عقب الاتفاق الإماراتي الاسرائيلي
متابعة ــ الصباح الجديد :
((يعتقد أن دولا أخرى مهتمة جدا بالمضي قدما في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل))
سعى كبار مسؤولي البيت الأبيض، للاستفادة من قوة الدفع الناتجة عن الاتفاق التاريخي بين إسرائيل والإمارات، في مناشدة مزيد من الدول العربية والإسلامية تنحية التوترات التي مضى عليها وقت طويل وإبرام اتفاقات مماثلة.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس دونالد ترامب وأفي بيركوفيتش المبعوث الأميركي للشرق الأوسط على اتصال مع دول عديدة في المنطقة في محاولة لرؤية إن كانت اتفاقات أكثر ستوقع. ولم يكشف المسؤول أسماء.
وعلى الفور تركز التكهن على دولتين خليجيتين هما مملكة البحرين وسلطنة عمان اللتين رحبتا بالاتفاق على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات، والذي أعلن عنه ترامب الخميس الماضي. والسودان أيضا مثار تكهن.
وكانت استضافت البحرين مؤتمرا للشرق الأوسط نظمته الولايات المتحدة قبل عام لجمع أموال للفلسطينيين والأردن في إطار خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
وقال المسؤول “هناك العديد من الدول التي كنا على اتصال بها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية حرفيا”. وأضاف “نحن على اتصال بمسؤولين من دول عديدة، عربية وإسلامية، في الشرق الأوسط وأفريقيا”.
وقال جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي أمس الاول الجمعة إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي، وذلك بعد يوم من إعلان واشنطن أن الإمارات وإسرائيل اتفقتا على تطبيع كامل للعلاقات بينهما، فيما توقع السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان أن يتم توقيع اتفاق التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب الشهر المقبل.
وصرح كوشنر في مقابلة تلفزيونية في تعليق على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بأنه يعتقد أن هناك دولا أخرى مهتمة جدا بالمضي قدما في إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأضاف أنه يعتقد أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي، وأن “البلدين سيكونان قادرين عندها على القيام بأمور عظيمة كثيرة”.
وذكرت وكالة رويترز أن مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض قال إن كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط آفي بيركوفيتش على اتصال مع دول عديدة بالمنطقة، في محاولة لمعرفة إذا كانت هناك اتفاقات تطبيع أخرى ستوقع، ولم يكشف المسؤول الأميركي عن أسماء الدول المعنية، غير أن هناك تكنهات تركز على دولتين هما البحرين وسلطنة عمان اللتان رحبتا باتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
ولم يصدر لحد الساعة أي رد فعل رسمي عن السعودية التي رعت المبادرة العربية للسلام، وأطلقت في العام 2002، والتي تدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1967 مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية.
من جانبه، نقل الملياردير اليهودي الأميركي حاييم سابان عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قوله إنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين له في حال أقام علاقات علنية مع إسرائيل.
وكشف سابان الذي توسط من أجل إبرام اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أنه التقى على مأدبة عشاء محمد بن سلمان وسأله: لماذا يبقي العلاقات مع إسرائيل تحت الرادار؟ ولماذا لا يخرج ويقود الأمور؟ فأجاب ولي العهد السعودي بأنه يستطيع أن ينفذ ذلك في لحظة، لكنه يخشى من مهاجمة القطريين والإيرانيين له، كما يخشى من حدوث فوضى داخل بلاده أيضا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون الثقافة والدبلوماسية العامة قوله إن بلاده لم تتشاور مع السعودية قبل إعلان اتفاقها مع إسرائيل لتطبيع العلاقات.
وأضاف المسؤول الإماراتي “لم نتشاور مع أي جهة، ولم نبلغ أحدا، وكدولة ذات سيادة لا نشعر بأننا ملزمون بالقيام بذلك”.
وفي سياق متصل، ذكر السفير الأميركي في إسرائيل أن مراسم التوقيع على اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات ستجري بالبيت الأبيض في أيلول المقبل.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن وفدا إسرائيليا رفيعا سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الإمارات، في إطار اتفاق تطبيع العلاقات معها.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار الإمارات مرتين على الأقل سرا خلال العامين الماضيين، وذلك ضمن الاتصالات التي كانت جارية لصياغة اتفاق لتطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي.
وقد أيدت دول عربية وإسلامية التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، ومنها مصر والبحرين وسلطنة عمان، في حين رفضته إيران وتركيا، وفضلت دول أخرى عدم التعليق مباشرة على الاتفاق، مثل الأردن واليمن.
بالمقابل، وصفت السلطة الوطنية الفلسطينية تطبيع الإمارات علاقاتها مع دولة الاحتلال بأنه خيانة للقضية الفلسطينية، ودعت السلطة إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لإدانة الاتفاق، واستدعت فلسطين فورا سفيرها في الإمارات.
وعقب صلاة الجمعة في القدس داس المصلون خارج المسجد الأقصى على صور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفي مدينة نابلس أضرم متظاهرون النار في صور كل من ولي عهد أبو ظبي ونتنياهو وترامب.