المهدي المنجرة.. وداعاً

عالم المستقبليات المغربي

الرباط – وكالات:

رحل، أمس الأول الجمعة بالرباط، المفكر وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، إذ ذكرت مصادر مقربة من الفقيد، أنه فارق الحياة ببيته بالرباط عن عمر يناهز 81 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وكان المهدي يعاني من حالة صحية حرجة خلال الأشهر القليلة الأخيرة، لم يستطع معها التحرك ولا الكلام، وهو الأمر الذي منع عدداً من مُحبيه ومعهم الأساتذة داخل وخارج المغرب، من اللقاء به والاطلاع عن قريب على أوضاعه.

ولد المهدي المنجرة العام 1933 بالرباط، وتابع دراسته بالولايات المتحدة ثم التحق بجامعة كورنيل بنيويورك بين 1950 و1954 إذ حصل على الإجازة في العلوم السياسية، وانتقل إلى مدرسة لندن للاقتصاديات والعلوم السياسية التابعة لجامعة لندن بين 1954 و1957، ومنها حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية والعلاقات الدولية قبل أن يلتحق بجامعة محمد الخامس كأول أستاذ محاضر مغربي بكلية الحقوق.

وشغل المهدي المنجرة بعد ذلك عدة مناصب علمية دولية، منها: مستشار أول في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأمم المتحدة خلال الفترة (1958-1959)، وأستاذ محاضر وباحث بمركز الدراسات التابع لجامعة لندن (1970)، وشغل باليونسكو مناصب قيادية عديدة (1961-1979)، وشغل إلى جانب ذلك منصب منسق لمؤتمر التعاون التقني بين الدول الأفريقية (1979-1980)، وخبير خاص للأمم المتحدة للسنة الدولية للمعاقين (1980-1981)، ومستشار مدير مكتب العلاقات بين الحكومات للمعلومات بروما (1981-1985)، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة استهلاك المخدرات.

وترأس المفكر الراحل الفدرالية العالمية للدراسات المستقبلية (1976-1981) ثم شغل عضوية لجنتها التنفيذية، وترأس الجمعية الدولية للمستقبليات (فوتوريبل)، وشغل عضوية الجمعية المغربية للمستقبليات، والمجلس التنفيذي للجمعية العالمية للتنمية (1985-1988)، وأكاديمية المملكة المغربية، والأكاديمية العالمية للفنون والعلوم، والأكاديمية الأفريقية للعلوم، والأكاديمية الأوروبية للعلوم والفنون والآداب، والجمعية العالمية للمستقبل، والاتحاد العالمي للمهندسين المعماريين، ومنتدى العالم الثالث، ونائب رئيس جمعية الصداقة بين المغرب واليابان.

وحاز المفكر الراحل عدداً من الجوائز والأوسمة، منها: جائزة الأدب الفرنسي في جامعة كورنيل (1953)، ووسام الاستقلال بالأردن (1960)، ووسام ضابط للفنون والآداب بفرنسا (1976)، والجائزة الفضية الكبرى للأكاديمية المعمارية بباريس (1984)، ووسام الشمس المشرقة باليابان (1986)، وجائزة السلام لسنة 1990 من معهد ألبرت آنشتاين الدولي.

ألف المهدي المنجرة العديد من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا ومختلف قضايا التنمية، ومن أهم مؤلفاته: «نظام الأمم المتحدة» (1973)، و»من المهد إلى اللحد» (1981)، و»الحرب الحضارية الأولى» (1991) و»حوار التواصل» (1996)، و»عولمة العولمة» (1999)، و»انتفاضات في زمن الذلقراطية» (2002) و»الإهانة في عهد الميغا إمبريالية» (2004)، وآخرها كتاب «قيمة القيم» (2007).

ويعد الراحل المنجرة من أبرز علماء الدراسات المستقبلية في العالم، إذ أصبح مع تراكم تجربته داخل وخارج المغرب، أحد أكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية، كما عرف بمواقفه المثيرة للجدل الموجهة لعدد من المنظمات الدولية، التي جال كثيرا من دهاليزيها، عربيا ودوليا.

وكان عدد الطلاب والباحثين والأساتذة الجامعيين من محبي الراحل قد أطلقوا قبل شهرين حَملَة الكترونية لمساندة عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، بعد دخوله في حالة صحية جد حرجة، وهي الدعوة التي انطلقت تحت اسم “مَعاً من أجل تكريم الدّكتور المهدي المنجرة بالمغرب”، واختارت يوم 13 آذار يوماً عالمياً للاحتفاء بالمنجرة، وطالبت من خلاله بفكّ الحظر والمنع وإزالة التهميش الذي طاله نتيجة مواقفه الوطنية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة