاء والتصويت لاسقاط الرئيس وادارته . الهزيمة التاريخية في ربع نهائي دوري ابطال اوروبا امام العملاق الالماني بايرن ميونخ بثمانية اهداف مقابل هدفين ازاحت اللثام عن وجه قبيح صدم المحبين واعلن ثورتهم . تغيير اربعة مدربين وخمسة مديرين رياضيين منذ تولي (بارتوميو) رئاسة النادي عام 2014 يعد امرا فوضوياً وغير مقبول في صرح رياضي الاستقرار الفني والاداري فيه السمة الابرز. ازمة معشوق الجماهير ميسي واعلان رغبته الرحيل أثار القاصي والداني. فضيحة (سوشيال ميديا غيت) التي هزت اركان «البلوغرانا» عندما تم تأجير موظفين لمهاجمة اللاعبين بوسائل التواصل الاجتماعي وتلميع صورة الرئيس .
استقالة بعض اعضاء الهيئة الاداريه دليل رفضهم تواجد (بارتوميو) على سدة الرئاسة. التسبب بخسارة 97 مليون يورو الموسم الماضي بجانب نقص في الميزانية يعادل 25%. تكلفة مشروع برشلونة برئاسة (بارتوميو) ارتفع من 650 مليون يورو الى مليار وخمسة وعشرون مليون يورو مما ينذر بأزمة اقتصادية خطيرة في زمن كورونا.
الاهم من هذا كله هل سيسمح «جوسيب ماريا بارتوميو» لنفسه ان يكون الرئيس الاول في تاريخ النادي الكتالوني تُحجب عنه الثقة ويخرج مرغما من الباب الضيق ملوثا اسمه وسمعته بسبب كرسي الرئاسة ام يحفظ ماء وجهه ويتقدم باستقالته. احيانا تكون الحقيقة واضحة كالشمس لكن من شدة وضوحها لايستطيع البعض النظر اليها وقد يكون «بارتوميو» واحد من هؤلاء.
- مدرب محترف وناقد رياضي
ميثم عادل