وصف قرار مجلس النواب بإخراج القوات الأجنبية من البلاد بغير الجيد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
وصف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قرار مجلس النواب العراقي بإخراج القوات الاميركية من العراق بغير الجيد، لافتا الى انه اتخذ من قبل كتل محددة من دون التشاور مع المكونات الرئيسة الأخرى في البلاد.
واضاف بارزاني في مقابلة اجرتها معه موقع المونيتور، تابعته الصباح الجديد، «من الأفضل الآن المشاركة الجادة والحوار بين العراق والولايات المتحدة، حول الشكل المستقبلي لنشر قوات الولايات المتحدة في العراق، لأن وجود القوات الاميركية وقوات التحالف أمر ضروري لكل العراق».
واشار بارزاني، ان قرار مجلس النواب العراقي لإخراج القوات الاجنبية اتخذ كرد فعل عاطفي على مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة جوية أميركية، واردف ، «هذا الحدث أثار طوفاناً من العواطف في العراق والولايات المتحدة، لافتا الى ان القوات الاميركية ستبقى في العراق، بغض النظر عن ما يقوله مجلس النواب أو الحكومة وما شابه ذلك، مشيرا الى ضرورة وضع العواطف جانباً، والعمل على احتواء الموقف والسيطرة عليه.
وقال بارزاني،» القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي لم يكن قراراً جيداً، وأن الكرد والسنة لم يشاركوا فيه، علاوة على ذلك، فإنه يشكل سابقة سيئة، حيث اتخذ القرار من قبل الكتلة الشيعية من دون التشاور مع أي من المكونات الرئيسة في البلد، وهي كانت خطوة تم اتخاذها من دون السعي للحصول على إجماع، وتنتهك روح الدستور العراقي، وهو ما اعدّها خطوة غير جيدة للعراق سواء الآن أم مستقبلاً.
واضاف ان القوات الاميركية موجودة بناءً على دعوة من الحكومة العراقية في عام 2014 وبالتشاور مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عندما كانت داعش على مشارف بغداد، مشيراً الى ان حكومة الاقليم تشعر بقلق بالغ نظرا لان اغلب المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن داعش أعاد تجميع نفسه، وهو ينفذ هجمات ضد أهداف عراقية بنحو يومي.
بشأن الضغوطات التي تمارسها إيران لإخراج القوات الاميركية من العراق، اشار الى انه تلمس ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي الى الاقليم قبل أيام، موضحا ان عبد المهدي يتطلع إلى حل هذه القضية من خلال الحوار بدلاً من المواجهة، وايجاد صيغة جديدة، لإعادة انتشار، للوجود المستقبلي للقوات الاميركية وقوات التحالف في العراق».
مبيناً أن «وجود القوات الاميركية وقوات التحالف أمر ضروري لكل العراق»، مؤكداً أن « رئيس الوزراء العراقي رجل براغماتي وهو يتطلع إلى إعادة صياغة، وإعادة تحديد الوجود المستقبلي لهذه القوات في العراق.
وعن تقييمه للرد الايراني على الهجوم الاميركي وقصف قاعدة عين الاسد واطراف محافظة اربيل بالصواريخ من قبل ايران قال بارزاني، «على القيادة العراقية أن تحافظ على مصالح وأمن واستقرار البلاد، مؤكداً، ان الرد الايراني كان بمنزلة رسالة واضحة للجميع بأن «إيران لديها الإرادة والقدرة على الضرب واستهداف القوات الاميركية داخل أي جزء من العراق».
وشدد على أن الاقليم لا يريد بأن يصبح العراق ساحة معركة بين إيران واميركا، ونحن نعمل مع رئيس الوزراء العراقي على تجنب وقوع البلاد في الصراع الدائر بين إيران والولايات المتحدة.
وبشأن نقل نائب الرئيس الاميركي، مايك بينس، في نوفمبر دعوة من الرئيس الاميركي دونالد ترامب لحضور رئيس إقليم كردستان اجتماع في البيت الأبيض، أوضح بارزاني أن الدعوة ما زالت موجودة لكن لم يتم تحديد موعدها بعد، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تعد الاقليم «جزءاً من العراق ويتعاملون معنا على هذا النحو».
وبخصوص العلاقات بين واشنطن وإقليم كردستان، لفت بارزاني إلى أن حكومة الإقليم تتمتع بوضعها القانوني والدستوري بأهمية خاصة ضمن المعادلة العراقية، والسياسة الاميركية تجاه العراق تتمثل بالتعاطي مع العراق بسياسة عراقية واحدة».
وعن إمكانية أن يكون إقليم كردستان وسيطاً محتملاً بين واشنطن وبغداد، قال بارزاني، «بالتأكيد نحن سنقوم بدورنا في هذا الاطار»، واردف، «نحن نرى أنه من مصلحة العراق أن تظل العلاقات بين واشنطن وبغداد مستقرة، ونحن على استعداد لبذل قصارى جهدنا في حدود إمكاناتنا المتواضعة للمساهمة في الاستقرار والسلام في هذه المنطقة».
وحول علاقة الإقليم بتركيا اوضح رئيس الاقليم، ان علاقة الاقليم مع تركيا كانت دائماً مهمة وجيدة، مؤكداً استمرار الاقليم وحكومته الجديدة على هذا الطريق.
وحول توصل حكومة اقليم كردستان الى اتفاق مع الحكومة الاتحادية حول الميزانية وتقاسم الإيرادات وتسليم النفط، اكد بارزاني ان الاقليم وبعد مناقشات طويلة والعديد من الرحلات إلى بغداد ، توصل بالفعل إلى اتفاق، ينص على تسليم 250 الف برميل من النفط يومياً إلى شركة النفط الوطنية العراقية سومو، تذهب ايراداته إلى الخزانة العراقية التي ستحصل منها حكومة الإقليم على حصتها، وتدارك،»الا ان هذا الاتفاق أصبح الآن في طي النسيان».
نافيا وجود علاقة لتركيا او وجود حصة لها في نفط الاقليم، عدا دفع رسوم العبور الذي تأخذه عن تصدير النفط العراقي عبر اراضيها، بغض النظر عن مكان استخراجه.