التحالف يناقش المفوضية في نقل الأصوات إلى «البديل»
بغداد ـ الصباح الجديد:
أعلنت قائمة ائتلاف البديل المدني المستقل، الأحد، حصولها على 29 ألف صوت تؤهلها للظفر بمقعد عن البصرة في مجلس النواب، وأكدت أن نسبة كبيرة من الأصوات التي حصدتها القائمة كانت من نصيب مرشح اغتيل قبل الانتخابات بأيام قليلة.
وقال مرشح الحزب الشيوعي العراقي ضمن قائمة ائتلاف البديل المدني المستقل عباس الجوراني إن «القائمة حصلت وفق التقديرات الأولية غير الرسمية على ما لا يقل عن 29 ألف صوت تؤهلها بشكل مؤكد للفوز بمعقد في مجلس النواب»، مبيناً أن «هذه الأصوات ليس منها أصوات الناخبين في الخارج والعسكريين ورجال الأمن، وبالتالي فإن عدد الأصوات مرشح للزيادة».
ورفض الجوراني الحديث عن المرشحين الأوفر حظاً بالفوز ضمن القائمة، فيما أكد مصدر مطلع من القائمة نفسها، إن «المعطيات الأولية تفيد بحصول المرشح صاحب التسلسل رقم (5) الشيخ عبد الكريم الدوسري على أعلى نسبة من الأصوات قياساً بالمرشحين الآخرين ضمن قائمة ائتلاف البديل المدني المستقل».
وكان الدوسري اغتيل قبل إجراء الانتخابات بخمسة أيام بنيران مسلحين مجهولين قرب مركز انتخابي في قضاء الزبير، وهو إمام وخطيب جامع وناشط سياسي بارز في القضاء، كما كان عضواً في مجلس محافظة البصرة بدورته السابقة عن الحزب الإسلامي.
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الى أن «محاولة بذلت لاستبدال الدوسري بمرشح آخر قبل الانتخابات بثلاثة أيام أو يومين، إلا أن اسم الدوسري ظل في سجلات المفوضية وعلى موقعها الالكتروني، وبالتالي لا ندري هل سوف تذهب أصوات الدوسري الى بديله، أم تضاف الى الأصوات التي اكتسبها المرشح الذي يلي الدوسري في القائمة من حيث نسبة التصويت»، معتبراً أن «القضية لا تخلو من بعض التعقيد وتحتاج الى وقفة قانونية».
من جانبه، قال الكتاب والمحلل السياسي رشيد الفهد في حديث لـ»السومرية نيوز»، إن «حصول الشيخ عبد الكريم الدوسري على نسبة تصويت عالية كان نتيجة ردة فعل من بعض المواطنين البصريين على اغتياله»، معتبراً أن «تصويتهم لصالحه رغم علمهم باغتياله جاء بدافع الإستياء واستنكار عملية الاغتيال عبر صناديق الاقتراع».
وأشار الفهد الى أن «الدوسري ربما لو كان حياً لما حصل على كل الأصوات الكثيرة التي حصل عليها وهو ميت»، مضيفاً أن «ما جرى يعد حالة نادرة وفريدة من نوعها، إذ لم يسبق أن منح آلاف الناخبين أصواتهم لرجل ليس على قيد الحياة».
وبحسب مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في البصرة حازم الربيعي فإن «مكتب المفوضية في المحافظة تلقى بعد حادثة اغتيال المرشح عبد الكريم الدوسري طلباً موقعاً من رئيس قائمة ائتلاف البديل المدني المستقل، وبدورنا أرسلنا طلب الاستبدال الى المفوضية في بغداد وصادق عليه مجلس المفوضين»، موضحاً أن «المصادقة تعني ان الأصوات التي حصل عليها المرشح صاحب التسلسل رقم (5) هي موجهة للمرشح البديل عبد العظيم العجمان وليس المرشح السابق الذي أغتيل».
وشدد الربيعي، على أن «أصحاب بعض الكيانات التي يتكون منها ائتلاف البديل المدني المستقل إتصلوا بنا وعبروا عن إنزعاجهم واعتراضهم على قرار الاستبدال، ونحن أبلغناهم اننا لا نستطيع التعامل في مثل هكذا حالات مع كيانات وانما مع الائتلاف، وأوضحنا لهم ان رئاسة ائتلافهم هي التي قدمت طلب الاستبدال».
ومن المقرر أن تسفر الانتخابات عن فوز 25 مرشحاً على مستوى البصرة من أصل 792 مرشحاً، منهم 221 مرشحة، فيما يبلغ عدد الناخبين في المحافظة مليون و611 ألف ناخب، منهم مليون و285 ألف ناخب راجعوا واستلموا بطاقاتهم الانتخابية الالكترونية، وهو ما يعادل نحو 80% من اجمالي عديد الناخبين البصريين، فيما كانت نسبة المشاركة 78%، وهي نسبة كبيرة وفق تقديرات المفوضية.
وكانت المفوضية صادقت على 25 كياناً سياسياً محلياً في البصرة، منها كيان نسوي يضم خمس مرشحات، كما تم اعتماد 11 كياناً وطنياً معظمها كيانات مسيحية مسجلة بالأصل في محافظات أخرى، وتفيد النتائج الأولية غير الرسمية بتقدم ائتلاف دولة القانون بفارق كبير على الكيانات الأخرى بحصوله على ما لا يقل عن 420 ألف صوت، يليه ائتلاف المواطن الذي حصل على أكثر من 250 الف صوت، فيما حل ائتلاف الأحرار (التيار الصدري) بالمرتبة الثالثة، ومن بعده ائتلاف الفضيلة والنخب المستقلة، ومن ثم ائتلاف البديل المدني المستقل.