أحمد مارديني
هل بدأت العاصفة؟
من هي العاصفة حقًا؟
ولماذا لا يمكننا التفاهم معها، وفهم ماذا تريد بهذا الغضب كله؟
هل صحيحٌ أن العاصفة فقدت حبيبها في البحر يومًا؟ ثم إنها لم تعتد تحتمل إلّا الصراخ في كل شتاء سيأتي؟
تقول جدتي سُلطانة: حبيب العاصفة كان أحد أبناء الشمس، لكنّ قراصنة الماء الغامق قد اصطادوه وسط شتاء المحيط، ونحروه بالماء، ثم أطعموا ناره للون الأزرق وتفتّت كتلًا صخريّة بين الماء ونفسه.
وإنها منذ ذلك اليوم الشتائي وهي مختبئةٌ في روح كل الأشجار والمروج.
تخرج لتعوي في مواسم البرد
وإنَّ الشتاء طقسها للعويل والذكرى.
بعد أن كانت لزمنٍ طويل سيدة الصيف الأولى
بشعرٍ أشقر يربط الشمس بالأرض
هل جرّبتهم أن تتركوا رسائل لها على الطريق؟
رسائل ضخمة ربّما، تحمل طابع الأسف والتعاطف؟
هل عليّ أن أحاول؟
إشارات مورس ربما؟
هل عَوت الذئاب؟
هل هاجت الرّيح “بنت العاصفة ” تصفُر بين الشّجر؟
هل نُغلق النوافذ؟
أم نلمُّ الغسيل من أغصان شمس الظهيرة؟
هل نجمع الحطب، نُشعل المدفأة؟
هل علينا أن نشعر بالبرد؟
لماذا لا يعني البردُ للذئب شيئًا؟
لماذا تعوي الذئاب للقمر؟
هل يشعر القمر بالبرد نتيجة بُعده عن الشمس؟
متى بدأ هذا الاختصام بين القمر والشمس؟
منذ متى انتمى القمر إلى الليل؟
يُحكى أنّهما كانا شيئًا مُلتحمًا بنفسه
وأن القمر كان الانعكاس المعدنيُّ للضوء
وأنّ جاذبية القمر الذكر كانت السبب الوحيد لعدم انقلاب الكواكب على حُكم الشّمس للمجموعة الشمسة،
ويتساءلون أيضًا لماذا لا تكون مجموعة قمريّة؟
هل نحن نقرأ لنتعلم الكتابة؟
وهل نكتب لنُثبت أنّنا نقرأ جيدًا؟
من أتى أولًا؟
القراءة أم الكتابة؟