بعد تحوله الى رمز للغضب الشعبي ضد الحزب الشيوعي
الصباح الجديد-متابعة
يستعد عمال صينيون في مدينة ووهان لإقامة نصب تذكاري وطني نهاية الأسبوع للعاملين في القطاع الصحي وغيرهم ممن لقوا حتفهم جراء الإصابة بفيروس كورونا.
وتواصل السلطات تخفيف الضوابط والقيود التي أبقت سكان ووهان البالغ عددهم أحد عشر مليون نسمة في منازلهم طوال شهرين، لكن الكثير من المتاجر لا تزال مغلقة.
واضطر الباعة والمشترون على السواء في حي مينيي جنوب غربي المدينة لإجراء تعاملاتهم من فوق حواجز صفراء عالية حيث الدخول للحي لا يزال خاضعا لقيود.
وتستعد ووهان وباقي أنحاء الصين للوقوف ثلاث دقائق حداد غدا السبت تكريما ل 3322 شخصا أعلنت السلطات الصينية رسميا أنهم لقوا حتفهم جراء الإصابة بالفيروس، وبينهم أطباء وممرضين وآخرين من عمال القطاع الطبي الذين اعتبرتهم الدولة “شهداء”.
من بينهم لي وين ليانغ، طبيب العيون في ووهان الذي تعرض للتوبيخ والنقد في ديسمبر الماضي، لتحذيره من الفيروس، وتوفي في وقت لاحق بعد إصابته به.
وتحول الطبيب الراحل إلى رمز للغضب الشعبي تجاه الحزب الشيوعي الحاكم لقمعه المعلومات حول الفيروس، ما أدى إلى تفاقم تفشيه على الأرجح، قبل الشروع في اتخاذ إجراءات مضادة أواخر يناير الماضي.
وتراجع الحزب عن توبيخ لي وأعلنه بطلا في محاولة دعائية لتجنب انتقاد رد الفعل الرسمي.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”، فإن الأعلام الوطنية ستنكس في العاشرة من صباح السبت إلى نصف ساريتها، بينما صافرات الإنذار من غارات جوية وصافرات القطارات والسفن “ستدوي حزنا”.
وطلبت السلطات من المواطنين تجنب زيارة المقابر يوم السبت الذي يتزامن مع عطلة لمدة ثلاثة أيام اعتادت فيها الأسر زيارة قبور أسلافهم وأجدادهم.
وفيما تشدد الولايات المتحدة وحكومات أخرى الضوابط وتغلق الشركات والنشاطات التجارية، يحاول القادة الصينيين إنعاش ثاني أضخم اقتصادات العالم بعد إعلان النصر على تفشي الفيروس.
رغم ذلك، لا تزال هناك توجيهات لدى السلطات المحلية بضرورة منع أي إصابات جديدة مع عودة الملايين للعمل في المصانع والمكاتب والمتاجر.
ويخضع ركاب الطائرات والقطارات وقطارات الأنفاق والحافلات لقياس درجة حرارة تحسبا لإصابة أحد بالحمى، وأصحاب الشركات يصدرون تعليمات بتطهير مواقع العمل بانتظام.
وقالت شاي ليا نينغ إنها جمعت المؤن من أحد أسواق الجملة في الخامسة صباحا وقادت سيارتها إلى مينيي، وخضعت لاختبار لقياس درجة حرارتها عند مدخل الحي.
وأقامت شاي كوخ بيع على ممشى أمام متاجر مغلقة ومغطاة بأبواب معدنية.
وكان الحي كله محاطا بحواجز صفراء بارتفاع القامة، تم وضعها لإبقاء السكان بالداخل خلال فترة الحجر.
وقالت شاي “نشاطنا ليس سيئا، هنا بالتأكيد أفضل من داخل المنازل.. لا أحد كان يريد الدخول، الناس كانت مستعدة لشراء الأشياء في الخارج”.
ومنيت ووهان بنسبة خمسة وسبعين بالمائة من حصيلة وفيات الصين جراء الفيروس لكنها لم تسجل أي حالات جديدة منذ أسبوع.
رغم ذلك، من المقرر استمرار العمل بالقيود المفروضة مثل الحصول على تصريح رسمي بدخول أو مغادرة المدينة حتى الثلاثاء المقبل.
وأضافت شاي أنها لا تزال قلقة إزاء الفيروس، لكنها مضطرة للعودة للعمل.
“لا خيار آخر أمامنا.. هناك كبار وصغار في أسرتي يعيشون معنا، نتحمل عبئا ماليا ثقيلا”.