الفائز والخاسر

عامر القيسي

من هو الفائز في الإنتخابات ومن هو الخاسر؟

علينا ان نحدد أولاً إن كان الفائز يمثل إرادة الشعب الحقيقية من دون تأثيرات وأن نعرف ان كان الخاسر لا يمثل هذه الإرادة ومن دون تأثيرات أيضاً ..

وبعيداً عن لغة الأرقام، وهي البضاعة الرائجة اليوم في سوق السياسة العراقية، وبإنتظار النتائج الرسمية التي تعلنها المفوضية ويستريح الجميع من التخمينات والتسريبات، وحتى يجلس كل نائب على كرسي الصراعات .. نستطيع ان نحدد معياراً موضوعياً للإختيار الحر الحقيقي والذي يمكن من خلاله إطلاق مفهوم إرادة الشعب الى فضاء الحقيقة، وان كان معياراً وهمياً هو ايضا في عالم من الحقائق الزائفة عن التمثيل الشعبي ..

الحاصل على كرسي واحد فقط من دون العوامل المساعدة والرافعة التالية من الممكن ان نتفق على انه الفائز الحقيقي في إنتخاباتنا ..

أولاً: أن يكون حصوله على هذا الكرسي قد جاء من دون تجييش طائفي واستدراراً لمشاعر أناس البسطاء.

ثانياً: أن لا يكون حصوله على لقب نائب الشعب قد جاء بشراء أصوات الناخبين بقنينتي زيت وبطانية.

ثالثاً: أن لا يكون قد استعمل المال العام لرشا الناخبين .

رابعاً: أن لا يكون قد استعمل النفوذ السلطوي لإجبار من لا حول لهم ولا قوة على إنتخابه لانه ولي أمر رزقهم وخبزة أطفالهم .

خامساً: أن لا يكون قد استعمل أي نوع من أنواع التزوير ومنها شراء بطاقات الناخبين أو منع جمهور من الوصول الى مراكز الإنتخابات، سواء عن طريق الترهيب أو الترغيب.

سادساً: ان لا يكون قد إستطاع بتأثيرات ما من التلاعب بقوائم الكثير من الناخبين الذين ذهبوا الى مراكز الإقتراع ولم يجدوا أسماءهم برغم كل أشكال التحديث .

والقائمة طويلة من نماذج «التمثيل الشعبي» التي تفرزها لغة الأرقام، وهذه القائمة ليس من حصة قائمة واحدة كما يتبادر الى الذهن المشوش، انها قائمة كانت الرابحة والرائجة لمعظم الكتل التي خاضت إنتخابات «التمثيل الشعبي» ! 

أقول .. الحاصل على كرسي واحد فقط خارج هذه العوامل الرافعة والمساعدة والمرشحة، هو حقيقة من يستحق ان نقول عنه ونطلق عليه ممثلاً لإرادة شعبية مهما كانت محدودة وصغيرة وقليلة التأثير ..

وبإفتقاد البلاد الى قانون للأحزاب، الذي بدوره أدى الى إنعدام العدالة في إمكانيات الترويج الإنتخابي الصحيح .. وبسطوة وضع سياسي مشوه الى حد كبير .. يكون الكرسي الواحد النظيف كرسياً حقيقياً للتمثيل الشعبي ..

ونتساءل ..

كم عدد الكراسي التي تنطبق عليها هذه المواصفات الانموذجية للإختيار الحر الشعبي الذي ينتج لنا تمثيلاً شعبياً حقيقياً تتحقق فيه إرادة الشعب الحقيقية أيضاً ؟

المؤكد انها كراس قليلة، وانها شقت طريقها وسط غابة من الألغام والقنابل الموقوتة والمسدسات الكاتمة التي أستعملت بفعالية، وهذا ليس كلاماً افتراضياً، انه كلام لا يستهدف أحداً، وهو كلام في النهاية تعبير عن توثيقات لمرحلة مهمة من تاريخ العراق السياسـي الحديـث ..

من فاز بكرسي نظيف عليه ان لا يجزع لأن المستقبل ربما يفرز لنا إرادة شعبية حقيقية ستكون فيها أعداد الكراسي الوهمية والخادعة للإرادة الشعبية قليلة وضعيفة التأثير حتى إختفائها المبارك من حياتنا السياسيـة الـى الأبـد !

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة