الصباح الجديد – متابعة:
مع كل التساؤلات التي ترافقها انتقادات واسعة للحكومة وايضا لرجال الاعمال الذين لا يعملون اسوة بنظرائهم في الدولة الشقيقة مصر والذي ساهموا ببناء اكبر مستشفى لعلاج مرضى السرطان مجانا تأتي مبادرة جميلة من ثمانين شركة محلية وعربية وعالمية تتمثل بانطلاق معرض براند بازار في مدينة السليمانية بكردستان العراق والذي سيستمر لمدة عشرة ايام. وسيخصص جزء من ريعه لمستشفى هيوا لعلاج السرطان. عسى ان تكون هذه بداية لتسليط الضوء على معاناة المرضى من حيث قلة المشافي والاجهزة المخصصة لعلاجهم واسعار الادوية الباهظة.
وينظم مهرجان «سوق الماركات» هذا من اتحاد مصدري ومستوردي كردستان، بالتنسيق مع جملة شركات ومصانع ومعامل إنتاجية متعددة الاختصاصات، من المواد الغذائية إلى الطبية والمشغولات الحرفية اليدوية والألبسة والتحف، وصولا إلى القرطاسية والكتب والكماليات ومواد التجميل وغيرها من المنتجات.
يعتمد المعرض بحسب تصريح رئيس اتحاد مصدري ومستوردي كردستان شيخ مصطفى عبد الرحمن، على «معياري الجودة والأسعار المخفضة»، التي تصل نسبة تخفيضها إلى 35 في المئة.
وتباع الكثير من المواد المعروضة في المعرض بأقل من سعر الجملة، في محاولة بحسب الجهات المنظمة والمشاركة، للتخفيف عن كاهل المواطن الكردي بنحو خاص والعراقي بنحو عام.
ويأتي تخفيض الأسعار في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار، وتفاقم أزمة تأخير صرف حكومة الإقليم رواتب الموظفين، التي توزع كل شهرين ونصف مرة. والتي اثقلت كاهل المواطن خاصة في كردستان العراق الذي تظاهروا اكثر من مرة في مدينة السليمانية بسبب تأخر الرواتب مقابل البذخ من المسؤولين على حياتهم المترفة.
ويشهد السوق إقبالا كبيرا من الزوار، حيث يبحث المواطن عن أي فرصة للخروج من البيت الى الهواء الطلق، وتمضية اوقات مع الاصدقاء او العائلة في اماكن جميلة، ا ضافة الى من يزوره من اجل التبضع وهناك من حمل مسؤولية تحريك الركود في السوق فاختار ان يشتري كل مستلزمات البيت او الاولاد منه.
لكن أكثر ما خطف الأضواء وطغى على ما سواهه، المبادرة اللافتة من المعرض لتخصيص جزء من ريع مبيعات السوق وأرباحه لمستشفى هيوا (أي الأمل باللغة العربية) الخاص بمعالجة مرضى السرطان في مدينة السليمانية، والذي يستقبل مجانا المرضى من شتى مناطق العراق، وحتى من دول مجاورة مثل سوريا.
وعرضت في أحد أركان السوق مجموعة لوحات رسمها أطفال مصابون بالسرطان، سيذهب ريعها لصالحهم وصالح مستشفى «هيوا» الذي يتلقون العلاج فيه، ما يحسب لهذا المعرض عدم ارتهانه للاعتبارات والحسابات المادية الربحية والتسويقية فقط.
وبهذا يبدد المعرض، ولو نسبيا، الانطباع العام عن مثل هذه الأنشطة والمعارض، بأن جل اهتمامها في الغالب الأعم الترويج التجاري والربح المادي، ويؤكد على ضرورة أن يكون لديها اهتمامات ومبادرات خيرية تطرق قضايا وموضوعات إنسانية جديرة بالدعم والاحتضان والمساعدة من قبل الشركات ورجال الأعمال.
وثمة ركن خاص في أروقة المعرض بمستشفى الأمراض السرطانية هذا، حيث يتم خلاله إجراء فحوصات أولية لمن يرغب، في إطار حملة للتبرع بالدم والبلازما لمرضى المستشفى.
ومن المقرر في هذا السياق، أن يقوم وفد مشترك من مختلف الجهات المشاركة في المعرض بزيارة مستشفى هيوا، للقاء الأطفال المرضى وتوزيع الهدايا عليهم، بما يسهم في التخفيف ولو قليلا عن آلامهم، وزرع البسمة والأمل على محياهم البريء، برغم وهن المرض ووطأته الثقيلة.