وداد إبراهيم
الفن كما تراه لفنانة التشكيلية ليلى مراد يمثل المعنى الحقيقي لحياة الانسان، ووسيلة للتعريف بحضارة الأمة ونهضتها.
وقالت مراد إن الفنانة العراقية استطاعت أن تقطع أشواطًا كبيرة للوصول إلى مرحلة جيدة من مراحل الفن التشكيلي، وأن تؤسس لها اسمًا واتجاهًا في سفر الفن، كما تواصلت في حضورها الفني برغم الظروف الصعبة التي مرّ بها العراق من حروب وقتل وتهجير فضلاً عن غياب قاعات العرض الفني، ووقف وشلّ الحركة التشكيلية.
وأضافت: إن الفن العراقي له بصمته الواضحة في المعارض الدولية والعالمية والمهرجانات، ويشار للأعمال العراقية بالبنان، فالفنان العراقي مرتبط بجذور فنية من حضارة وادي الرافدين، لهذا كانت الأعمال العراقية الفنية تحصد الجوائز والإعجاب، والفنان العراقي اليوم يعيش عهدًا جديدً، عهد الحرية، إذ يستطيع الفنان أن يقدم ما يريد من خطاب فني، حتى وإن كان خطابه يرسم على الجدران في ساحة التحرير أو جدران كلية الفنون أو معهد الفنون.
عن تجربتها الفنية تقول: لم تكن تجربتي بالسهلة ففي عمر الصبا لم أجد من يشجعني للدخول إلى عالم الرسم أو الفن، ولم تكن أعمالي تنال إعجاب أو اهتمام كل من حولي، صرت أرسم لوحدي وأحتفظ بكل ما أرسم في حقيبة خاصة، فجمعت الكثير من الأعمال الفنية البسيطة على أوراق والتصق بعضها مع بعض، إلا أنها كانت تمثل بداياتي مع الألوان والرسم، حتى دخلت كلية الفنون الجميلة فالدراسة تصقل المواهب، اضافة الى اني وقتها كنت اقرأ عن الفنانين والتجارب العالمية الفنية وعن المدارس الفنية ، ما زاد من وعيي الفني وعزز اهمية الرسم في حياتي، حتى أصبح لي منهج وأسلوب فني من دون أن أقلد فنانًا أو أعيد رسم لوحة عالمية، وأصبحت أعمالي تمثل شخصيتي، وكل ما أقدمه من عمل فني له خطاب فني عميق.
تقول عن المرأة: المرأة كائن يقفز للعيان في كل المواضيع وفي كل المواقف ومع كل الأفكار، وهي حاضرة في كل تفاصيل الحياة، وفي كل الاتجاهات وفي كل الأساليب التعبيرية والرمزية. المدرسة البغدادية أهم ما يميزها النساء البغداديات بأشكالهن الجميلة والجلسات البغدادية، لذا قدمت المرأة ناضجة حاضرة متألقة ومتطورة، هكذا رسمتها وعبرت عنها في الكثير من أعمالي.
أما عن جيل الفنانين الشباب فقالت: هناك حشد كبير جدًا من الفنانين الشباب نراهم في المعارض الفنية، بالأخص المعارض التي أقيمت على المنصة الالكترونية خلال جائحة كورونا، فقد قدم الشباب أعمالهم بكل جرأة وشجاعة نادرة، واقتحموا الساحة الفنية بألوان صارخة وأشكال خرجت عن كل المدارس وعبرت عن أفكارهم في الحرية ونيل ما يتمنونه، وهذا ما يميز هذا الجيل، كأن الجيل الجديد يبحث عن الشهرة قبل أن يتعلم أسرار الفن، وقبل أن يطلع على رواد الحركة التشكيلية والمدارس الفنية التي سار عليها الكثير من الفنانين.
التشكيلية ليلى مراد: الفنانة العراقية أثبتت وجودها عالمياً
التعليقات مغلقة