صيّاد القوارب

عبد الله حسين

يقول قاربٌ متهالك:
امكثُ عند الضفةِ
قرابة ست واربعينَ خيبة
تمر الأسماك
من أمامي
وأنا انظرُ واقشرُ بجلدي
جلدي الذي نمتْ
عليه الحشائش
وسارت عليه الضفادع
امكث هنا
وانتظرُ
صياداً
يرتق لي ثقوب ظهري!


لدينا الكثير
من الملل
ووقت زائد عن الحاجة
وفرصة سانحة
لعّد الندوب
التي خلفتها السنين
وتلمس تجاعيد
العمر الذي مرَ مسرعاً
كشهب ساقط
من السماء
لدينا الكثير من الجدران
التي تحمل
صَور الموتى !
ولدينا
الكثير من القلق والخوف
الخوف الذي
يجلس القرفصاء
ويستمع للأخبار العاجلة!


الرمال التي
لا ترسمُ على ظهرها أقدام المارة
لا تنتمي للشواطئ
ولا تعرف وجهة السفن.


موبوؤون
قبل أن تأتي الجائحة
وللكمامات بقية.


كل الذين دنو مني
في حالة السكون صاروا
ريشاً مع أول هبة ريح.


اريدُ
أن أدسَ رأسي في الماء
لأهرب من هذا الضجيج.


أريدُ
أن اهمسَ لنفسي بنفسي خوفاً ان تتلقفها
أذن الحائط واصيرُ خبراً عاجلاً للغرف


لي رغبة
أن استرجع كل الخطى التي مشيتها
في دروب الأصدقاء العالقة في التراب.

بارع جداً
في صد ضربات الدهر
المباشرة وغير المباشرة
كما أن لديَّ
أسناناً لا بأس بها
لمضغ الهموم
الطرية والنيئة منها
ولديِّ يدان اضعهما
على راسي
بعد كل صفعة
وعينان واسعتان
تنظران إلى الله!
كما اني بارع جدًا
في التسديد
نحو الهدف الوهمي
ولا اعرف
طريق شباك الحظ جيداً..
وكلما رميت
سنارةٌ
اصطادت من الطحالب أكبرها

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة