التشكيلية شارا رشيد:
سمير خليل
شارا رشيد تشكيلية من كردستان، إضافة لملكتها التشكيلية وسبرها اغوار اللوحة وموضوعها والوانها فهي، كاتبة ومترجمة وشاعرة، استاذة في معهد الفنون الجميلة في السليمانية، بكالوريوس في العلوم الانسانية ودبلوم فنون من معهد المعلمات، وقبل كل هذا شارا مرأة، ومن هنا تركز على كينونتها وتعطيها مساحتها كما ينبغي…تقول:
- “يقول الجاحظ في كتابه البيان والتبيين (المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العربي والأعجمي، إنما الفن، صياغة) وبرغم أني لا أنسلخ عن كينونتي كامرأة، فهذا لا يعني أنني أركز بشكل مقصود على قضايا المرأة تحديداً، فقد تناولت قضايا كثيرة غير المرأة في أعمالي، بيد أن المرأة واحدة من القضايا التي كانت وما تزال من أهم القضايا التي شغلت العالم فناً وفكراً، فهي المخلوق الأكثر إثارة للجدل والأكثر تعرضاً للمآسي، سيما في المجتمعات الشرقية، وكانت مجموعتي المعروضة في وزارة الثقافة ببغداد عام 2015 (حكايات) تحاكي في مضمونها ما تتعرض له المرأة من قهر و انتهاكات جسدية ونفسية” .
- يقولون ان اليد لا تستطيع الامساك برمانتين، كيف اتسعت يدك لاحتواء الكتابة والترجمة والرسم؟
- “يولد الانسان وتولد معه العديد من المواهب والرغبات، ناهيك عن المعارف والخبرات التي يكتسبها بفعل تجارب الحياة، فكلما سقى المرء بذرة من تلك البذور كلما نمت وترعرعت وازدهرت وأتت ثمارها، والعكس صحيح، الرسم ليس بمنأى عن بقية مفاصل الثقافة، كذلك الكتابة والترجمة فهي تعضد بعضها بعضاً وتسند بعضها البعض الآخر”.
- ما انطباعك عن المعارض التشكيلية الشخصية والمشتركة؟ هل هي صحية للفنان؟ باي اتجاه؟
- “العرض، حق الفنان المشروع، سواءً كان جماعياً أو شخصياً، بل جزء من واجبه كفنان، لكن من الضروري أن ينتبه الفنان ويؤمِّن نفسه من الانزلاق في ظاهرة العروض التعبوية التي لا تستند الى أية أبعاد فنية، وتجعل من الفن جسراً هشاً لا يمكن الوثوق به للوصول الى أية ضفة. عن نفسي شاركت في الكثير من العروض الجماعية التي أفتخر بها. أذكر منها مشاركتي في الذكرى السنوية لفاجعة(الأنفال) في السليمانية مع نخبة من الفنانين الأكراد، والعروض السنوية لجاليري دهوك، ومعرضي المشترك (حكايات) 2015 بغداد، مع الفنان ماهر ستار وكذلك معرض (ست قصائد بصرية) في “أبو ظبي آرت هوب” مع مجموعة من الفنانات العراقيات ومشاركات جماعية كثيرة جمعتني بتجارب مختلفة لفنانين كثر”.
جدير بالذكر ان شارا تشتغل حاليا على كتاب فني سيعرض في معرض بغداد الدولي للكتاب 2020 ضمن مجموعة كتب فنية لفنانين عراقيين وفنانين عالميين، المشاركة بمبادرة من الفنان صلاح الحيثاني، اذ سيتولى مهمة صعبة وفريدة من نوعها تتمثل بالمشاركة بتخصيص جناح خاص لعرض الكتب الفنية، الكتاب يحمل عنوان (رسائل تشرين) الذي ولد متزامناً مع أحداث تشرين في بغداد وبقية محافظات العراق.
وفي مجال الترجمة سيصدر لها قريباً ديوان شعري ترجمته الى اللغة الكردية للشاعر حامد الراوي، أما في مجال الكتابة، فتعمل على الانتهاء من ديوان (خليلة المطر) وسيكون أول ديوان شعري لها باللغة العربية.