النجم الذي لم يذق طعم السماء

إلى روح.. علي هادي العيساوي

هو الذي رآك تلبط قرب الجرف

فرمى إليك بصنارته

وحين مددت يدك

لتصافح الله

كان عزرائيل

قد قطفك من الحديقة البيتية

ليزرعك في أرض

لا تراب فيها

ولا سماء

لكن أوراقك التي أفلتت من قبضته

ما زالت تسير بروية

كما لو أنك ما زلت تقودها

إلى مزيد من الرائحة

مددت يدك

لتصافح الله

لكنك نسيت يدك الأخرى

في قلبي

وها انا ذا

أقف بين أصابعها وحيداً

هو الذي رآك

قرب الجسر

تحاول العبور إلى الضفة الأخرى

لكنه أخذ بيدك

إلى النهر

لتبلل الماء

بأغصانك الخضر

رحلت، دون أن يراك أحد

سواه

*

كلما اقتربت من المكان الأول

كلما نسيت أنك باقٍ هناك

تمارس اللا شيء

أو تكتفي بالانتظار

فتبدأ بالهرب من الحقل

كسنبلة تخبئ قمحها في الأخاديد

حين تهب رياح الحصاد

لا تقلق

لن يحصدك أحد بعد الآن

فالمنجل، مشغول بالحقول الخضراء

وأنا مشغول بالحلم اليتيم

حين أخبرتني أنك بانتظاري

انتظرني.. أرجوك

لا تكرر الخطأ مرتين

فالكأس الذي هيأته لنشرب نخبنا

ما زال منتصباً في أقصى الحانة

ينتظرك

حتى لو تحول إلى جمرة فيما بعد

سيبقى جائعاً إلينا

جائعاً

إلى جلسة سمر

لا ضوء فيها

سواك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة