حنيني فراس: أحلامي تتوزع بين اكمال الدراسة والتفوق في الرياضة

بائعة القهوة التي تصارع مصاعب الحياة

غداد ـ وداد إبراهيم:

حنين فراس كانت تحب اللعب والركض والسباقات فساقها هذا الحب الى ان تكون احدى المشاركات في الألعاب الرياضية في المرحلة الابتدائية، مشاركاتها فتحت امامها طريق الحلم الى البطولة، زهو وفخر وفي هذا الفضاء النقي عشقت حنين الحياة الرياضية، وظل حلمها بكرة القدم يراودها حتى أصبحت من اقوى لاعبات كرة القدم.

الانطلاقة الأولى

فتقول: لم يكن الا حلما صغيرا زرعت بذرته من اللعب في ساحة المدرسة والركض وراء صديقاتي، حتى عرفت بأني أستطيع الركض لفترة طويلة دون تعب لأطارد كرة القدم وحتى تحقق حلمي لأصبح لاعبة كرة قدم، وصار التمرين والتدريب شغلي الشاغل من اجل ان اقتحم مجال الاحتراف في كرة القدم، فأصبحت افضل لاعبة كرة قدم أشارك في المباراة بين النوادي في بغداد والمحافظات، وهذا ما عزز الثقة بنفسي لأكون لاعبة كرة قدم ورياضية اكاديمية بالدخول الى كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، وكأن الحظ يفتح ابوابه امامي، فالدراسة تصب في ما احلم واحب واشارك، فكان حضوري مهم وحيوي  في المباراة التي تقام بين الأندية في بغداد والمحافظات لأصبح لاعبة كرة قدم ترتد الكرة على صدغي فأعيدها بقوة وحرفية.

مشواري صعب بعد وفاة والدي

وتابعت: الا ان المشوار كان صعب جدا بعد ان توفي والدي وانتقلت الى بين جدي، فقررت ان اعمل من اجل ان اكمل حلم الدراسة وحلم الرياضة، وكما هي معاناة الشباب بالبحث عن عمل يليق بي ويسد حاجتي كانت معاناتي كبيرة، حتى قررت ان اعمل في (كشك) في الشارع او (بسطية).

اما عن المصاعب التي تعرضت لها حنين قالت: كل عمل بدايته صعبة، ووقوفي في الشارع كان شيئا جديدا وصعبا، والتعود على العمل في الشارع ليس سهلا، الشارع عالم غريب وصعب فيه السيء والجيد فيه الشر والخير، وكل هؤلاء كانوا امامي لأني فتاة في مقتبل العمر فكنت في مواجهة حديث الناس المؤلم والمسيء الي، وفي مواجهة مجتمع لا يرحم، في البداية كنت اتأثر واتألم واتردد في التواصل، لكن وجدت ان كلام الناس لا ينتهي ابدا وان حاجتي لمصروف من عرق جبيني هو اهم من ان اقف مكتوفة الايدي امام وضعي الاقتصادي الصعب.

زبائن يحتسون القهوة

واكملت: فكان التحدي كبير والمواجهة قوية لاكمل حلم الدراسة والتواصل مع الرياضة، وسد حاجتي لمصروف يومي فعملت بائعة قهوة في بسطية صغيرة، بعد عودتي من الجامعة، حتى تعودت على العمل، واحترفت فيه والاهم من هذا كله تعودت على ما اسمع من حديث الاخرين من دون ان ابالي بل صار لي زبائن يأتون يوميا لاحتساء القهوة.

عن سبب اعتزالها كرة القدم قالت: كنت اعود من عملي في الكشك ليلا وهذا ما منعني من مواصلة التدريب على كرة القدم، وكانت حاجتي للاعتماد على نفسي حائلا امام التواصل مع التدريب في كرة القدم، كنت اشعر بالراحة النفسية وانا اسدد مصاريفي لا كمال دراستي،  لكن هذا لم يمنع ان اعمل مدربة رياضية في قاعة رياضية للحفاظ على لياقتي البدنية.

اما عن الرياضة النسوية فقالت: بصراحة المرأة دائما في مواجهة مع الاخرين حين تعمل في الشارع او حين تكون رياضية، والرياضة النسوية بشكل عام بحاجة الى دعم كبير وتشجيع من قبل المؤسسات المعنية بالرياضة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة