وقفة متأملة

-1-
قرأتُ ما كتبه أحد الاعلام البارزين عن نفسه فوجدتُه يكرر الاعجاب بفصاحته وخطابته وقوافيه ..!!

-2-
وأنا لا أنكر على الرجل فَضْلَهُ وكبيرَ معرفَتِه بكثيرٍ من العلوم والفنون، ولكني استغرب أشد الاستغراب من اشاراتَه المتكررة الى فصاحتِه وخطابته وشعره ..!!
ولَيْتَهُ تَرَكَ الحُكْمَ على نتاجه لمن يقرؤه من العلماء والأدباء والنُقّاد ..

-3 –
ذكرّني هذا بخبر نقله لي صديق عزيز
قال :
انّ ولده فلاناً ، اذا استمع الى أهله وهم يمتدحون فتّاة معيّنَةً ويصفونها بالجمال يقول لهم متسائلا :
هل هي أجمل مني ؟!
واذا كان هذا الفتى الذي لم يبلغ مرحلةُ النضوج معذوراً لفقدانه رشده، فلا أظن أنَّ صاحبنا المفتونَ بفصاحته وخطابته وشعره معذورٌ في ما ذهب اليه ..!!

-4-
لقد استمعتُ اليه مُتحدِثاً وخطيباً فلم أجدْه من فرسان الخطابة ،
كما أني لم أَجِدْ في كتاباتِه ما يشجعُنِي على إدخاله في نادي كبار الفصحاء .
وأما شعره فهو وإنْ كان موصوفا بالجودة الاّ انّه لا يُقارن بشعر العمالقة الكبار من شعراء العراق فضلاً عن شعراء العربية المشاهير .
-5-
ان الاوصاف التي ذكرها لنفسه يمكن ان يكون لها وقعٌ كبيرفي النفوس إنْ كانت صادرةً بحقّه من غيره .
-6-
انّ العلماء الربانيين يختمون ما يكتبون بأوصاف تَقْطُرُتواضعاً وبعيداً عن الذاتّية …
أما كبار الشعراء أمثال المتنبي فلهم مسلك آخر .
يقول ابو الطيب
انا الذي نَظَر الأعمى الى أدبي
وأسمَعَتْ كلماتِي مَنّ به صَمَمُ
ويقول المعرّي :
واني وإنْ كنتُ الاخيرَ زمانُه
لآتٍ بما لمْ تَسْتَطِعْهُ الاوائلُ
وكان الأليق بصاحبنا أنْ يجري على نهج العلماء ويبتعد عن نهج المفتونين بانفسهم .
-7-
ان الانتصار على الذات هو عصارةُ العصارات في ميدان السمو الأخلاقي وهو العملة النادرة لا في أيامنا هذه بل على امتداد الأيام .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة